قبل سنوات خرج صوت ينادي وسط جمع من البسطاء، الصوت الذي لم ينقطع ليتحول فيما بعد إلى هتاف ردده ورائه الآلاف بل الملايين من المواطنين، لقبه الكثير بالمدافع عن حقوق أصحاب المعاشات، الوصف الذي كان يتفاخر دائمًا به النائب البدري فرغلي، الذي رحل، عن عالمنا صباح اليوم، في محافظة بورسعيد.
خرج النائب الراحل من أحد الأحياء البسيطة بالمدينة الباسلة، عام 1974رسم منذ نعومة أظافره خط يسير عليه وهو خط النضال، في عمر الثمانية عشر شارك في المقاومة الشعبية بمدينة بورسعيد، حتى وصفه البعض بـ"زعيم المقاومة الشعبية، لم ينتهي طريق البدري فرغلي بعد ، بل تحولت مقاومته عبر سنوات من النضال والهتاف في وجه المحتل، إلى مقاومة ضد من يحاولون نهب وسرقة حقوق أصحاب المعاشات، كان خير من مدينة بورسعيد تحت قبة البرلمان المصري لأربع دورات متتالية.
عاش البدري فرغلي في مدينة بورسعيد وسط أسرة صغيرة تكونت من أب مكافح يعمل في الميناء وستة من الأشقاء، لم يختلف مسيره عن والده كثيرًا فقرر العمل هو الآخر بالميناء، ففي إحدى حواراته الصحفية قال "لم أترك الميناء إلا على دخول البرلمان، أنا روحت من باجور القمح للبرلمان، ونزلت الشارع بقيت عضو مجلس الشعب، طول عمري بأشتغل بإيدي".
لم يحصل الراحل إلا على الشهادة الإبتدائية في مراحل التعليم، نجح في كل الانتخابات النقابية لمدة 30 عاما، كان حجر عثرة دائمًا ضد صفقات الخصخصة وبيع القطاع العام، لم يسعى طوال حياته إلى الثروة فعاش فقط لأجل البسطاء، تولى منصب رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات.
وتعرض البدري فرغلي في الأيام الماضية إلى وعكة صحية خلال الأيام الأخيرة ألزمته الدخول إلى العناية المركزة، ونعى حزب التجمع الراحل الذي يعتبر أحد مؤسسي الحزب وعضوا بالأمانة العامة به، وانتخب من خلاله نائبا بمجلس الشعب عنه لأكثر من دورة برلمانية وقدم العديد من الاستجوابات والأسئلة تحت قبة البرلمان وكان علامة بارزة لأعضاء البرلمان المصرى ومدافعا عن بورسعيد.