يعكف العلماء على محاولة فك لغز وباء فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وأظهرت دراسة صينية نشرت نتائجها السبت، أن المرضى الذين تسجل لديهم معدلات مرتفعة من السكر في الدم يواجهون خطرا مضاعفا بالوفاة جراء كوفيد 19.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها علماء أن المرضى الذين يسجلون معدلات عالية من السكر في الدم من دون تشخيص إصابتهم بالسكري، يواجهون خطرا أكبر بالموت من الفيروس التاجي، على ما ورد في مجلة "ديابيتولوجيا".
وحلل الباحثون معدلات الوفيات لـ605 مرضى بكوفيد 19 في مستشفيين في مدينة ووهان الصينية.
وكتب هؤلاء أن معدلات السكر المرتفعة في الدم "مرتبطة" بمعزل عن كل العوامل الأخرى بازدياد خطر الوفاة والمضاعفات جراء الفيروس.
هذا وقد استند معدو الدراسة إلى بحوث سابقة أجريت على مرضى السكري.
وفي فرنسا، قضى مريض من كل عشرة مصابين بالوباء، يعانون أيضا من السكري، وهي نسبة أعلى من تلك المسجلة لدى المصابين بالفيروس من غير مرضى السكري، وفق ما أظهرت دراسة نشرتها المجلة عينها في مايو.
وقال الباحثون في الدراسة المنشورة الجمعة إن تخثر الدم والتفاعل المفرط لجهاز المناعة قد يكون له دور في هذا الموضوع.
وتوفي أكثر من 100 مريض من هذه الحالات، ما أتاح للأطباء إمكانية دراسة جميع العوامل والخصائص في أداء أجسامهم، والتي أدت إلى وفاتهم، بما فيها مستوى الغلوكوز في الدم. واتضح أن معدل الوفاة لدى المرضى ذوي مستوى السكر المرتفع نسبيا (حوالي 7 مليمول/ لتر)، تجاوز المعدل لدى سائر المرضى بنحو 2,3 مرة، وذلك خارج إطار حالات الإصابة بمرض السكري أو السمنة أو غيرهما من الاضطرابات الأيضية.
أما طبيعة العلاقة بين نسبة السكر في الدم واحتمال الوفاة بمرض "كوفيد-19"، فليست واضحة حتى الآن، لكن هناك فرضية تقول إن فيض الغلوكوز في الدم قد يسهم في تشكيل جلطات دموية والتهابات، كما يمكن أن ينعكس سلبا على عمل الأوعية الدموية.
كما دعا معدو الدراسة المستشفيات إلى إجراء فحوص لجميع مرضى كوفيد-19 لمعرفة مستويات السكر لديهم، خلافا للتوصيات بحصر ذلك بالمرضى المثبتة إصابتهم بالسكري.
غير أن باحثين غير مشاركين في الدراسة حذروا من حدود هذه الدراسة. وقال أستاذ علوم الأيض في جامعة غلاسكو نافيد ستار "إنه تقرير جيد لكنه يتماشى تماما مع التوقعات". وأضاف "ما لا يمكن للباحثين تأكيده هو ما إذا كان الاستهداف المتفاوت لمستويات السكر في الدم لدى المرضى يقود إلى فروق في النتائج".
يشار إلى أن فيروس كورونا المستجدّ أودى بحياة ما لا يقلّ عن 556,140 شخصاً في العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة حتى الساعة 19,00 ت غ أمس الجمعة.
وسجّلت رسميّاً أكثر من 12,361,580 إصابة في 196 بلداً ومنطقة بالفيروس منذ بدء تفشّيه، تعافى منهم 6,593,400 شخص على الأقلّ.