خلال الساعات الماضية، رحلت الدكتورة عبلة الكحلاوي الداعية الإسلامية، والعالمة الأزهرية، عن عمر يناهز 72 عامًا، إثر تأثرها بفيروس كورونا، وهي ابنة الفنان الراحل محمد الكحلاوي، تاركة إرثًا علميًا دعويًا كبيرًا، ومحبة لها في قلوب مشاهديها.
الدكتورة عبلة الكحلاوي، كانت تعمل أستاذا للفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية "بنات" بجامعة الأزهر، والتحقت بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وتخصصت في الشريعة الإسلامية.
حصلت "الكحلاوي" على الماجستير عام 1974 في الفقه المقارن، ثم على الدكتوراه عام 1978 في التخصص ذاته، وانتقلت إلى أكثر من موقع في مجال التدريس الجامعي، منها كلية التربية للبنات في الرياض وكلية البنات في جامعة الأزهر، وفي عام 1979 تولت رئاسة قسم الشريعة في كلية التربية بمكة المكرمة.
عُرفت الدكتورة عبلة الكحلاوي، بأنها من أهل العلم والبر والخير رحمها الله وقدمت الكثير لطلبة العلم وللفقراء والمحتاجين، وكانت رحمها الله تُدرس للنساء في المسجد الحرام على مدار عامين يوميًا بعد صلاة المغرب وذلك أثناء رئاستها لقسم الشريعة في مكة المكرمة، وبعد عودتها لمصر وبجانب عملها الأكاديمي كانت تلقي دروسًا بالجامع الأزهر الشريف، وبعض المساجد الأخرى، كما أسست واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية في مصر وهي جمعية "الباقيات الصالحات" لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر.
زوج الدكتورة عبلة الكحلاوي، تزوجت من اللواء مهندس محمد ياسين بسيوني، أحد شهداء حرب أكتوبر، والذي كان علامة مميزة فيها، حيث كان من ضمن الخمسة مهندسين الذين سافروا إلى ألمانيا لإحضار المواسير اللازمة لتفجير خط بارليف بشكل سري، وساهم في تدميره وتحقيق نصر أكتوبر العظيم ، وأنجبت منه.
كانت تشيد الدكتورة عبلة الكحلاوي، بأخلاقه الرفيعة، مؤكدة أنه كان عصاميا وحنونا وكان هدية من الله لها، وساعدها في تكملة دراستها والحصول على الماجستير والدكتوراه، وأنجبت منه 3 بنات، وهن "مروة" و"رودينا" و"هايدى"، وعندما توفي كانت صدمة مفزعة لها.
تزوجت الدكتورة عبلة الكحلاوي، في سن صغيرة، وقالت الراحلة عنه: "فكان أعظم رجل رأيته في حياتي بل إنه كان هدية من الله لي وعشت معه واحدًا وعشرين عامًا لست مبالغة إذا قلت إنني كنت أشعر أنني أعيش في الجنة بكل ما تعني الكلمة من معنى، فكان رجلًا حنونًا و كريمًا وعطوفًا على كل خلق الله وليس أسرته فقط، وقد رزقني الله منه بثلاث بنات هن "مروة وردينة وهايدي".
وأضافت "الكحلاوي" في تصريح سابق لها: "تعلمت من زوجي -رحمه الله- الكثير وكان نعم العون لي في استكمال مسيرة تعليمي حتى حصلت على ماجستير وموضوعها "الشورى قاعدة الحكم الإسلامي"، ثم الدكتوراه وواصلت بعد ذلك مسيرتي العلمية حتى وصلت إلى عمادة كلية الدراسات الإسلامية وتخلل ذلك قيامي بالتدريس في السعودية".
وواصلت: "خبر وفاته كان صدمة في حياتي، ولكن شدة الإيمان بالله ووجود أسرتي بجانبي خففت عني الصدمة خاصة أنني أري أمامي ثمرة عشرتي معه وهي بناتي الجميلات اللواتي نذرت حياتي لهن حتى يحقّقن أحلامهن في الحياة وأحقق لروحه الطاهرة ما كانت ترجوه لبناته من التفوق في كل شىء ابتداءً من التفاني في خدمة الطبقات المطحونة من الأطفال والأرامل والمطلقات والأيتام والمرضى وصولًا إلى المثابرة في طلب العلم".
أردفت الدكتورة عبلة الكحلاوي: "إنها بعد وفاة زوجها مباشرة كانت في بداية الترمل، والترمل هذا لحظة فارقة في حياة الانسان من الدفء والدعة والراحة وترك المسؤولية على كتف الآخر، إلى إحساس بالهم وتربية الأولاد ولقاء الناس بأطماعهم وحواديتهم، في هذه الفترة كان البيت كان يمتلأ أناسًا لدرجة والدتي الله يرحمها كان فيه صلاة جماعة على طول في البيت مش عارفة أبكي ولا أتنفس أو أعبر عن نفسي".
وأكملت: "كنت أشعر بنوع من القهر فوق ما يتخيل العقل، وفي يوم سجدت لله قولتله يارب اديني علامة إنه مقبول لأنه تعب جدًا والتعب اشتد عليه بشكل صعب، وفي عز ما كان زوجي في غيبوبة كان يرفع يده ويقبلها ويذكر اسمي، أحلى رحلة في حياتي لما كنت أنا وهو عايشين تقريبا في الحرم".
ونوهت بأنها سجدت لله بعد وفاة زوجها "وأنا على السجادة نمت ورأيت نفسي أسير على كوريدور كبير، وكأني أري ألوان الفرش، وواحد قاعد على اليمين وقدامي الشيخ الشعراوي بيصلي واداني شهادة كبيرة، وقالي اطمني، أنا فرحت جدا بهذه الشهادة لأني طول عمري أحب الشيخ الشعراوي، وكان زوجي الله يرحمه يخدمه في مكة، قلبي اطمن شوية بعد هذه الرؤية".
واستطردت: "أنه بعد استيقاظها من نومها طلبتها الحاجة ياسمين الخيام وقالت لها إن الشيخ الشعراوي يريدها أن تذهب إليه "روحت حاطة عباية عليا ونزلت وحكيت لياسمين الخيام، اللي شوفته وإحنا ماشيين وأول ما شوفت الشيخ الشعراوي، مكنتش مصدقة فقال لي إيه يا ستي يعني لازم أجيبك المشوار ده، فقولت له أنا شوفت حضرتك النهاردة، فقال لي أنا عارف".
وتابع: فيه حديث قدسي يا ولاد بيقول: "وعزتي وجلالي لا يخرج عبدي من الدنيا وقد أردت به خيرًا حتى أوفيه ما عليه من نقص في ماله أو فقد في ولده أو مرض في صحته فإن بقي من سيئاته شيء أثقلت عليه في سكرات الموت حتى يلقى الله وما عليه خطيئة".
إقرأ أيضًا..
شرطة المسطحات تضبط 310 قضايا خلال 24 ساعة
الصدفة تقود الإنقاذ النهرى لانتشال جثة شاب من شبرا الخيمة مختفى من 45 يوما