تعرضت فتاة هندية للاغتصاب الجماعي، واتهمت عائلتها الشرطة بإحراق جثة الضحية بدون الحصول على أذنها ط.
واغتصبت الفتاة البالغة من العمر 19 عاما والتي تنتمي إلى طبقة الداليت (كانت تسمى سابقا الطبقة المنبوذة) حسب التقارير من قبل أربعة رجال ينتمون إلى طبقة أعلى في مقاطعة "هاثراس" في ولاية أوتار براديش الواقعة شمالي الهند.
وأصيبت الفتاة بجروح بالغة وتوفيت في مستشفى بالعاصمة دلهي الثلاثاء الماضي بعد صراع من أجل البقاء على قيد الحياة لمدة أسبوعين.
ويقول ناشطون إن الشرطة يجب عليها أن تفسر سبب اتخاذ هذا "القرار غير الإنساني".
واعتقل الأشخاص الذين هاجموها وتم تشكيل محكمة لتسريع الإجراءات القضائية والبدء فورا في النظر في القضية.
وقال الصحفي المحلي، أبهيشيك ماثور، الذي شهد إحراق الجثة من مسافة بعيدة للبي بي سي: "إن الشرطة أبقت عائلتها ووسائل الإعلام بعيدة عن مكان إحراق الجثة".
ووصلت جثتها إلى قريتها في ولاية أوتار براديش عند منتصف الليل تقريبا. وقال أخو الضحية إن الشرطة مارست ضغطا على العائلة من أجل إحراق الجثة فورا.
وقال "عندما رفضنا، نقلوا الجثة في سيارة إسعاف وأحرقوها".
ونفى مسؤول إداري في المقاطعة هذه المزاعم، قائلا إن السلطات حصلت على موافقة العائلة.
وقال ماثور إن أم الضحية أرادت نقل الجثة إلى المنزل من أجل القيام بالطقوس الجنائزية قبل الإجراءات الأخرى لكن طلبها رُفِض.
وأضاف قائلا "شكلت الشرطة سلسلة بشرية لمنع المحتجين، وأفراد العائلة، ووسائل الإعلام من الاقتراب من مكان حرق الجثة".
وقال أخو الضحية إن بعض أفراد الشرطة عاملوا المحتجين بخشونة.
وأضاف "أخذوا الجثة بدون إذننا، بدون إذن والدي وأحرقوها. لم نتمكن من إلقاء نظرة الوداع على جثتها".
ومضى قائلا إن الشرطة ضربت بعض أعضاء العائلة عندما طالبوا برؤية الجثة، مضيفا أن حتى أفراد العائلة من النساء تعرضن للضرب.
ولم تُدْلِ الشرطة ببيان ردا على هذه المزاعم.
وأشعل موت الضحية غضبا في أرجاء البلاد. وأغلق نشطاء في طبقة الداليت السوق الرئيسي في هاثراس وطالبوا باتخاذ إجراءات ضد أفراد الشرطة المتورطين.
ويشعر النشطاء أيضا بالغضب من الطريقة التي باشرت بها الشرطة إجراءات التحقيق.
وقال أخو الضحية إن الشرطة لم تعتقل أحدا خلال الأيام العشرة الأولى التي تلت حادثة الاغتصاب.
وأضاف "لقد تُرِكت في المستشفى تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة لمدة 14 يوما".
وأدانت عدة شخصيات في المعارضة الحادث، إذ وصفته بأنه "مهين وفيه ظلم".
وتعتبر طبقة الداليت أدنى طبقة اجتماعية في المجتمع الهندي بسبب تسلسل طبقي لا يرحم وضعه الهندوس، إذ يوجدون في أسفل السلم الاجتماعي.
وبالرغم من القوانين التي تحمي هذه الطبقة، فإن التمييز ضد الداليت يظل حقيقة يومية علما أن عددهم يقرب من 200 مليون شخص.
وفي تويتر، نجد أن موت الضحية من بين أعلى الوسوم استئثارا بالنقاش، إذ أطلق عليها العديد من المتابعين اسم نيربهايا في إشارة إلى ضحية الاغتصاب الجماعي عام 2012 التي طواها النسيان وتُوفيت في دلهي، الأمر الذي صدم العالم.
وأطلقت وسائل الإعلام الهندية على الضحية، التي كانت طالبة تدرس العلاج الطبيعي وتبلغ من العمر 23 عاما اسم نيربهايا الشُجاعة، لأن القانون الهندي لا يسمح بتسميتها باسمها الحقيقي.
وتم تسليط الضوء على الاغتصاب والعنف الجنسي منذ هجوم دلهي عام 2012 والذي قاد إلى اندلاع احتجاجات ضخمة وتغييرات في قوانين الاغتصاب المطبقة في الهند. لكن لا توجد علامات على تراجع الجرائم التي تستهدف النساء