كارثة صحية.. مرض نادر يأكل ضحاياه يسببه حيوان الأبسم.. فما هو؟

الاربعاء 17 فبراير 2021 | 12:39 مساءً
كتب : رحاب الخولى

بقعة حمراء متورمة قليلا أسفل الكاحل، تطورت خلال أيام إلى ثقب في كعب القدم، كان يظنها الشاب الثلاثيني "نويل" لدغة بعوضة، لكنها لم تتحسن بعد أسبوع، وجاءت المفاجأة.

ظن الأطباء في بداية الأمر أنها نوع من الحساسية، ولكنه قرر الذهاب لمستشفى "أوستن" في ملبورن لفحصها مرة أخرى.

تشخيص المرض

وبعد مرور أيام اتسع الثقب وأصبح في حجم كرة التنس إلى درجة أنه بإمكانك رؤية أوتار الكعب من خلاله بوضوح.

وذهب نويل هذه المرة إلى مستشفى سانت فينسنت، أكبر مستشفيات أستراليا، ومكث في المستشفى أسبوعا حتى يتمكن الأطباء من تشخيص المرض.

قرحة بورولي

واكتشف الأطباء أن السبب هو قرحة بورولي، وهو مرض بكتيري يسبب جروحا كبيرة مفتوحة وقد يؤدي، في حالة إهمال علاجه، إلى تشوهات دائمة.

وبعد ستة أسابيع من ملاحظة البقعة في كاحله، حصل نويل أخيرا على العلاج المناسب، وقال له الأطباء إنه كان من الممكن أن تبتر قدمه لو لم يبادر بالذهاب للمستشفى.

حيوان الأبسوم

وقبل ظهور هذه البقعة الحمراء، كان نويل يعمل في حديقته ويحفر التربة لبناء سقيفة كبيرة. ويقول: "قطعت عدة أشجار لم تُمس منذ 20 عاما، وأكاد أجزم أن ظهور القرحة تزامن مع قطع الأشجار وموطن حيوان الأبسوم".

ويرى العلماء بالفعل أن هذا الحيوان الليلي قد يؤدي دورا كبيرا في انتقال عدوى قرحة بورولي إلى البشر. فحيوان البوسوم يعاني أيضا من المرض، واكتشفت كميات كبيرة من جراثيم المتفطرة المقرِحة، المسببة للمرض، في براز هذه الحيوانات.

وقد أدى التوسع العمراني إلى تدمير المواطن الطبيعية لحيوانات الأبسوم، ودفع أعدادا كبيرة منها للانتقال بالقرب من البشر، وربما ترتب على ذلك ارتفاع حالات الإصابة بالمرض.

وتقترب الآن عدوى قرحة بورولي أكثر فأكثر من مدينة ملبورن، ويحاول الأطباء والعلماء إيقاف العدوى قبل أن تتفشى بين سكان المدينة التي يبلغ تعداد سكانها خمسة ملايين نسمة.