«كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» حديث عن رسولنا الكريم يوضح أن جميع عباد الله عرضة للخطأ والغفلة والسهو فقد تقع منهم الأخطاء سواء عن وعي منهم أو بدون، ولكن خيرهم من يستفيق من تلك الغفلة ويعود إلى ربه بصالح الأعمال.
هذا ما حدث مع الطالبة الجامعية "مودة الأدهم" الشهيرة بفتاة التيك توك التي قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد أحمد الجندى، وعضوية المستشارين أيمن عبد الخالق، ومحمد أحمد صبرى، بالسجن المشدد عليها لمدة 6 سنوات وغرامة 200 ألف جنية بتهمة الإتجار بالبشر بعد نشر فيديو لها تدعو الأشخاص لإستخدام تطبيق "لايكي" والذي تبين أنه تطبيق يدعو للخلل بالأخلاق العامة للشعب المصري.
وبعد أن أصدر الحكم الذي كان بمثابة الصدمة للمتهمة، والتي لم يتعدى عمرها الـ 22، قالت "رحمة الأدهم" شقيقتها لـ "بلدنا اليوم" أن مودة كانت لا تعلم أبعاد استخدام التطبيق وتم التلاعب بعقل فتاة صغيرة تحلم بالشهرة والدخول في الوسط الفني.
وعن حالة "مودة" بعد النطق بالحكم، كشفت "رحمة الأدهم" أن فتاة التيك توك فقدت النطق وأصبحت تعاني من مرض نفسي أدى بها لحالة اكتئاب وتم عرضها على طبيب السجن، والذي قرر أنها تعاني من حالة نفسية، كما إنها تعاني أيضًا من ضعف السمع.
وأنها خلال زيارتها أمس الثلاثاء الموافق 29 يونيو 2021 بسجن القناطر، طالبت من مأمور السجن أن تقترب من المتهمة لأنها أصبحت لا تستطيع السمع جيدًا.
طلب مودة الأدهم طلبت "شقيقة فتاة التيك توك" أن تبلغ رسالة من شقيقتها من خلال «بلدنا اليوم» للمواطنين، قائلة: «مودة تطلب من الجميع أن يسامحوها على كل ماصدر منها اعتقادًا منهم أنها تدعو للفاحشة في المجتمع، وأنها كانت لا تعلم أن إعلان التطبيق اتجار بالبشر، وأنها إذا كانت تشعر بإحساس الظلم من الحكم، فهى لديها الثقة بالله أنه يعلم نيتها وأنها أيضًا ضحية تلك التطبيقات التي تدعو لها بعض الفنانين وهي أخذتهم قدوة لها، وخاصة أنها كانت تحلم بالشهرة من خلال التمثيل».
رغم أنهم كانوا كعائلة يدعون مودة لارتداء الحجاب والبعد عن السوشيال ميديا، إلا أنها انتابها عناد الشباب وأصرت على خوض التجربة، ولكنها الآن بعد ما حدث لها الذي يعد رسالة من الله كي تستفيق وتستوعب تلك الرسالة وخاصة بعد أن أصبحت والدتها قعيده على كرسي متحرك بسبب الحزن على فلذة كبدها، ومعاناة والدها النفسية بسبب هذا الأمر أيضًا، اتخذت القرار بالبعد نهائيا عن هذا المجال بعد أن تخرج من تلك الأزمة.
وفي نهاية الحديث وجهت "رحمة" شقيقة "مودة الأدهم" رسالة للجميع ترجو منهم عدم قسوة القلوب فالله رحيم وغفور، والجميع معرض للسقوط في بئر الأخطاء، ويجب على من حوله أن يقومه لكي يسلك الطريق الصحيح، وليس التعنيف وإحساسها أنه فيروس لابد من بتره. الجدير بالذكر أن كانت محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد أحمد الجندى، وعضوية المستشارين أيمن عبد الخالق، ومحمد أحمد صبرى، قضت بمعاقبة المتهمة حنين حسام غيابياً بالسجن المشدد 10 سنوات، ومعاقبة المتهمين مودة الأدهم ومحمد عبد الحميد، ومحمد علاء، وأحمد صلاح، بالسجن المشدد 6 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه لكلا منهم، لاتهامهم جميعاً بالاتجار فى البشر. وكانت النيابة العامة، قررت في وقت سابق، إحالة حنين حسام ومودة الأدهم وآخرين، للمحاكمة الجنائية؛ لاتهامهم بالاتجار فى البشر.
