خلال الفترة القليلة الماضية لم يكن هناك حديث أمام الجميع حول العالم سوى موت رئيس كورويا الشمالية كيم كونج أون، الزعيم الذي لم يأبه أحد بل يخافه قادة وزعماء في العالم، وظهرت في تلك الأيام سيناريوهات عدة جميعها تيقنت موت كيم، حتى ظهر فجأة ليفتتح إحدى المصانع بالرغم من أنّه بدا عليه الإرهاق إلّا أنّه حتى اللحظة لم يتوصل أحد ولم يتم اكتشاف عن غياب الديكتاتور الكوري "كيم جونغ- أون" طوال 3 أسابيع، فلم يتركوا شيئا على ما يبدو إلا وتحرّوه للعثور ولو على خيط بسيط يؤدي إلى معرفة ما حدث له تماما، خصوصا تدقيقهم في ما بثته "وكالة الأنباء المركزية الكورية" الرسمية الخميس وأمس الجمعة، وهي صور تلاها في اليوم التالي فيديو، لتدشينه مصنعا للفوسفات والأسمدة في مدينة Sunchon البعيدة 53 كيلومترا عن العاصمة بيونغ يانغ.
ظهرت في إحدى لقطات الفيديو، كما بإحدى الصور، علامة لونها داكن، بالكاد حجمها نصف سنتيمتر تقريبا، ونراها واضحة في جلد معصم يده اليمنى، رئيسية أعلاه، وقد تشير إلى أن البالغ 36 سنة، خضع لنوع من التدخل الطبي لحل مشكلة ما في قلبه، وبعدها أمضى أياما من النقاهة، راقب الأطباء خلالها توابع علاجه، ثم أفرجوا عنه متعافيا مما حل فيه.
هذا السيناريو، المعزز بصورة العلامة، استنتجه موقع NK News الأميركي، والناشط من كوريا الجنوبية بنشر ما يرصده من أخبار جارتها الشمالية اللدود، وذكر بتقريره أن العلامة لم تكن موجودة في صور تم التقاطها لكيم جونغ- أون حين ترأس في 11 إبريل الماضي اجتماعا للمكتب السياسي بحزب العمال الحاكم، أي قبل يوم من اختفائه، وهو اجتماع نرى فيديو مرفق عنه، نجد فيه الزعيم الكوري بعد الدقيقة 1.23 مضطربا بعض الشيء زائغ البصر، ويرفع يمناه من دون أن يحركها، بينما يسند نفسه بيسراه، كأنه يستعين بها خشية الوقوع.
أما العلامة التي قد تبقى ظاهرة مدة شهرين كمعدل، ففسرها الموقع بأنها أثر لفتحة بجلد المعصم، يحدثها الأطباء لنقل قسطرة من الشريان إلى القلب، وتثبيتها في الشريان التاجي لتوسيع ضيق فيه يبطئ من جريان الدم، وهي المعروفة إنجليزيا باسم Stent كدعامة يمكن استخدامها أيضا للاحتفاظ بها مؤقتا كقناة طبيعية مفتوحة، تسمح بالوصول الى جراحة ما بالقلب يخضع لها مريض، بعد نوبة قلبية تعرض لها لسبب ما، كزيادة نسبة الكوليسترول أو لسبب نفساني حاد ومستفحل.
وقبل أسبوع، نشرت مجلة Shukan Gendai الصادرة أسبوعيا عن أكبر دار للنشر والتوزيع في اليابان، وهي Kodansha الأحد الماضي، على خبر ما نقلته عن طبيب صيني شارك مع فريق من الأطباء أرسلته الصين، للإشراف على علاج الدكتاتور الكوري، فأخبرها أن الزعيم الكوري "كان يزور منطقة بالريف، حين وضع يده على صدره فجأة وسقط على الأرض"، مضيفا أن طبيبًا كان برفقته "أدركه وأسرع يسعفه بالضغط على صدره"، وهي إشارة الى أن سبب سقوطه قد يكون ناتجا عن نوبة قلبية داهمته قبل يوم من غيابه.
ومن يبحث في مواقع التصفح، لن يجد أي صورة تظهر فيها تلك العلامة بمعصم "كيم جونغ- أون" اليمين أو اليسار، سوى التي ظهرت في صورة له داخل عربة كهربائية نصف مكشوفة، تنقل فيها بمصنع الأسمدة وبرفقته بعض المسؤولين، وقد تكون لطخة من شيء ما، ولا علاقة لها بأي عملية جراحية على الاطلاق، الا أن غيابه 20 يوما، وعدم حضوره أهم مناسبة وطنية للنظام، وهي ذكرى ميلاد جده مؤسس الدولة، كيم ايل سونغ، أمر غير مسبوق، لذلك أثار الغياب تكهنات مختلفة وكثيرة، ولا يزال.
اقرأ المزيد
بعد ظهور رئيسها على قيد الحياة.. كوريا الشمالية تطلق النيران على جارتها الجنوبية
روسيا تُسجل أعلى ارتفاع يومي لإصابات كورونا بمعدل 10,633 حالة