في خضم معركة فيروس كورونا، يأتى دور رجال الأسعاف فى الصف الأول ليقدموا يد العون وينطلقون فى رحلات لا تتوقف يوميا لنقل المصابين إلى مستشفيات العزل والحجر الصحى غير عابئين بالأخطار التي تواجههم، وتصل فى كثير من الأحيان إلى حد الموت.
وقد لا يعلم البعض الجهود المبذولة من رجال الأسعاف للمساهمة فى التصدى للفيروس اللعين، ولهذا ألتقت " بلدنا اليوم " مع العاملين بهيئة الأسعاف بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، لتلقى الضوء على دورهم وأهم العقبات التى تواجههم.
وصف "عمرو عادل محمد " ٣٩ سنة يعمل مسعف ، التحديات التى يوجهها فى ظل التجاهل الأعلامى لدورهم فى مواجهة جائحة كرونا وقال : لا يعلم الكثير حجم المعاناة التى يعيشها رجال الأسعاف بداية من الضغوط النفسية بسبب التنمر من بعض المواطنين ضعفاء النفوس، ومن جانب أخر خوفه على أسرته لكونه الأكثر عرضه لخطر الأصابة بفيروس كرونا برغم كل الأجراءات الوقائية التى يتبعها، بل ودفعه الأمر إلى رفضه زيارة والده ووالدته كبار السن خشية عليهم .
" أهلى ميعرفوش لحد دلوقت أنى بنقل مصابين بفيروس كرونا " ،هكذا أضطر أحمد صبرى عبد السلام يعمل مسعف أن يخفى على أسرته حقيقة عمله ولفت أن زوجته ووالدته ووالده لا يعلموا أنه يقوم بنقل المصابين والمشتبه فى أصابتهم بسيارة الأسعاف حتى لا يصابوا بالزعر، ولكنه يشعر بالخوف عليهم من أحتمالية نقل العدوى فى حالة أصابته، ويضطر فى كثير من الأوقات إلى تجنب الأختلاط بأبنائه لحمايتهم، لافتا أن بعض زملائه رفضوا العودة من أجازاتهم إلى أسرهم منذ ٣ شهور حتى الأن .
وعن المشاكل التى يواجهونها أكد أحمد كمال الشيخ يعمل سائق سيارة أسعاف : زيادة أستهلاك المستلزمات الطبية منها " البدلة الوقائية والمسكات والجونتيات "، بالمقارنة مع الكميات الواردة من هيئة الأسعاف بالمحافظة، ولكن يتم التغلب عليها بفضل التعاون المثمر مع المجتمع المدنى وأهل الخير، فضلا عن تأخر الدوريات الأمنية المرافقة للحالات ما يضطرهم إلى الأنتظار لحين حضورهم، بالأضافة إلى تنمر بعض المواطنين والسخرية منهم فى الشوراع .
واستكمل عبدالله الششتاوى يعمل سائق سيارة أسعاف ، أنهم يعملوا ٢٤ ساعة متواصلة لنقل الحالات من جميع مراكز ومدن المحافظة، وقد يستلزم فى كثير من الأحيان وقت طويل فى الطريق مرتدياً البدلة الوقائية والجونتيات فى ظل أرتفاع درجات الحرارة ،أدى ذلك إلى أصابة زملاء له بحالات أغماء بسبب أنخفاض فى الدورة الدموية وفقدان سوائل الجسم والأملاح، وعن أكثر المواقف المؤلمة التى تعرض لها، بكاء الأطفال المصابة بفيروس كرونا أثناء نقلهم لمستشفى العزل، ومحاولة أقناعهم بترك أسرهم ليستقلوا سيارة الأسعاف بمفردهم .
وفى سياق متصل أكد أحمد عبد الفتاح مشرف قطاع الأسعاف بالمحلة وسمنود ، أنه منذ بداية جائحة كرونا تم تخصيص عدد من سيارات الأسعاف لنقل الحالات وتفريغها من الأجهزة الطبية الغير أساسية التى لا يحتاجها المريض منها " أسطوانة أكسجين - مرطب - فلوميتر"، ويمكن الأستعانة بأى سيارة أخرى على مستوى المحافظة أو المحافظات المجاورة فى حالة الأحتياج إليهم .
وأضاف ، أن جميع العاملين بهيئة الأسعاف تلقوا تدريبات مكثفة لمكافحة العدوى وعن كيفية التعامل مع حالات الأشتباه أو الأصابة بالفيروس قبل وأثناء وبعد نقل الحالة، حيث يقوم المسعف والسائق بتعقيم السيارة وأرتداء البدلة الوقائية مع الجونتيات والماسك وغطاء الرأس وغطاء الوجه والحذاء المخصص لهذا الأمر ،ثم التوجه للمريض بعد ورود أشارة من الطب الوقائى إلى المستشفى المحددة ويكون فى انتظاره مسئولى مكافحة العدوى التابعين للهيئة لنقل الحالة ويعقبها تعقيم السيارة مرة ثانية من الداخل والخارج .
ومن جانبه كشف سامى شاكر مشرف قطاع الأسعاف بالمحلة وسمنود ، أن هيئة الأسعاف بالتعاون مع الطب الوقائى بالمديرية أجرت كشف على ٦٠٠ شخص العاملين من سائقى السيارات ومسعفين وإيداريين للأطمئنان على سلامتهم من خطر الأصابة بفيروس كرونا ،وتبين سلبيتها، لافتا أنه فى ظل هذه الأزمة الأجازات محدودة بسبب ضغوط العمل ، وعن شكوى المواطنين من تأخر سيارات الأسعاف، لفت أنه لابد من أتباع أجراءات معينة فى حالة ورود أتصال وطلب الأسعاف وذلك يستلزم بعض الوقت للتحرك لموقع الحالة .