قال الدكتور محمد سيف، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، مقرر لجنة تكنولوجيا المعلومات، إن مبادرة "حياة كريمة" في ٤٥٠٠ قرية لتطوير وتغيير وجه الريف المصرى تُعد المشروع القومى لمصر الحديثة وأساس بناء الجمهورية الجديدة، بعدما عانت تلك القرى على مدار عمرها من نقص الإمكانات والخدمات والمرافق.
وأشار إلى أن تطوير الخدمات الصحية والبيطرية ضمن المحاور الأساسية للمبادرة، وضمن ما سيتم تطويره أو استحداث تواجده في القرى المحرومة هي الوحدات البيطرية لاستهداف تقديم خدمات بيطرية كماً وكيفاً لهذه القرى، حيث تم غلق بعضها بعدما أًصبح مُهدد بالسقوط أو لنقص حاد فى أعداد الأطباء البيطريين، لافتا إلى أن تزامن تطبيق تلك المبادرة مع مشروع الدلتا الجديدة لزراعة مليون ونصف مليون فدان، فضلا عن مشروع مليون رأس ماشية، يساهم فى إنشاء مجتمعات عمرانية زراعية جديدة وكبيرة تهدف لتوفير الغذاء النباتى والحيوانى للمواطن.
وأضاف: وإذا نظرنا برؤية استراتيجية لهذين المسارين مع الخطة الطموحة لتطوير المجازر، وإنشاء الهيئة القومية لسلامة الغذاء، نجد أن جميعهم يتقاطعون فى نقطة واحدة وهى: الطبيب البيطرى، ففى ظل العجز والتناقص السنوى المستمر لأعداد الأطباء البيطريين المقدمين للخدمة البيطرية فى الوحدات والمجازر لن تستقيم معه خطط التطوير، والذى يتطلب تطوير قدرات الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل.
وتابع: أن تطوير القرى يكتمل بتقديم خدمة طبية بيطرية للمربيين، من خلال توفير ما لا يقل عن من ٥-٦ أطباء بيطريين بكل وحدة بيطرية مع تطبيق نظام التخصصية داخل المنظومة، بحيث تضم كل وحدة بيطرية طبيب أمراض دواجن وأخر تخصص تناسليات وتلقيح اصطناعى، وأخر تخصص إرشاد وإعلام صحى بيطرى وطبيب بيطرى تخصص وقاية وأمراض معدية، وأخر تخصص باطنى ورعاية وآخر تخصص جراحة بيطرية، مما يعنى الاحتياج السريع لنحو 22 ألف و55 طبيب بيطرى إلى٢٧ ألف طبيب بيطرى، أو بأقل تقدير استهداف المرحلة الأولى فى ١٥٠٠ قرية، أى تعيين من ٧٥٠٠ إلى ٩٠٠٠ طبيب بيطرى شاب فى غضون عام، مع خطة واعدة تدريبية من خلال تعاون مشترك لجهات كثيرة ذات صلة منها النقابة العامة للأطباء البيطريين والهيئة العامة للخدمات البيطرية وإدارة الخدمات البيطرية بالقوات المسلحة و جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وكذلك الجامعات المصرية والمعاهد البحثية البيطرية.
وأشار إلى أن دعوة الدكتور خالد سليم النقيب العام للأطباء البيطريين لحضور حفل إطلاق "حياة كريمة" تتسق تمامًا مع السياسة العامة المهتمة بتنمية الريف والثروة الحيوانية وتعطى إرهاصات بأن الدولة تدرك أهمية الطبيب البيطرى كونه مكون أساسى فى تلك المنظومة، مؤكدا ضرورة تضافر جهود مجلس النواب و الحكومة متمثلة فى وزارة التخطيط و الجهاز المركزي للتنظيم و الإدارة ووزارة الزراعة وأجهزتها التنفيذية نحو تأكيد ضمان حدوث ونجاح مبادرة حياة كريمة بالعمل على توفير درجات مالية جديدة لتعيين أطباء بيطريين في الوحدات البيطرية بالقري المصرية قيد التطوير .