مع قرب الانتهاء من أداء مهام عمله كفني أشعة بمستشفى الحجر الصحي بكفر الزيات، بمحافظة الغربية، تتسارع قدميه ليخرج مهرولاً إلى والدته الحبيبة كي يبشرها بعودته لها سالما.
لم يمهل القدر الابن الفرصة ليعيش تلك اللحظات السعيدة كثيراً، حتى فوجئ بخبر وقع عليه كالصاعقة، وهو إصابة والدته بفيروس كورونا وحالتها الصحية غير مستقرة، وهو ما أستدعى نقلها إلى العناية المركزة بمستشفى الحجر الصحي التي يعمل بها، ولم يستمر اللقاء بينهما كثيرا حتى نفذ أمر الله وصعدت روحها إلى بارئها.
والتقت "بلدنا اليوم" مع "محمد عبد التواب سالم"، ليروي تفاصيل قصته الحزينة مع وفاة والدته متأثرة بالفيروس اللعين خاصة وأنه أحد الجنود التي تعمل ليلا ونهارا لإنقاذ المصابين.
"الحمد لله في نصيب أشوفها وأودعها"، هكذا بدأ حديثه وقال: "منذ أسبوعين ذهبت لتأدية مهام عملي بمستشفى الحجر كفر الزيات وقبل خروجي بيومين فوجئت باتصال هاتفي من أحد أشقائي ليخبروني بإصابة والدته بفيروس كورونا، والتحاليل أثبت إيجابية المسحة، ولكن حالتها الصحية سيئة نظرا لكبر سنها فهي كانت في الستينات من العمر.
وتابع، استقبلت الخبر بصدمة شديدة وللحظات توقف عقلي عن التفكير فلم أكن أتوقع أن أقرب شخص لي يقع ضحية لهذا الفيروس، ولكن لملمت شجاعتي سريعا، وأيقنت أنه اختبار من الله "عز وجل" وفي دقائق انتهيت من إجراءات نقلها إلى العناية المركزة بمستشفى كفر الزيات، نظرا لحالتها الصحية الحرجة، واستمرت بداخلها يومين فقط تتلقى الرعاية والعلاج اللازم إلا أنها لم تستطيع المقاومة ولفظت أنفاسها الأخيرة وهي تدعو لي بصلاح أحوالي.
وفي سياق متصل، أوضح "الابن البطل"، "بالصبر والإيمان تحملت خبر وفاة والدتي، وهو ما جعلني أقرر الإشراف على تغسيلها وتكفينها بنفسي وسط زهول من أشقائي بالتعاون مع الفريق الطبي بالمستشفى، مع اتباع كافة إجراءات الوقاية في مثل هذه الحالة لمنع نقل العدوى لأودعها وقلبي ينفطر من الألم على فراقها إلى مثواها الأخير وأعلنت رفضي العزاء من القريب أو البعيد حفاظا على أهالي القرية".
واختتم "محمد عبد التواب" حديثه، "رغم حزني على فقدان والدتي لكن هذه الأزمة سوف تكون دافعا لي فيما بعد لمساعدة المصابين داخل وخارج المستشفى من أبناء القرية وتقديم لهم يد العون خاصة المرضى منهم وكبار السن، كما سأعود مرة أخرى إلى عملي من أجل القضاء على هذا الفيروس، وأناشد الجميع بعدم الاستهانة وتوخي الحذر عن طريق اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشاره".
في سياق آخر،
أعلنت مستشفى كفر الزيات العام للعزل الصحي، برئاسة الدكتور أحمد البرعي، مدير مستشفى الحجر الصحي بمستشفى كفر الزيات العام، في بيان لها عبر صفحتها الرسمية، الإثنين، تعافى 8 مصابين بفيروس كورونا المستجد بعد تعافيهم وتماثلهم للشفاء وخروجهم من المستشفى وعودتهم لمنازلهم.
كان المصابون قد تم عزلهم بمستشفى كفر الزيات العام وجاءت نتيجة عيناتهم إيجابية وخضعوا للعلاج لمدة 14 يومًا، ثم عمل فحص عيناتهم مرة أخرى وتحولت إصابتهم من إيجابية لسلبية وتم السماح لهم بالخروج والعودة إلى منازلهم.
ومن جانبه أكد الدكتور عبدالناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة بالغربية، أن جميع الحالات المحجوزة بالحجر الصحي تخضع لرعاية مكثفة ومتابعة مستمرة لحين تحسن حالتهم وخروجهم من الحجر الصحي، مشيدا بالجهود التي تبذلها الطواقم الطبية في علاج المصابين من فيروس كورونا.