نظمت غرفة الإسكندرية، اليوم الخميس، عبر تطبيق zoom، المؤتمر التعريفي لشركات السياحة والاقتصاد الرقمي بـ" مشروع ميد بيرلز للسياحة البطيئة"، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
حضر المؤتمر كلاً من أحمد الوكيل رئيس غرفة الإسكندرية، ورئيس غرف اتحاد البحر الأبيض المتوسط، والسفير رضا بيبرس، مستشار وزير التعاون الدولي، والدكتور علاء عز، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، و"خوانا ميرا كابيلو"، رئيس عمليات قطاع "التعاون الاقتصادي"، بالاتحاد الأوروبي في مصر، والمهندس هاني شمسية عضو مجلس الإدارة بغرفة الإسكندرية.
قال أحمد الوكيل، رئيس غرفة الإسكندرية، في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر إن الإسكندرية كانت وستظل المقصد السياحي الشاطئي الأول في مصر، كما يتم الترويج للأنواع الأخرى السياحة غير السياحة الشاطئية، خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال مشاريع مختلفة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، بدعم وصل إلى 12 مليار يورو.
وأضاف، أن أبرز تلك المشاريع التي تم الترويج لها دوليًا، هي برامج للسياحة الثقافية، والترويج للآثار الإسلامية، وبرامج لسياحة التذوق والذي نشئ منه مبادرة "تعليم الطهي المصري"، وبرامج للسياحة الزارعية، وبرامج للسياحة الآسرية في إطار مشروع يروج لأبناء وأحفاد شهداء الحرب العالمية لزيارة مقابر العلمين، وكذلك برنامج لتعليم صناعة الحرف اليدوية المصرية للأطفال خلال فصل الشتاء.
وأشار، إلى أن الهدف من المؤتمر إطلاق برنامج "ميد بيرليز"، للترويج للسياحة البطيئة، بهدف زيادة نسبة السياحة، من خلال استحداث تطبيقات وألعاب كمبيوتر سياحية، وآليات ترويج إلكترونية مبتكرة، تركز على السياحة في الإسكندرية، بموازنة وصلت إلى 3 مليار يورو على مدار 3 سنوات، بالتعاون مع الشركاء في أسبانيا واليونان وإيطاليا.
وأكد الوكيل، أن الإسكندرية هي مركز تفاعل الحضارات منذ آلاف السنين، كما تركت إرث من الأثار في كافة ربوعها، من أثار فرعونية ويونانية وإغريقية وغيرها، بمتاحف الإسكندرية المختلفة، وكل ذلك يعرض افتراضيًا في مكتبة الإسكندرية العالمية، سواء ككتب أو مخطوطات أو عروض.
كما أوضح، أن الإسكندرية تقدم العديد من المطاعم والفنادق والمسارح مختلفة على مدار العام، كما تحتوي الإسكندرية على شواطئ مختلفة وخلابة وطقس دافئ على مدار العام، والأهم من كل ذلك هو المواطن السكندري المضياف ذو الذوق الرفيع.
وأشار، إلى أن الإسكندرية في العام الماضي استضافت القمة "الأورومتوسطية" الرابعة للسياحة، وكان من ضمن توصيتها إعادة إحياء مهرجان السياحة والتسوق كآلية ناجزة لدعم التجارة الداخلية من خلال السياحة، وهو ما ستقوم غرفة الإسكندرية، بتنظيمه والترويج له.
واستكمل أنه من اليوم وبدعوة من برنامج الاتحاد الأوروبي الجديد الذي يهدف إلى جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل من خلال تعاون الغرف ومنظمات الأعمال، سنسعى للترويج الإلكتروني للسياحة وسياحة السفاري وسياحة اليخوت، واستحداث المزيد من البرامج غير الشاطيئة.
وأكد أن البحر الأبيض المتوسط يجذب أكثر من ثلث السياحة في العالم سنويًا، والذي تجاوز في عام 2019 أكثر من 850 مليون سائحًا، متضمنين أكثر من 27 مليون سائحًا في قطاع السفن السياحية.
وأشار، إلى أنه قد آن الأوان لتحصل الإسكندرية على نصبيها الذي تستحقه، وهو الأمر الذي سيتحقق بفضل جهود محافظة الإسكندرية، في شراكة تامة مع القطاع الخاص، متمثل في غرفة الإسكندرية، مع تفعيل البناء السياحي، والحملة الترويجية التي تقوم بها مصر في الأسواق الرئيسية، خاصة الاتحاد الأوروبي والذي يمثل أكثر من نصف السياحة الوافدة.
