ليلة السقوط في براثن الإدمان لم تزح عن مخيلتي، والسير في طريقه نهايته السجن، هذا ما أكده الشاب العشريني، ابن منطقة عين شمس، مشيرًا إلى أنه لن يعود إلى طريق تعاطي المخدرات والإدمان، مهما قست عليه السنين أو فقد عزيز له.
بداية طريق تعاطي المخدرات
داخل مركز العزيمة، يروي الشاب ذو العينين الخضراوين، والبشرة البيضاء، قائلا: «حكايتي بدأت منذ ٤ سنوات مع الترامادول، بعد ما جربت السجائر، وكان أخي الكبير الذي عوضني الله به خيرا عن والدي الذي توفي منذ أن كنت رضيعا، أصبح قعيدا جليس الفراش، نتيجة حادث تصادم أثناء السير على الطريق الدائري، ليصاب بشلل تام في رجليه، فلم استطع أن أراه بذلك المنظر، ومن هنا فقدت الأمل في الحياة، وهنا كانت بداية الإدمان الحقيقي».
ويكمل «محمد» حديثه: «صحابي بدل ما يساعدوني في حزني، أعطوني بالترامادول بحجة النسيان وضياع الصداع الذي كان يحاصرني من كثر التفكير، والقدرة على العمل لساعات أطول وتحقيق دخل مادي أكبر، وهو ما تحقق بالفعل في بداية الأمر حتى وجدت أن الأمر كان لفترة قصيرة، وبدأت أشعر بتعب واحتياج لكمية أكبر من المعتادة للتأثير فبدأت في زيادة الجرعة حتى أصبح لا تأثير له».
ترك وظيفته بشركة السياحة
ويؤكد: « كنت أعمل بشركات السياحة، وبسبب المخدرات اترفدت من الشركة، حاولت الإقلاع أكثر من مرة، ولكن مع أول شخص يعرض علي سيجارة حشيش، كنت أرجع لهذه النقطة المظلمة من جديد، وأثناء محاولاتي ساعدني أخي وأمي على الذهاب لمصحة إدمان للتعافي، وبالفعل توجهت ومعي والدتي التي ظلت تساندني حتى أصبحت على ما أنا عليه الآن».
موقف غير حياته أثناء التعافي في مركز العزيمة
«محمد» يتذكر الموقف الذي غير حياته، متابعًا: « ندمت على وظيفتي في شركة السياحة، لكن بمجرد أن وطأت قدمي على أرض مركز العزيمة منذ 5 أشهر، هنا شعرت إن الله أراحني، وبدأت العلاج والتخلص من المخدرات، والعودة لحياتي الطبيعية من جديد» قائلا: بنسبة 80% لم أعود يوما لتناول تلك المخدرات، مشيرا إلى أنه يخشى حال العودة لمنطقة السكن العودة للمخدر مرة ثانية، لأن أصحاب السوء مازال يحاصرونني في المنطقة، مشيرا إلى أن البيئة السكنية تلعب دورا هاما في التربية والأخلاق.
ولفت إلى أن الحشيش رغم أنه خطير إلا أن المصيبة أنه مقبول اجتماعيا عند الكثيرين، مشيرا إلى أن أعراض انسحابه من الجسم تستمر أكثر من شهر.
وأوضح أنه قرر العلاج في مركز العزيمة بالمنيا بالمجان وفي سرية تامة، من خلال العمل، قائلا« مكنتش عارف إن في ناس كويسة كده.. وكل الموجدين في المركز بحس إنهم أهلي».