شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة تداول عدد كبير من المنشورات، تحمل كلمة "منقول"، ويحذرو فيها الفتيات من عصابات الخطف وسرقة الأعضاء من خلال تخديرهن وخزًا بإبرة أو ما يُعرَف بـ"شكة دبوس"، وتفاقم الأمر بعد انتشار مقطع صوتي عبر تطبيق "واتس آب" ينقل ذات التحذير بصوتٍ أنثوي.
- تصدر "الترند"
وقامت مصادر أمنية رفيعة المستوى، بنفي ما تتداوله صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حول وقائع خطف الفتيات بعد تخديرهن بـ «دبوس مخدر» أو حقنة بنج أثناء استقلالهن المواصلات العامة.
وحذرت المصادر، من الانسياق وراء تلك الشائعات التي تُكدر السلم والأمن الاجتماعي، وتثير الذعر لدى طالبات الجامعات والمدارس وحتى الفتيات العاملات، مضيفة أنه يتم فحص الأخبار المتداولة، إلا أنه لم يتم التوصل إلى بلاغات اختطاف فتيات بتلك الطريقة.
وأكدت المصادر، أن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي يلجأون إلى حيل جديدة لجذب الاهتمام وتصدر «التريند»، مستغلين التحذيرات المنتشرة مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، من استغلال البعض لوجود فتيات بمفردهن ومحاولة تخديرهن بـ «إبرة» تحوي مادة مخدرة، وتعرضهن للاختطاف.
- فحص وتحري الأمن
ورصدت الأجهزة الأمنية تداول مقطع صوتي على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن وجود عمليات خطف للفتيات وتخديرهن من خلال «إبرة» بها مادة مخدرة، حيث يتم تغييب الضحية عن الوعي ونقلها لمكانٍ مجهول، وبدأت الأجهزة الأمنية في فحص المقطع للوقوف على ملابساته والسبب وراء انتشاره.
- الرأي الطبي
من الناحية الطبية، نفى العديد من الأطباء - خاصةً أطباء التخدير إمكانية فقدان الشخص لوعيه بمجرد «شكة دبوس» أو أن هناك ما يسمى بـ «إبرة تخدير» من الأساس.
وقال الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن تلك الإدعاءات مجرد شائعات يتم تداولها، موضحًا أنه داخل غرف العمليات يحقن أطباء التخدير، المريض مباشرةً في الدم بجرعات غير قليلة، وفي أحيان كثيرة يستعصى فقدان الشخص للوعي.
أضاف شعبان: «دا إيه المادة السحرية دي اللي تفقد الشخص وعيه بشكة تحت الجلد؟!»، مستنكرًا حقيقة تلك الحقن المخدرة، موضحًا: «فتشوا عن الأقراص المخدرة والمخدرات التي يتعاطاها الشباب كأنها بونبون، بلاش ندفن رؤوسنا في الرمال والأمور واضحة كالشمس والأولاد مخطوفين ذهنيًا وعاطفيًا واجتماعيًا».
فيما أوضح بعض المتخصصين، أنه عندما يقرر الطبيب تخدير شخص عن طريق الوخز العضلي أو الوريدي، يبدأ بالتخطيط لتخديره، وذلك بمعرفة عمر المريض ووزنه لحساب الجرعة المناسبة لتخديره، وليس مجرد وخز الشخص من أعلى الملابس كما أُثير مؤخرًا.