وأضاف أنه سيتم تدعيم السياحة من خلال مشاريع اتحاد غرف البحر الأبيض، والتي تتجاوز الـ70 مليون يورو في قطاعات السياحة والبيئة والطاقة الجديدة والمتجددة والصناعات الحرفية، وغيرها من القطاعات المختلفة.
وفي ختام كلمته أكد أن التحدي الأكبر هو خلص فرصة عمل للشباب، كما وجه الشكر لوزارة التعاون الدولي على مجهوداتها في الفترة الماضية، وفي عدة مشاريع مختلفة.
من جانبها تحدثت "خوانا ميرا كابيلو"، رئيس عمليات قطاع "التعاون الاقتصادي"، بالاتحاد الأوروبي في مصر، خلال كلمتها عن جمال الطبيعة المميزة في محافظة الإسكندرية، واعتبارها مدينة جاذبة للعديد من السياح لما تتميز به من شواطئ مميزة وخلابة، إضافة إلى أماكن تاريخية مميزة، وتنوع ثقافي.
كما أو ضحت أن "ميد بيرلز" هو مشروع عابر للحدود لوضع البحر الأبيض المتوسط دوليًا كوجهة متكاملة للجودة والتميز للسياحة البطيئة، من خلال تسريع المبادرات المبتكرة المبنية على التعاون بين القطاعين العام والخاص.
كما يهدف المشروع إلى وضع خطة تعاون بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص لتطوير استراتيجية التحول إلى نموذج أكثر استدامة وتنافسية قائم على الابتكار والتنويع والتخلص من الموسمية والشمولية، مع المساهمة في التنمية المحلية وتنمية الاقتصاد.
في نفس السياق، أكد السفير "رضا بيبرس"، مستشار وزير التعاون الدولي أن مشروع "التعاون عبر الحدود لدول البحر المتوسط"، ممول من الاتحاد الأوروبي بقيمة 209 مليون يورو، يتمضن 188 مليون يورو للمشاريع، و20 ميلون يورو للمعونة الفنية، ويقدم التمويل من خلال 3 مسابقات، يتقدم لها تحالفات من 14 دولة من البحر الأبيض بمشارع نمطية واستراتيجة، تتراوح قيمتها بين 2 و5 مليون يورو للمشروع الواحد، إضافة إلى مشاريع رأسمالية مستحدثة لتعزيز الاستفادة من النتائج التي تم تحقيقها في إطار المشاريع الناجحة في دول البحر المتوسط.
وتابع إلى أن تلك المشاريع تأتي في إطار الـ11 أولوية بمجالات تطوير الأعمال ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والبحث العلمي والتعليم والابتكار، وتعزيز الدعم الاجتماعي، ومكافحة الفكر وحماية البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية، والتخفيف من أثاره.
وأضاف، أن كل مسابقة تستغرق أكثر من سنة من العمل لإعداد الدراسات والتقدم والتقييم واختيار المشروعات، وهي تحتاج إلى عمل دؤوب، ومن يفوز سيفوز عن جدارة.
وأوضح أن هذا البرنامج يتميز بنهج تشاركي يشمل جميع الجهات الفاعلة من القطاع الخاص والعام من أجل تنمية المنطقة، وتحقيق آفاق القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والوطنية، مؤكدًا أن التعاون عبر الحدود يلعب دور أساسي لمواجهة التحديات المشتركات بين دول البحر المتوسط، من خلال دعم بناء القدرات المؤسسية، وتعزيز التعاون بين الأفراد.
وأكد، أن مصر لها دور فعال في البرنامج، فمصر استضافت مؤتمر إعلان نتائج المرحلة الأولى للبرنامج للأعوام 2007 و2013، والتي ساهمت في تعزيز العلاقات "الأورومتوسطية"، وتنفيذ العديد من المشاريع الناجحة، بما في ذلك 29 مشروعًا في مصر.
كما استضافت مصر الاجتماع الخامس للجنة المراقبة المشتركة، حيث تم إقرار المشاريع التي تم تمويلها خلال المرحلة الأولى لتقديم المشاريع النمطية بإجمالي 41 مشروع منهم 6 بمشاركات مصرية، وتم زيادة عدد المشاريع المصرية حيث تشارك مصر بـ 13 مشروع من إجمالي 22 مشروع، موضحًا أن الغرف التجارية وعن جدارة كان لها نصيب الأسد حيث حصلت على 3 مشاريع نمطية و6 مشاريع استراتيجية، كما تشاريك بـ14 مشروعًا رأسماليًا جاري تقيمهم في الفترة الحالية.
