قال الدكتور إيهاب عيد، أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي، إن الطفل في الساعات الأولى وشهور البداية لا يميز الألوان، ولكن الأطفال منذ الساعة الأولى يبدأون في التقليد وربط الأصوات والرائحة بالشخصيات، منوها إلى أنه من الممكن أن تربط الأم الأكل والشرب وغيره بألوان مختلفة.
وأكد "عيد"، خلال حواره في برنامج "السفيرة عزيزة"، المذاع على قناة "دي ام سي"، طرق التعامل الصحيحة مع "الطفل الزنان"، وأنه في كثير من الأحيان يكون هذا الزن طريقة للتواصل وليس للتعبير عن الألم أو مشكلة، لافتا إلى أن "الزن" أحيانا يكون للفت الانتباه للتعبير "أنا موجود"، ويكون في أحيان أخرى رغبة في الارتباط بالأم أو الأب، مشيرا إلى أن "الزن" هو لغة الطفل حتى سن 10 أشهر.
وأضاف أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي أن الطفل يميز رائحة لبن الأم "الثدي" من خلال هرمون الفورمون الذي يكون مصاحبا للأم في طبيعة جسدها، ناصحا بأن يكون هناك تنغيم في كلامنا مع الأطفال لأن هذا يربطه أكثر ويجذب حواسه.
وأوضح أنه في أحيان أخرى يكون "الزن" نابعا عن مشكلة ما يعاني منها الطفل، ولكن لا يستطيع الأم والأب تحديدها، وفي تلك الحالة يجب استشارة طبيب متخصص، مستطردا أن طبيعة الأب والأم في التعامل مع الأطفال وتربيتهما يكون لها أيضا دور كبير في "زن الأطفال"، ناصحا الآباء والأمهات بأن يقوموا بما يسمى "بروفات البيوت" وهو لتقويم سلوك الأطفال و"زنهم".
وأكد أن لكل طفل أسلوبه في التعبير عن رغبته حسب شخصيته وحسب الدافع وراء سلوكه، مما يدفع الوالدين إلى تصرف من اثنين إما التعنيف ليهدأ أو الخضوع لطلباته ليهدأ، وكلا الأسلوبين مُسكن وقتي لا يحل المشكلة بشكل نهائي وإنما يزيدها سوءًا يومًا بعد يوم، فتعنيف الطفل يشعره بعدم الأهمية، والخضوع لرغباته يشعره أن الزن سبيل جيد للحصول على مراده فيستمر في سلوكه بلا نهاية.
لماذا يلجأ الطفل لذلك؟
المرحلة العمرية للطفل: الطفل قبل عمر السنتين لا يستطيع التعبير عن رغباته بشكل لغوي واضح ويشعر أن الآخرين لا يفهمون ما يريد ولا بما يدور داخل عقله مما يصيبه بالإحباط فيضطر للبكاء والزن.
التغييرات الفسيولوجية للطفل: من قلة نوم أو جوع أو عطش أو تغيرات في درجة الحرارة أو المرض قد تؤثر عليه بشكل لا يستطيع به التحكم في مزاجه.
التحديات النفسية: قد يواجه بعض الأطفال مواقف كثيرة وتغييرات طول اليوم مثل شعوره بعدم الأمان أو الملل أحيانا فلا يستطيع التعبير عن مشاعره فيلجأ للزن.