بعد سنوات من التحذيرات، والتأكيد على خطورة الوضع وتفاقمه، بات المشهد من القطب الشمالي يبدو مأساويا ومخيفا في آن، حيث يذوب الجليد نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، في مؤشر خطير على تراجع الجهود لإنقاذ كوكب الأرض من ظاهرة الاحتباس الحراري.
كارثة بيئية حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تبعاتها، مشيرا إلى ما وصفه "بهلاك البشرية" في حال لم تتكاتف القوى العالمية من أجل الإعداد لمستقبل أخضر.
كما حذّر الأمير تشارلز من أن أزمة التغير المناخي سوف "تقزّم" تأثيرات فيروس كورونا، مناشدا العالم من أجل العمل على استغلال الجائحة كفرصة للتحرك.
وقال وريث العرش البريطاني: "من دون تحرك سريع وفوري وبزخم وحجم غير مسبوقين، سوف نخسر فرصة إعادة الوضع الى ما كان عليه من أجل (..) مستقبل أكثر استدامة".
وأكد أن الأزمة البيئية ترافقنا منذ سنوات عديدة (..) لكن تم تصغيرها وإنكارها".
وأضاف أنها "تتحول الآن وبسرعة الى كارثة شاملة سوف تقزّم تأثيرات فيروس كورونا".
وسبق أن وُصف عام 2020 بأنه عام محوري لخطة البشرية لتفادي تبعات الاحتباس الحراري الكارثي، حيث تركز الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة على هذا الملف.
لكن أزمة كورونا ربما حولت ملف المناخ إلى الهامش، بيد أن الأمم المتحدة تشير إلى أن الوباء يجب أن يزيد من تركيز الحكومات على تغيير سياساتها بشأن ملف المناخ.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يدخل فيه اتفاق باريس بشأن المناخ حيز التنفيذ، لكن الاتفاق بالفعل وصل إلى حافة الهاوية قبل أزمة فيروس كورونا، إثر شكوك بشأن التزامات دول كبرى بخفض مستوى الانبعاثات الحرارية.