وكان قاضي المعارضات بمحكمة العباسية، قرر في 27 يناير الماضي، تأييد إخلاء سبيل حنين حسام بكفالة قدرها 5 آلاف جنيه في اتهامها بالقضية وذلك بعدما رفض استئناف النيابة. وتضمنت التحقيقات أن الفتيات تظهر عبر التطبيق فى بثٍ مرئى مباشر متاح لكل المشاركين بالتطبيق متابعته، وإنشاء علاقات صداقة وتجاذب أطراف الحديث مع المتابعين له، مُستغلة فترة حظر التنقل إبان الموجة الأولى لكورونا بالبلاد ومكوث المواطنين بمنازلهم؛ مقابل وعدهن بالحصول على أجورٍ تزيد بزيادة اتساع المتابعين لهما.
وحسب أمر الإحالة، اتهمت النيابة العامة حنين حسام بالاتجار في البشر بأن تعاملت في أشخاص طبيعيين هن المجني عليهن الطفلتين "م. س" و"ح. و" واللتان لم يتجاوزا الـ18 من العمر، وأخريات بأن استخدمتهن بزعم توفير فرص عمل لهن تحت ستار عملهن كمذيعات من خلال أحد التطبيقات الالكترونية للتواصل الاجتماعي "تطبيق لايكي" يحمل في طياته بطريقة مستترة دعوات للتحريض على الفسق والإغراء على الدعارة بأن دعتهن "على مجموعة تسمى لايكي الهرم" أنشأتها على هاتفها ليلتقوا فيه بالشباب عبر محادثات مرئية وإنشاء علاقات صداقة خلال فترة العزل المنزلي، الذي يجتاح العالم بسبب وباء كورونا بقصد الحصول على نفع مادي.
وأضافت التحقيقات أن المتهمة استغلت الطفلتين المذكورتين استغلالًا تجاريًا، بأن حرضت وسهلت لهن الانضمام لأحد التطبيقات الإلكترونية التي تجني من خلالها عائد نظير انضمام الأطفال وإنشاء مقاطع فيديو لهن.أمّا عن المتهمة مودة الأدهم، فاستخدمت الطفلة "ح. س" وشهرتها "ساندي، والطفل "ي. م" واللذان لم يتجاوزا الثامنة عشر من العمر في تصوير مقاطع فيديو رفقتها ونشرها على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مستغلة ضعفهما وعدم إدراكهما للحصول على ربح من ورائهم. كما استغلت مودة الأدهم، تجاريا كلا من الطفلين المجنى عليهن الموضح أسمائهم فى الفقرة السابقة بأن حرضت وسهلت لهما تصوير مقاطع فيديو رفقتها ونشرها على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة ماديا من ارتفاع عدد المتابعين لها، ونشرت مقاطع فيديو مرئية للطفلة "ساندي" والطفل الثاني على مواقع التواصل الاجتماعي وزينت لهما سلوكيات مخالفة لقيم المجتمع ومن شأنها تشجيعهما على الانحراف.
وأيضًا استخدمت شبكة المعلومات لتحريض الأطفال على الانحراف والقيام بأعمال غير مشروعة ومنافية للآداب، وعرضت أمن وسلامة 3 أطفال للخطر بأن قامت بتصوير مقاطع فيديو مرئية لهم ونشرها على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت واستغلالهم تجاريا بأن تكسبت من ورائهم مبالغ مالية.وأسندت النيابة للمتهمين الثلاثة الآخرين، بأن اتفقوا بالاشتراك والمساعدة مع المتهمة الأولى حنين حسام في ارتكاب الجريمة محل الاتهامين الأول والثاني، وذلك بأن قاموا بالاتفاق معها على ارتكابها وساعدوها بأن منحوها عضوية تطبيق التواصل الاجتماعي "لايكي" ومكنوها من إنشاء مجموعة خاصة بها لدعوة الفتيات للاشتراك بالتطبيق فوقعت الجريمة.