الطفل السوري الذي تعرض للاغتصاب والتي عرفت قضيته باسم "الاغتصاب الجماعي" بإحدى مناطق البقاع الغربي في لبنان وتوثيق فعلتهم عبر مقطع فيديو، مازالت تثير ضجة كبيرة
وتتفاعل لدى الرأي العام اللبناني.
ومنذ اللحظات الأولى لنشر الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ازدادت المطالبات بتحرك السلطات فوراً ومحاسبة الفاعلين وإنزال أقسى العقوبات بحقهم.
وعلى رغم نجاح القوى الأمنية في توقيف أحد الفاعلين ويُدعى (ح.ع.ي) بانتظار إلقاء القبض على السبعة الآخرين المشاركين بالجرم، أكدت والدة الطفل محمد، البالغ 13 سنة، فاطمة الصلح لـ"العربية.نت" "أن "المجرمين السبعة فروا من البلدة منذ أن انتشر فيديو فعلتهم عبر الإعلام، وتواصل قوى الأمن البحث عنهم، حتى أن عائلاتهم تبرّت منهم بعدما شاهدوا الفيديو"، لافتة: "هم أنكروا في البداية فعلتهم إلا أن الفيديو ثبّت جرمهم".
وأكثر ما يُثير حرقة فاطمة أن "المجرمين الثمانية هم أقارب لهم ما يُجسّد فعلاً مقولة الأقارب عقارب"، قائلة: "لا أطلب سوى إحقاق الحق وإنزال أشد العقوبات بهؤلاء ليكونوا عبرة لغيرهم".
يذكر، أن قوى الأمن الداخلي في لبنان، أصدرت بيانا منذ يومين بشأن الطفل السوري الذي انتشر مقطع فيديو يوثق تعرضه للاغتصاب من قبل مجموعة من الشباب اللبنانيين، مما أثار حالة من الغضب.
وأوضح بيان قوى الأمن الداخلي في لبنان، أنه تم الاستماع إلى الطفل ووالدته بشأن الجرائم التي تعرض لها، لافتا إلى أنه تم توقيف أحد المشتبه بهم.
وجاء في البيان: "تداول عدد من المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام، فيديو يظهر قيام عدد من الشبان بـالتحرش الجنسي بقاصر مجهول الهوية، مما أثار استياء كبيرا لدى الرأي العام".
وأضاف: "على الأثر، ونتيجة الاستقصاءات والتحريات، توصلت مفرزة زحلة القضائية في وحدة الشرطة القضائية، إلى تحديد هوية الضحية وهو سوري الجنسية من مواليد عام 2007".
يذكر أن الطفل محمد، نقلا عن مواقع عالمية، يحمل الجنسية السورية ووالدته لبنانية، كان يعمل بمعصرة في بلدة سحمر البقاعية وتعرض إلى تحرش واغتصاب وبشكل متكرر من قبل مجموعة من شباب المنطقة على مدى سنتين (حيث كان عمره 11 عاماً) لكنه لم يستطع البوح بحقيقة ما يتعرض له بسبب تهديد هؤلاء له.
إلى ذلك أضافت والدته: "عمل ابني لمدة شهرين فقط بالمعصرة في صيف عام 2018، وعندما كان يعود إلى المنزل كنت أجده حزيناً والدمعة بعينو، وفي بعض الأحيان باكياً لأنه كان يتعرض للضرب على يد هؤلاء كما أخبرني فطلبت منه التوقف عن الذهاب إلى المعصرة".
ولم يجرؤ محمد على إخبار والدته بما يتعرض له من قبل هؤلاء لأنهم هددوه بالقتل، بحسب فاطمة، التي أكدت أنها ذهبت في أحد الأيام إلى المعصرة لتسأل الشباب عن سبب ضربهم لمحمد فقالوا لها إنه لا يعمل كما يُطلب منه وهو "صبي بشع يستحق الضرب".
كما اعترف محمد بعد انتشار فيديو الحادثة التي حصلت قبل حوالي عامين بأن ثمانية أشخاص في المعصرة جميعهم أقرباء من بلدة سحمر كانوا يقومون بهذا الفعل.
وأوضحت فاطمة: "بعد انتشار الفيديو ذهبت أنا ومحمد إلى النيابة العامة في مدينة زحلة (قرب بلدة سحمر) ورفعنا دعوى ضد هؤلاء المجرمين، لكنني أخاف من أن يقتلوه بسبب الضجة المُثارة حول قضيته"، مضيفة: "قال لي قاضي التحقيق إن الفيديو جريمة موصوفة بكل ما للكملة من معنى وابنك محمد بريء والمجرمون سينالون عقابهم".
يشار إلى أنها تملك محلاً لبيع البقالة في بلدة سحمر البقاعية بعدما وجدت نفسها منذ 13 عاماً أماً وأباً في الوقت نفسه، لأن زوجها السوري هجرها عندما كان محمد لا يزال رضيعاً. ومنذ ذلك الوقت وهي لا تعرف عنه شيئاً ولا تدري إن كان علم بما حل بابنه.