وكأنه كان يعلم لحظة رحيله عن الدنيا، ليعلنها صريحة أمام الجميع، ولكن فى صمت دون أن يشعر أحد لتكون لحظة النهاية ويختم حياته بأية قرآنية "رب أبنى لى عندك بيتا في الجنة" يدعوا الله أن تكون الجنة منزلة الأخير والذى اختتم حياته بها .
الشاب المحبوب من الجميع، احمد أشرف ريان صاحب ال25 ربيعا، ابن قرية شطانوف التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والذى تعرض لحادث سقوط تحت عجلات قطار بمحطة كفر صراوة، ليصاب بإصابات بالغة يتم نقلة على إثرها إلى مستشفى أشمون العام لتقوم بدورها بتحويلة إلى مستشفى القصر بشبين الكوم لخطورة الحالة .
مازالت الأنفاس مكتومة من الجميع بعد تقرير مستشفى أشمون العام، وتحويل الشاب المصاب إلى مستشفى القصر بشبين الكوم، لخطورتها، ليتم الوصول إلى المستشفى وسط دعوات من الجميع، وجولة دموع اسرتة وأصدقائه على ما شاهدوا من موقف صعب ونزيف من الدماء لا يتوقف .
أحد الأطباء يخبر بعض المقربين على مضض، إن الحالة خطيرة، وغير مستقرة على أمل أن تكون إرادة الله أقوى من كل شىء، ويتم احتجاز الشاب بالعناية المركزة طبقا للتوصيات الطبية، بعدم إمكانية إجراء أى عمليات جراحية قبل أستقرار الحالة، ليتم احتجازها.
دقات الساعة تدور ومع كل صوت بالقرب من العناية إلا وينظر الجميع مترقبا هل سيكون هناك خبرا بأى نتيجة تبشر باستقرار حالة الشاب، ولكن فى انتظار الطمانة من أى طبيب ولكن دون أى شىء، ويستقر الاحتجاز بالعناية المركزة ما يقرب من الساعة .
مرت ساعة كاملة على دخول الشاب لغرفة العناية المركزة، ليخرج طبيب يتسائل عن تفاصيل الحالة وتوقيت الإصابة وغيرها من الاستفسارات من اسرتة، ليدخل مرة أخرى ليتابع الحالة .
لم يمر وقت طويل الا ويخرج الطبيب يهمس لاقاربة بالدعاء له بالرحمة، خبر نزل كالصاعقة على الجميع، ولم يصدق أحد ما تم، وجميع الحاضرين بالمستشفى فى حالة ذهول، فبعد أن كانوا يدعون له بالشفاء العاجل تحول الدعاء إلى الرحمة والمغفرة بعد الوفاة الأمر الذى تحول إلى كابوسا للجميع .
الشاب أحمد توفى، بعد أن دون على صفحته. الشخصية أخر تدوينة كتب فيها ،د"رب ابنى لى عندك بيتا في الجنه" وكأنه كان على موعد مع الآخرة وموعد مع النهاية، ليعلم وحدة توفيت نهايته دون أن يشعر به أى أحد، لتكتمل الرؤية للجميع بعد خبر وفاته اليوم تاركا سيرة باقية بين زملاؤة واقرانة، وبين جيرانة وأقاربة وبين أهالى قريتة، وبخاصة أنه كان دائما ما يسعى لإغاثة المريض بحكم عملة فى مجال الصيدلة كمساعد صيدلى .
الشاب المكافح رحل عن الدنيا ورحل عن زملاؤة وأسرتة، تاركا شقيقة الأكبر وشقيقتان تصغرة سنا، كان محبا لهم وكان دائما ما يعاونهم فى كل شىء، لتنتهى رحلة شاب بأية قرآنية.