أصبحت الجريمة بشتى أنواعها تملئ الشارع المصري، من "قتل وتحرش واغتصاب وسرقة وتجارة أعضاء" وغيرهم كثيرا من الجرائم، لذا أصبح تمر على مسمع أذننا مرور الكرام، ولكن مازالنا نقف صامتين في حالة يشيب لها شعر الرأس أمام جريمة اقل ماتوصف به أنها غير أدمية، ولا نصفها بحيوانية، لأن الحيوان عنده مايكفي من الوفاء والإحتواء للذي من دمة كما يقال.
فنحن الأن أمام جريمة تجردت منها جدة طفلة معاقة ذهنيا من كل المشاعر الأدمية التي تعارف عليها المجتمع منذ القدم وهي "أن أعز من الولد ولد الولد" كما أرختها الحياة الشعبية القديمة.
جريمة تركت فيها "العجوز الشمطاء" كل مشاعر الرحمة والإنسانية وراء ظهرها، وسعت وراء المتعة الرخيصة، بعد أن قدمت حفيدتها الطفلة المريضة ذهنيا وجبة دسمة لزوجها العرفي الذي يصغرها في السن ليفترسها دون شفقة أو رحمة، وذلك حتى تنول الرضى من الذئب البشري الذي تفعل الكثير دون تفكير لإرضائه حتى لا يتخلى عنها.
"بطني وجعاني ياتيتا"
هذه الجملة كانت بداية كشف الكارثة المأساوية التي شهدتها حلوان، عندما استاذنت الطفلة المعاقة ذهنيا من جدتها لأمها، وأثناء الزيارة اشتكت البنت بشعورها بألم في بطنها على الفور انتفضت مشاعر الجدة التي تألم قلبها على وجع حفيدتها، واصطحبتها إلى المستشفى، للكشف عليها.
وكانت الصدمة عندما أخطرها الطبيب، بأن حفيدتها الباغة من العمر 13 عاما، حامل في شهرها الثاني، وبين حالة من الصمت والزهول انطلقت الجدة إلى قسم الشرطة في حلوان، وأبلغت عن الواقعة.
وروت الجدة للنقيب محمود سعداوي، معاون مباحث القسم، ما حدث، وقالت الطفلة أثناء مناقشتها، "ستو "فايزة" بتخلي عموأحمد يطلع معايا السطح ونلعب عروسة وعريس، وبتديني حلويات وأكل"، وطلبت جدة الطفلة من ناحية الأب تحرير محضر ضد جدة الطفلة من ناحية الأم وزوجها العرفي واتهمتهما باغتصاب حفيدتها وحملها سفاحا.
على الفور قام رجال مباحث قسم شرطة حلوان بالقبض على جدة الطفلة من ناحية الأم، وبمناقشتها أنكرت الواقعة، ولكن تحريات المباحث أثبتت الجريمة وأنها مشاركة فيها، وأوضحت تحريات النقيب محمود سعداوي، أن المتهمة قدمت حفيدتها لزوجها العرفي برضاها وكانت على علم بالجريمة، وأن المتهم الهارب عاشر الطفلة أكثر من 18 مرة.
نقل ولية الطفلة لجدتها من الأب
بعد انتهاء التحقيقات أمرت النيابة بتسليم الطفلة إلى جدتها من ناحية الأب، كما طلبت النيابة تحريات المباحث النهائية، حول الواقعة، وأمرت النيابة بحبس الجدة المتهمة 4 ايام على ذمة التحقيقات، وكلفت رجال المباحث بسرعه ضبط وإحضار زوجها العرفي.
تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء أشرف الجندي، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، إخطارا من مأمور قسم شرطة حلوان، يفيد بحضور سيدة عجوز إلى القسم وبصحبتها نجلة ابنها "13 عاما" معاقه ذهنيا وحامل في الشهر الثاني، وطلبت الجدة تحرير محضر ضد زوج جدة الطفلة من ناحية الأم، واتهمته بأنه وراء اغتصاب الطفلة مما نتج عنه حملها، وذلك بمعرفة جدتها من ناحية الأم.
وأكدت التحريات صحة الواقعة، وكشفت تحريات المقدم محمد السيسي، رئيس مباحث قسم حلوان، والنقيب محمود سعداوي، معاون مباحث القسم، أن رواية المبلغة صحيحة.