في ضربة جديدة موجعة للإخوان و"صيد ثمين" كما وصفه الكثيرون، ألقت قوات الأمن، فجر أمس الجمعة، القبض على القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام ومسئول التنظيم الدولي للجماعة، بإحدى الشقق السكنية بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة.
وتولى عزت منصب المرشد العام بالإنابة في 20 أغسطس 2013، عقب القبض على المرشد محمد بديع، بعد أيام من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بعد أن كان نائبا للمرشد آنذاك.
محمود عزت من مواليد القاهرة عام 1944، وحصل على الثانوية العامة عام 1960، ثم تخرج من كلية الطب عام 1975، وحصل على ماجستير كلية الطب عام 1980، ونال درجة الدكتوراة عام 1985، كما حصل على دبلوم معهد الدراسات الإسلامية عام 1998.
وانضم عزت للجماعة في سن مبكرة، يشير البعض إلى أنه كان بعمر تسع سنوات حينها، وصار عضوا فيها عام 1962 عندما كان يدرس في كلية الطب، حيث اعتقل وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات عام 1965 وخرج من السجن عام 1974 وأتم دراسة الطب عام 1976.
وقد اختير عزت عضوا في مكتب الإرشاد عندما عاد لمصر في عام 1981، وترقى في الرتب حتى أصبح نائبًا للمرشد عام 2010، وعلى الرغم من كونه نائبا إلا أنه كان ذو تأثير ونفوذ داخل الجماعة يفوق المرشد نفسه وكان يُقدم له فروض الولاء قبل المرشد، كما كان "متشددا" داخل التنظيم.
ينتمي عزت إلى "تيار قطب الراديكالي" داخل الجماعة، وهم أتباع وتلاميذ سيد قطب الذي سُجن إلى جانب عزت عام 1965، كما سُجن الأخير عدة مرات وقضى بعض الوقت إلى جانب أعضاء آخرين بينهم السيد بديع وخيرت الشاطر.
على الرغم من دوره القيادي، إلا أنه ظل بعيدًا عن الأضواء، وفي ديسمبر 2012 تم تحديده على أنه "أخطر رجل" في المنظمة، كما وصف بأنه "لغز كبير" بجانب العديد من الألقاب كـ"رجل الظل" و"خازن الأسرار" و"حارس الأموال" و"الرجل الحديدي" وغيرها.
ونظرًا لهيكله النحيل وعيناه الغائرتان وملامحه الحادة، أصبح عزت معروفًا أيضا باسم "ثعلب الإخوان"، كما كان له دورًا في إسكات الأصوات الإصلاحية والمعتدلة داخل الجماعة خلال انتخابات أعضاء مجلس الشورى ومكتب الإرشاد التابعين للإخوان نهاية العقد الماضي.
على كلٍ، عزت هو أحد أكثر قادة الإخوان غموضًا، ويفضل عدم الظهور علنًا مثل معظم قادة الجماعة "القطبية"، مثل المرشد الأعلى للجماعة، محمد بديع، وخيرت الشاطر، نادرًا ما ظهر عزت في المؤتمرات الصحفية بجوار بديع، كما كان لا يجيد الخطابة والحديث الإعلامي.
ويمتلك "ثعلب الإخوان" سجلا حافلا من الاعتقالات والجرائم الإرهابية، حيث اعتقل لمدة ستة شهور في القضية المشهورة للإخوان المسلمين والتي عرفت إعلاميا باسم سلسبيل وكان ذلك على ذمة التحقيقات وخرج عام 1993.
واعتقل مرة أخرى عام 1995 وحكم عليه بالسجن مدة 5 سنوات وكانت تهمته حينها المشاركة في انتخابات مجلس شورى الجماعة واختياره عضوا في مكتب الإرشاد وخرج عام 2000 من السجن.
كما اعتقل أيضا في 2 يناير 2008 بسبب مشاركته في تظاهرة لجماعة الإخوان المسلمين في القاهرة تعترض على قصف إسرائيل على غزة.
وتولى محمود عزت تسيير أعمال الجماعة وفقا لتقاليدها المعمول بها بعد اعتقال مرشدها العام، محمد بديع، في 2013، حيث كان النائب الثالث للمرشد الأعلى للإخوان، لذلك تولى زمام القيادة وفق أنظمة التنظيم، إثر توقيف النائب الأول للمرشد خيرت الشاطر، والنائب الثاني رشاد البيومي.
ويواجه المرشد المؤقت العديد من الاتهامات، ومنها الإشراف على إدارة العمليات الإرهابية والتخريبية التى ارتكبها التنظيم بالبلاد عقب ثورة 30 يونيو 2013 وحتى ضبطة والتى كان من أبرزها حادث اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات أثناء خروجه من منزله باستخدام سيارة مفخخة والتى أسفرت عن إصابة 9 مواطنين، خلال 2015.
هذا بالإضافة إلى حادث اغتيال الشهيد العميد وائل طاحون أمام منزله بمنطقة عين شمس عام 2015، وحادث اغتيال الشهيد أركان حرب العميد عادل رجائى أمام منزله بمدينة العبور 2016 ومحاولة اغتيال المستشار زكريا عبد العزيز النائب العام المساعد الأسبق باستخدام سيارة مفخخة بالقرب من منزله بالتجمع الخامس 2016.
وأخيرا وليس آخرا، حادث تفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام خلال شهر أغسطس 2019 والتى أسفرت عن مقتل 20 مواطنا وإصابة 47 آخرين.
اقــــــــــرأ أيضًــــــــــا:
مواعيد القطارات المتجهة من القاهرة للمحافظات اليوم السبت 29-8-2020
اعرف.. ماذا يخبئ لك برجك اليوم في عالم الفلك؟