نقلا عن سكاى نيوز، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، الأربعاء، أن بريطانيا ستستضيف تجارب سريرية يُصاب خلالها المتطوعون عمدا بفيروس كورونا المستجد، لتقييم فعالية اللقاحات التجريبية.
وقال التقرير، الذي نقلته الصحيفة عن مشاركين في المشروع الذي تموله الحكومة، إن من المتوقع أن تبدأ تجارب ما يسمى بـ"التحدي البشري" في يناير في منشأة للحجر الصحي في لندن.
وأفادت الصحيفة بأنه سيجري تحصين المتطوعين أولا بلقاح، ثم يتلقون لاحقا جرعة التحدي من الفيروس، دون تسمية اللقاح الذي سيختبر في المشروع.
وكانت جامعة أوكسفورد قد أعلنت استئناف التجارب على لقاح فيروس كورونا، الذي تطوره بالتعاون مع شركة أسترا زينيكا للأدوية، قبل أسبوعين، وذلك بعد توقفها مؤقتا بسبب الآثار الجانبية التي ظهرت على مريض في المملكة المتحدة.
وقالت الجامعة في بيان لها إنه في تجارب كبيرة مثل هذه "من المتوقع أن يصبح بعض المشاركين على غير ما يرام ويجب تقييم كل حالة بعناية لضمان التقييم الدقيق للسلامة".
وأضافت أن نحو 18 الف شخص على مستوى العالم تلقوا اللقاح في إطار التجربة.
ولن يكشف عن معلومات حول مرض المريض لأسباب تتعلق بسرية المشاركين، لكنها شددت على أنها "ملتزمة بسلامة المشاركين لدينا وباتباع أعلى المعايير في دراساتنا وسنواصل مراقبة السلامة عن كثب."
وفي سياق ذلك، أوضحت دراسة طبية حديثة، بأن ثلث الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس "كورونا" المستجد لم تظهر لديهم أي أعراض حاملة للعدوى، كانوا يحملون شحنة فيروسية مماثلة لـ أولئك الذين ظهرت عليهم أعراض مرض "كوفيد 19".
وشملت الدراسة عينة من 303 أشخاص في كوريا الجنوبية، ممن سبق لهم أن أصيبوا بفيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، أواخر العام الماضي.
وركزت الدراسة التي أشرف عليها الباحث سيونغجي لي، من جامعة "سونتشونهيانغ"، على بؤرة إصابات لدى مجموعة متدينين كوريين جنوبيين في دايغو في فبراير.
وكانت السلطات قد قررت عزل المصابين الذين يظهرون أعراضا طفيفة أو من دون أعراض في مبنى خصصته الحكومة، وقام أطباء وممرضون بمراقبة دقة تطور الأعراض لديهم، كما رصدوا حجم الشحنة الفيروسية باستمرار.
وكان معدل الأعمار في المجموعة التي خضعت للدراسة في كوريا الجنوبية 25 عاما، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة "جاما إنترنال ميديسين".
ومن أصل 303 أشخاص، لم تظهر أي أعراض لدى 89 شخصا، أي ما نسبته 29 في المئة. وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبما أن الناس التزموا الحجر إلى حين الحصول على نتائج فحص سلبية، تمكن الطاقم الطبي من تمييز الحالات التي يظهر أصحابها أعراضا في مراحلها الأولية عن الذين لا يظهرون أي أعراض تماما.
وفي هذا الإطار، كان 21 شخصا ممن شخصت إصابتهم بالفيروس من دون أعراض في بادئ الأمر لكن ظهرت عليهم أعراض في وقت لاحق.
وأشار الباحثون إلى أبرز خلاصة في هذه الدراسة هي أن مستويات تركيز الفيروس لدى الأشخاص المصابين من دون أعراض "شبيهة بتلك الموجودة لدى المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض".
لكن رصد شحنات فيروسية في الأنف أو الحلق أو الرئتين لا يعني بالضرورة أن هؤلاء الأشخاص قادرون على نقل العدوى.
وتأتي هذه الدراسة فيما يواصل الباحثون دراساتهم حول قدرة الأشخاص الذين لا يعانون الأعراض على نقل العدوى إلى الغير، لاسيما أنهم لا يعطسون ولا يعانون السعال، لكنهم يخالطون الآخرين بشدة.
دراسة توضح خطورة مصابي "كورونا" بدون أعراض
حصيلة عالمية لإصابات "كورونا" تتخطى 23 مليونًا