منذ أيام انطلق عرض فيلم فرق خبرة في دور العرض، وقد سبقته الدعاية للفيلم بإعلان رسمي وبوسترات متنوعة وأغنية للرابر صاحب الشعبية عفروتو. وبحسبة بسيطة ستعرف أن فئات عريضة من الجمهور لن تتوقع الكثير من الفيلم، حيث أنه بطولة سينمائية مُطلقة أولى لكل من محمد الشرنوبي وهدى المفتي.
لكن من سيشاهد الفيلم بالسينما سيكتشف خطأ توقعاته، وأن الفيلم يحفل بمفاجآت سارة كثيرة؛ أكبرهم هو الأداء الممتاز من شرنوبي وهدى والانسجام التام بينهما في كل مشهد من الفيلم وخلال كل مرحلة من أحداثه!
شاهدنا تعاونات سابقة بين شرنوبي وهدى، نالت كلها نجاحاً ملحوظاً، فشاركا معاً في مسلسليّ نصيبي وقسمتك وكأنه إمبارح ونالا إعجاب الجمهور بأدائهم، ثم شاركا سوياً في بطولة فيلم بنات ثانوي، والذي حقق إيرادات غير متوقعة ونال إعجاب الجمهور بدوره.
لكن في فيلمنا هنا، فرق الخبرة يتضح ويكشف مستوى جديداً ومبهراً في الانسجام بينهما؛ فنتورط معهما في علاقتهما منذ مشهد تعارفهما في البداية، ونندمج تماماً في لحظاتهما السعيدة، في مواجهاتهما المضطربة، وفي صداماتهما المحزنة. نشعر بالدفء معهما حين يحاولان التقارب، ننطلق معهما حين يقرران الجنون، ثم نبتسم ونضحك في تناقض طباعهما وما يطرحه من مفارقات طيلة الوقت، ونحزن كثيراً حين تتعثر علاقتهما.
وهذا يدل ببساطة على نضج أداءات شرنوبي وهدى، وقدرتهما على التناغم أياً كان الموقف الذي يمثلانه على الشاشة؛ فنشعر بالأمر كمشاهدين ونندمج معهما تماماً في كل لحظة.
ناجي المتردد الذي لا يملك الجرأة الجرأة لحسم قراراته، وسلمى الجريئة التي تنطلق في قراراتها بمنتهى الشجاعة. نشاهدهما في علاقة مليئة بالتطورات المألوفة والخارجة عن المألوف، علاقة عامرة بالتناقضات والاتفاقات، وقادرة على جعلنا نصدقها في كل شيء.
أداء شرنوبي وهدى في بطولتهما السينمائية الأولى أداء ناضج يستحق التقدير، والانسجام المذهل بينهما ينبئ بأعمال مستقبلية ستجمعهما وتسعدنا بالتأكيد. فرق خبرة تجربة سينمائية ممتازة، فهو فيلم متوازن متكامل العناصر، لا تنقطع ابتسامتك طيلة مدة عرضه، يحصل على اهتمامك في كل تفاصيله، وتناغم بطليه هو واحد من مفاجآت سارة كثيرة موجودة باالفيلم.