كشفت سامية توفيق زوجة الشهيد محمد فضل المقدم أركان حرب، ابن مدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، عن تفاصيل إجازته الأخيرة قبل استشهاده بأيام نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعتها العناصر الإرهابية بمحل خدمته بسيناء.
وأكدت زوجة الشهيد، أنها فخورة بزوجها، لما قدمه من تضحيات فداءا للوطن، وهو قائد كتيبة ومسئول عن ٢٨ كمين يخدم بهم ٤٠٠ جندى، لافتة إلى أنه كان على علاقة طيبة بجميع من يخدم معهم، وأنه كان محبوبا من الجميع، وأنهم كانوا يعتبرونه أخا أكبر لهم، لحسن خلقه كونه كان يشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
وأشارت إلى أنه كان يبوح لها بقلقه المستمر على الجنود الذين يخدمون معه، وحرصه على حياتهم أكثر من خوفه على نفسه، وأنه كان يقول دائما: "أنا مش خايف على نفسى أنا خايف عليهم لأنهم في رقبتي".
وأوضحت زوجة الشهيد، أن الإجازة الأخيرة كانت قبل استشهاده بأيام، وكان يشعر بأنها الأخيرة ودائم الشرود والسكوت على غير عادته، فضلاً عن كثرة النوم كنوع من الهروب، لافتة إلى أن "زياد" نجله الأكبر ٦ سنوات قال له "أنا هجيب حبل وأربطك وأقفل الأبواب عشان متمشيش وتسبنا"، وعند عودته إلى سيناء خرج بعد أذان الفجر خوفاً من لحظة وداع أبنائه.
وعن شعورها فى الإجازة الأخيرة أكدت أنه كان يتملكها شعورا غريبا بالخوف عليه ما جعلها تتصفح صوره الموجودة على هاتفها المحول قبل استقبالها خبر استشهاده بساعات، وقررت أن تضعها فى ألبوم صور خاص به لتفاجئه في الزيارة القادمة، وعندما علمت بالخبر وقفت صامدة حتى استلام جثمانه حسب وصيته، لافتة إلى أن أحد الجنود أخبرها أن الشهيد كان دائم المديح فيها ويقول "زوجتى بميت راجل و عارف انها شايلة الهم".
وفى سياق متصل، أشارت زوجة الشهيد، إلى أنها جلست في سيارة الإسعاف مع جثمان زوجها وأثناء قراءة القرأن شعرت بعين الشهيد مفتوحة، وكأنه ينظر لها، حينها ظت أنه لم يستشهد، ولكنها تيقنت بعد ذلك من استشهاده، وأصر نجلها " زياد" على ارتداء أفرول الجيش أثناء تشييع جثمانه اليوم، لافتة أن زوجها كان يشعر بأن المرة الأولى التى يرتدى فيها "زياد" الأفارول ستكون في جنازته .
وعبرت "ساميه توفيق" زوجة الشهيد محمد فضل الله، عن غضبها لعدم حضور محافظ الغربية أو نائبة للجنازة، لافتة إلى أنها حاولت التواصل معه بعد علمها نبأ إلغاء الجنازة العسكرية في الساعة ١٢ صباحاً، وكان من المقرر تشييعها من مسجد السيدة رقية بالشعبية بحضور محافظ الغربية لقربه من مقابر عزبة حمد ولكنها فشلت، مؤكدة على احترامها التعليمات خاصة فى هذا التوقيت الصعب، ولكنها كانت تتمنى حضور محافظ الغربية أو نائبة بصفة شخصية كنوع من التقدير لزوجها الشهيد البطل.
وأكدت أن قرار محافظ الغربية بإطلاق اسم زوجها الشهيد محمد فضل على "مدرسة صلاح الدين الرسمية للغات "، أثلج صدرها وجعلها تشعر بسعادة، خاصة أن المدرسة قريبة من مدرسة نجلها " زياد"، وسيشاهد اسم والده باستمرار أمام عينه، ويجعله دائم الفخر به لتخليد ذكراه.
كان قد شيّع ظهر اليوم الأحد الآلاف من أهالى قرية عزبة حمد التابعة لقسم ثان المحلة، بمحافظة الغربية ، والقرى المجاورة لها بمشاركة عدد من القيادات العسكرية والتنفيذية جنازة الشهيد المقدم أركان حرب محمد ابوالفضل شامة ، والذى استشهد أمس إثر عملية إرهابية نتيجة عبوة ناسفه زرعتها العناصر الإرهابية بالتركمانية، بجبل المغارة بسيناء.
وجرى تشييع جثمان الشهيد في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة ملفوفا بعلم مصر عقب صلاة الجنازة عليه، ورفع المشاركون في الجنازة صور الشهيد مرددين الهتافات المؤيدة للجيش والشرطة والمناهضة للإرهاب وجماعة الإخوان الإرهابية.
وقرر الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، إطلاق اسم الشهيد العقيد أركان حرب "محمد إبراهيم فضل الله" على مدرسة صلاح الدين الرسمية للغات بمدينة المحلة الكبرى تكريما له.
يذكر ، أن محافظ الغربية، قدم واجب العزاء بالأصالة عن نفسة ونيابة عن كافة أهالي الغربية لأسرة الشهيد، سائلا المولي القدير أن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، مؤكدا أن مكتبه مفتوح لأسرة الشهيد فى أى وقت وفى خدمتهم.