كما أن المشاريع الرأسمالية تمثل أداة هامة لبناء أوجه التعاون الفعالة مع برامج ومبادرات أخرى كالاتحاد من أجل المتوسط وغيرها من المبادرات، بهدف وضع "برنامج التعاون عبر الحدود لدول البحر الأبيض المتوسط"، كمنصة تنفيذية ومفتوحة لتبادل الخبرات والمعرفة والممارسات الجيدة.
وفي ختام كلمته أكد أن وزارة التعاون الدولي تسعى لتعظيم الاستفادة من البرنامج سواء مع المفوضية الأوروبية أو الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والهيئات الإنمائية المتعددة الأطراف، من خلال الندوات التعريفية وتقديم الدعم الفني، لفهم المشاركين خطوات التقديم وأهمية البرنامج، وكيفية الفوز في تلك المسابقات، مشيرًا إلى دعم مصر لتغزيز التعاون بين الدول المتوسطية من أجل التنمية الاقتصادية في المنطقة وتوفير فرص عمل والدعم الاجتماعي، وحماية البيئة والتي تأتي ضمن أولويات رؤية مصر 2030.
من جانبه أوضح اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، خلال كلمته إن الإسكندرية مدينة المال والأعمال، وعاصمة مصر الثانية، وميناء مصر الأول في تجارتها المتنامية مع العالم، ومدينة السياحة والثقافة.
وأشار إلى أنه يجب استغلال مشروع "ميد بيرلز"، المدعوم من الاتحاد الأوربي في إطار "التعاون عبر الحدود لدول حوض البحر المتوسط"، والذي يجمع شركاء متخصصين من دول البحر المتوسط، كغرفة الإسكندرية وهيئة السياحة اليونانية والبريطانية والأسبانية، من أجل تقديم الدعم الفني لشركات السياحة المحلية، ودعم الشركات الصغيرة والناشئة، واستحداث تطبيقات إلكترونية، وألعاب كمبيوتر وواقع افتراضي عن الإسكندرية.
وأكد أن السياحة البطيئة هو توجه حديث يضمن بقاء السائح مدة أطول بالمدينة، وبالتالي زيادة الإنقاق السياحي والقطاعات المستفيدة من النشاط السياحي، مشيرًا إلى ضرورة إعادة القطاع السياحي لانتعاشه، بعدما تأثر بشكل كبير من أزمة فيروس كورونا.
وأضاف أنه من الضروري أيضًا استغلال القطاعات السياحية المختلفة في الإسكندرية خلافًا عن السياحة الشاطئية لخلق فرص عمل كريمة لأبنائها، مؤكدًا أن المحافظة ترحب بأي دعم يهدف إلى تنشيط السياحة، فالإسكندرية تضم العشرات من المتاحف والآثار المختلفة، والأماكن الترفيهية المختلفة، إضافة إلى توفير مطاري برج العرب والنزهة، والمناطق الصناعية، وكل تلك المناطق تحتاج إلى الترويج لها خلال الفترة المقبل.
وخلال جلسات المؤتمر تحدث الدكتور علاء عز، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية عن أن الهدف من مشروع "ميد بيرلز" إعداد برامج سياحية تتماشى على مدار العام، لخلق سياحة مستدامة، وليست فقط مرتبطة بفصل الصيف في دول البحر الأبيض.
وأوضح أن المشروع يأتي بمشاركة هيئات متخصصة في مجال السياحة البطيئة، بالتعاون مع 9 دول على البحر الأبيض، كما سيتم تنمية المناطق السياحة المختلفة بالإسكندرية، أبرزها منطقة المنتزة، والتي لها طابع تاريخي وطبيعة مختلفة ومميزة.
واستطرد أن المشروع سيمنح شركات السياحة 20 ألف يورو، وشركات الاقتصاد الرقمي 50 ألف يورو لتصميم تطبيقات وألعاب كمبيوتر سياحية، وآليات ترويج مبتكرة.
كما أكد أنه سيتم البدء في إطلاق تلك البرامج بعد اختيار المشاريع الناجحة، وسيتم تنظيم مؤتمر أخر للإعلان عن المشاريع الفائزة، مشيرًا إلى أن مؤتمر التعريف بمشروع "ميد بيرلز"، جاء بمشاركة 48 شركة من الشركات السياحية بالإسكندرية.
موضوعات ذات صلة:
سفير مصر الاسبق في لبنان يكشف دور الدولة المصرية في عدم استقالة الحريري
وفاة مرشح الشيوخ لحزب النور ببني سويف متأثراً بكورونا