لطالما دافعت روسيا عن تحقيق تسوية سياسية شاملة وعادلة في الشرق الأوسط. نظرًا للمواقف القوية والأنشطة المهمة لوزارة الدفاع الروسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن العديد من دول المنطقة مهتمة للغاية بالتعاون مع روسيا في المجال العسكري والتقني.
وبحسب دويتشه فيله الوكالة الألمانية، فإن روسيا تبيع المزيد من الأسلحة لافريقيا، حيث تستورد كل من الجزائر ومصر وأنغولا والسودان بكثافة الأسلحة الروسية وتلجأ إلى مساعدة المستشارين العسكريين الروس في بناء جيوشها. لكن مع انهيار الاتحاد السوفيتي، انخفض حجم صفقات الأسلحة بشكل مؤقت، ومنذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تلقت العلاقات دفعة جديدة، حيث تم توقيع عقود جديدة مع المشترين القدامى من القارة الافريقية، كما ووُقعت اتفاقيات في أسواق جديدة. التعاون الوثيق في المجال العسكري يحدد إلى حد كبير العلاقات مع هذه البلدان.
وكانت الشركة الروسية "روس أوبورن إكسبورت"، والحاصلة على الوكالة الحكومية لصادرات وواردات الأسلحة، قد أعلنت عن أول عقد تصدير زوارق هجومية إلى دولة إفريقية لم تعرف حتى الآن، في جنوب الصحراء الكبرى.
وأكدت الوكالة نفسها بأن وزارة دفاع روسيا الاتحادية كانت تلعب دورًا أكثر أهمية في السياسة الروسية على الساحة الدولية من السياسة التي تنتهجها وزارة الخارجية الروسية، والتي لا تستعجل في البحث عن نقاط اتصال جديدة مع شركاء روسيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل تتخذ موقف المراقب الصامت.
حيث يتولد لدى المرء انطباع بأن وزارة الخارجية الروسية غير مهتمة بالتعاون مع دول الشرق الأوسط. السلبية تنعكس في بيانات فارغة لا تؤدي إلى أي مكان، فعلى سبيل المثال، بعد مؤتمر برلين لم يكن هناك أي اجتماع أو إتصال يحمل طابعاً مهماً مع قيادة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا.
لا تسعى الخارجية الروسية إلى دعم القوى والأنظمة الصديقة في منطقة الشرق الأوسط، ولا تشارك في إقامة تحالفات جيوسياسية طويلة الأمد، ولا تساهم في توسيع الوجود الروسي في الأسواق الإقليمية للسلاح والوقود النووي والنفط والغاز. كما أن الدبلوماسيون الروس ليسوا متحفزين بشأن جذب الاستثمارات إلى روسيا، بما في ذلك من الدول الغنية في الخليج العربي.
في تقاعسها عن العمل، دفنت وزارة الخارجية الروسية كل النجاحات التي حققتها وزارة الدفاع الروسية، والتي جعلت روسيا لأول مرة منذ فترة طويلة لاعباً هاماً في شمال إفريقيا. من المهم ملاحظة أن إفريقيا بالنسبة لروسيا ليست فقط سوقًا ضخمة لبيع السلاح، ولكنها أيضًا شريك استراتيجي، تتحدث نفس اللغة المعادية للغرب.