فجّرت التظاهرات الليبية ما كان مستترًا من صراعات حادة بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ووزير داخليته فتحى باشا آغا الموقوف عن العمل مؤقتا بانتظار التحقيق معه، حتى دخل الجيش الليبى على الخط، ليكشف مؤمرات الطرفين المحسوبين على الإخوان والمدعومين من ميليشيات مصراتة.
وأعرب فى بيان صدر عن القيادة العامة فى وقت متأخر ليل أمس الأحد، عن قلقه العميق إزاء الفوضى الأمنية والانتهاكات التى تجتاح مناطق غرب ليبيا، لافتا إلى متابعته عن كثب للتطورات الجارية فى طرابلس، ومشدداً على دعمه خطوات مكافحة الإرهاب وبسط النظام والقضاء على مسبّبات الفوضى الحاصلة، التى تهدد أمن وسلامة البلاد.
تغوّل الميليشيات المسلحة والمرتزقة
كما أكد دعمه للإجراءات المتخذة من أجل إنهاء تغوّل الميليشيات المسلحة وفرق المرتزقة السوريين، التى تديرها أقطاب خارجية يمثل مصالحها باشاغا، وتسعى لتنفيذ طموحاتها الاستعمارية فى ليبيا، بحسب تعبيره.
كما أوضح الجيش فى بيانه أن عدم تدخله حالياً فى عمليات إعادة الاستقرار فى غرب البلاد لا يعنى ترك الشعب يواجه هذا المصير، وإنما يعنى إعطاء الفرصة للعقلاء من ممثلى القبائل والمناطق غرب ليبيا لأن يعملوا بأنفسهم على بسط النظام فى تلك المناطق.
يأتى ذلك، وسط غموض يلف مصير باشاغا وحكومة الوفاق على السواء بعد التصدع الذى أصابها، لا سيما وأن لوزير الداخلية فصائل مسلحة تسانده من ضمن قوات الوفاق، كما للسراج أيضا فصائله.
وكانت "الوفاق" أعلنت مساء الجمعة، أنها قررت إيقاف وزير الداخلية عن العمل احتياطيّاً وإحالته إلى تحقيق إدارى، وذلك على خلفية إطلاق مسلّحين النار على متظاهرين سلميين فى العاصمة الأسبوع الماضي.
وقال المجلس الرئاسى للوفاق فى بيان فى حينه إنّ قرر "إيقاف وزير الداخلية احتياطيّاً عن العمل ومثوله للتحقيق الإدارى أمام المجلس الرئاسى خلال أجَل أقصاه 72 ساعة من تاريخ صدور هذا القرار".
جلسة تحقيق علنية
وأضاف أنه سيتم التحقيق مع الوزير "بشأن التصاريح والأذونات وتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين والبيانات الصادرة عنه حيال المظاهرات والأحداث الناجمة عنها التى شهدتها مدينة طرابلس وبعض المدن الأخرى خلال أيّام الأسبوع الماضى والتحقيق فى أيّة تجاوزات ارتكبت فى حق المتظاهرين".
فى حين سارع الوزير الموقوف عن العمل إلى إعلان امتثاله للقرار، مطالباً بأن تكون جلسة التحقيق علنيّة ومتلفزة، و"منقولة إعلاميّاً على الهواء مباشرةً لإبراز الحقائق".
ويواصل الليبيون فى غرب البلاد تظاهراتهم فى العاصمة طرابلس، وعدد من المدن التى تسيطر عليها حكومة الوفاق، برئاسة فايز السراج، احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية، وانتشار الميليشيات الإرهابية والمرتزقة السوريين فى الأراضى الليبية. وقد تخلّل تلك التظاهرات إطلاق مسلّحين مجهولين النار على المتظاهرين ما أدّى إلى إصابة بعضهم بجروح.
موضوعات ذات صلة
فضيحة جنسية لزوجة نتنياهو.. والشرطة الإسرائيلية تتدخل