ذكرى تغيير اسم حاكم مصر لـ الخديوي.. وقصة بناء كوبري قصر النيل

الاربعاء 08 يونية 2022 | 02:52 مساءً
كتب : بسمة الجداوي

وقعت في يوم 8 يونيو العديد من الأحداث المهمة التي غيرت خريطة العالم، حيث يصادف اليوم ذكرى صدور فرمان تغيير اسم حاكم مصر حيث أصبح يلقب بـ "الخديوي"، فقد ظل هذا اللقب سائدًا من عام 1867 حتى عام 1914 عندما تغير إلى سلطان.

وكان أول من تقلب به هو الخديوي إسماعيل وتمتع بموجب هذا الفرمان ببعض الاستقلال في إدارة شؤون البلاد الداخلية والمالية وأصبح له الحق في عقد المعاهدات الخاصة بالبريد والجمارك ومرور الأفراد والبضائع وشؤون الضبط للجاليات الأجنبية.

وخديوي أو خديو هو لقب اختص به ولاة مصر العثمانية دون غيرهم من ولاة الدولة العثمانية منذ عام 1866 وحتى إعلان السلطنة المصرية في أعقاب فرض الحماية البريطانية على مصر عام 1914.

يعد منصب الخديوي أرفع مناصب الحكومة المصرية في مصر العثمانية، ويخاطب صاحب هذا المنصب بلقب الصدارة العظمى "فخامتلو".

قصة بناء كوبري قصر النيل من الخديوي إسماعيل لـ "الملك فؤاد"

في مثل هذا اليوم من عام 1933، افتتح الملك فؤاد، كوبري الخديوي إسماعيل، كوبري قصر النيل فيما بعد، وخلف هذا الأثر قصة كبيرة تمتد إلى عصر إبراهيم باشا الوريث الأول لمحمد علي في حكم مصر، وكان قائدًا عسكريًّا من طراز رفيع، ويملك ثقافة جغرافية وعمرانية عبقرية، وهو صاحب القرار الأول في بناء المنطقة التي مهَّدت لظهور الكوبري في العمارة الحديثة للبلاد.

وبدأ إنشاء كوبري قصر النيل عام 1869 أيام الخديو إسماعيل، وكان بذلك أول كوبرى للمرور أنشئ على النيل من منبعه إلى مصبه وافتتح للمرور في العاشر من فبراير 1872 وأنشأته شركة فيف ليل الفرنسية، واستمر في الخدمة ستين عامًا تقريبًا، أي إلى أول أبريل 1931 وكان طوله 406 أمتار.

ثم تقرر هدم كوبري قصر النيل وإنشاء كوبرى آخر محله وطرح في مناقصة مارس 1930، ورست المقاولة على شركة دورمان لونج الإنجليزية بتكاليف قدرها 308250 جنيهًا و250 مليماً، وهو الكوبري الحالي الذي افتتحه الملك فؤاد في مثل هذا اليوم عام 1933 وأطلق عليه اسم والده الخديو إسماعيل اعترافًا للمنشئ الأول لكوبرى قصر النيل القديم.

أصبح طول الكوبري الجديد 382 مترًا وعشرين سم وعرضه 20 مترًا، وكجزء من تجميله أعيد تركيب الأسود الأربعة التي كانت قائمة على مدخل الكوبري القديم لتكون أثرًا ناطقًا بفضل إسماعيل المنشئ الأول، ولكن على ارتفاع أقل مما كانت عليه في الكوبري القديم.

منطقة قصر النيل

يعبر عنها شارع قصر النيل - أشهر شوارع وسط القاهرة - والوحيد الذي لم يتغير اسمه منذ عقود، ويعتبر إبراهيم باشا - ابن محمد على الكبير- أول مَن فكَّر في تعمير المنطقة الممتدة الآن من كوبري أبو العلا شمالًا إلى ما بعد كوبري قصر النيل جنوبًا.

أمر إبراهيم باشا بتمهيد تلك الأرض وردمها وتسويتها كجزء من تجميل الشاطئ الشرقي لنيل العاصمة، واستكمل المسيرة سعيد باشا رابع ولاة مصر من الأسرة العلوية بالجيش والبحرية الذي أنشاْ قلعة عسكرية في القناطر الخيرية، كما أنشأ ثكنات للجيش المصري في منطقة قصر النيل وكانت هذه أكبر حركة تعمير في المنطقة.

اقرأ أيضا