"احنا ليه كمصريين بنقول 60 داهية.. اشمعنا رقم 60"، في ظل الظروف التي تمر بها مصر حاليا من تفشي وباء فيروس كورونا، ومكوث المواطنين داخل البيوت، بسبب قرارات الحكومة التي اتخذتها بفرض حظر التجول في الشوارع، وعدم الجلوس على المقاهي والكافيهات وغلق النوادي، إلا أن خفة دم المصريين لم تنتزع من قلوبهم، ومازالت ترسم على الوجوه كنوع من تخفيف الأحزان.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت الافيهات والكوميكسات، ولعل أبرز ما لفت انتباه رواد السوشيال ميديا، وتداول النكت عبر الصفحات الشخصية للمصريين، هو كومنت حول لماذا يقول المصريين 60 داهية واشمعنا رقم 60.
هذا المثل بالفعل له إجابة حقيقة، ولم تأت من فراغ، وخلال السطور التالية سنتعرف الكثير.
قصة مقولة في 60 داهية
مصدرها التاريخي يعود لأول من قالها وهو قيس بن المكشوح المرادي أثناء حصاره قصر فيروز الديلمي في صنعاء وقتله للباذان الفارسي بعد معركته في الرحبة مع همدان.
قيس بن مكشوح وكلمة 60 داهية
الصحابي قيس بن مكشوح المرادي عندما أطبق الحصار على قصر فيروز الديلمي الفارسي في صنعاء، أقام نقطة في مداخل صنعاء وقتل كل من ينتمي إلى الفُرس أو همدان الجوف، والسبب يعود إلى ما قبل الإسلام حيث كانت تدور معارك بين قبائل مدحج وهمدان وكانت دائماً الغلبة لمدحج فاستعان الهمدانيون بالفرس على مدحج ورتبوا خطة للقضاء على مشايخ مدحج فطلب الهمدانيين من مشائخ مدحج اللقاء بدون حمل السلاح من الطرفين للتحاور.
وقد رتب الهمدانيون مع الفرس مكيدة لقتل كبار مشايخ مدحج (مراد) وفعلاً تم الحضور وغُدر بمشايخ مدحج، وقتل منهم ستون شيخ، وكانوا من داهات مدحج فتفرقت قبيلة مدحج وهام قيس بن مكشوم في جزيرة العرب، وكان فارساً من فرسان مدحج حتى سمع بنبأ الرسول محمد (صلى الله علية وسلم) فقدم إلى المدينة لمقابلة الرسول (عليه الصلاة والسلام) فدار بينهم حوار من ضمنه سؤال الرسول له “هل يحز بنفسك ما جرى لقومك”، فقال له نعم فأسلم قيس وعاد إلى اليمن.
مناوشات مع حاكم صنعاء
فلما حدثت الردة وجراء مناوشات مع حاكم صنعاء تذكر قيس بن مكشوح غدر همدان بمشايخ قومة بالتعاون مع الفرس وسعى للانتقام والثأر لهم من الفرس وهمدان ومع كثرة عدد القتلى من الجانب الآخر جاءت الوفود الوسيطة إلى قيس بن مكشوح معاتبين له لكثرة القتلى ومناظر الخراب والدمار، فأجابهم بهذه الكلمات القليلة “في ستين داهية“بمعنى كل هذه الضحايا والخراب من أجل أو ثأراً لستين داهية أو كبير من قومه.
حقيقة معنى كلمة 60 داهية
كانت كلمات في ستين داهية للتبرير، وليس للازدراء أو اللامبالاة لما ارتكبه من مجازر وخراب. فأصبحت هذه الكلمات اليوم ذات معنى مُحرف.