الريس: الصحة العالمية مسؤولة عن ضعف التنبو بخطورة انتشار الفيروس عالميا
الشافعي: فالاقتصاد العالمي يدخل في مرحلة هبوط حاد
عبد الجواد: ترامب أضاع وقتا ثمينا في التقليل من خطر الفيروس
جاب الله: الاقتصاد المصري له قدرة كبيرةعلى تلقي الصدمات وتحمل المشكلات
كوفيد 19 أو فيروس كورونا، هذا الوباء العالمي الذي أطاح بدول عظمى لم يكن في الحسبان أن يحدث بها زلزال اقتصادي كما حدث، فبعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي القوى العظمي في العالم وبعد ذلك تأتي الصين والعديد من الدول الأخرى، إلا أن البورصة الأمريكية والاقتصاد الأمريكي يواجه ضربات عديدة، وبشكل خاص بعد أن أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي الأعلى في معدل الإصابات وكذلك الوفيات.
وبعد أن كانت الصين متصدرة الدول التي وقع بها إصابات كوفيد 19 وبعد ذلك أصبحت كل من إيطاليا وأسبانيا قائمة الدول الأكثر في الوفاة والإصابات؛ جاءت أمريكا لتتصدر المشهد ومن ثم كشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أنيابه وأصبح يوجه الاتهامات إلى منظمة الصحة العالمية ورئيسها خلال خطاباته شبه اليومية، بأن تلك المنظمة والتي يتم تمويلها بشكل كبير من أمريكا كانت قد ضللتهم من أجل المصلحة الصينية وأنهم استهونوا بهم في حين أنها خرجت لتساعد في المقام الأول الصين.
ومع خروج تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاءت منظمة الصحة العالمية والصين عليه، ولتنفي ما قاله، ومن هنا كان علينا الإجابة عن العديد من الأسئلة التي تدور في الأذهان حول ما إذا كانت أرقام المصابين التي تظهر في البلاد من أجل استعطاف الدول الأخرى وعدم الإضرار بالاقتصاد أم أن كل ما يحدث هو عبارة عن لعبة لتصبح الصين هي القوى العظمي بعد التخلص من تلك الأزمة، وكذلك ما هو موقف الاقتصاد المصري من كل هذا الأمر، كل هذه التساؤلات أجاب عنها المتخصصين في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم".
وعما إذا كانت قد بدأت لعبة "القط والفأر" مجددا بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين فقال الدكتور نجاح الريس، أستاذ العلوم السياسية:"بالنسبة للعلاقات الأمريكية الصينية فلقد كانت متوترة قبل أزمة فيروس كورونا على خلفية الحرب التجارية بينهما، وجاءت أزمة كورونا واتسعت معها الفجوة بينهما فى البداية إلى الحد الذى أسماه الرئيس الأمريكى يسمىه بالفيروس الصينى ،وبعد اعتراض الصين على هذه التسمية والاتصال التليفونى بين رئيسى الدولتين، لاحت فى الأفق روح إيجابية إعلاميا على الأقل وبعد الإعلان عن تقديم الصين لمساعدات طبية لأمريكا وبعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا وإيطاليا".
وتابع أستاذ العلوم السياسية :"المشكلة تكمن فى عدم الثقة بين الطرفين التى عززتها تضاعف أعداد المصابين والوفيات فى أوروبا وأمريكا والسيطرة شبه الكاملة عليه فى الصين؛ مما عزز الحديث عن أن الصين تخفى شيئاما فى مسالة انحسار الفيروس صينيا وانتشاره فى بقية دول العالم".
وأضاف "الريس":"وهنا كان اتهام الرئيس الأمريكى لمنظمة الصحة العالمية بأنها وراء تأجيل اعتبار فيرس كورونا وباء حتى تتخذ دول العالم إجراءاتها الاحترازية مما كان له الأثر السىء فى تأخر التحرك بإجراءات احترازية والنتيجة خروج انتشار الفيرس عن السيطرة فى أغلب دول العالم خاصة الأوروبية بالإضافة للولايات الامريكية" .
وعن سؤال ما إذا كانت منظمة الصحة العالمية هي السبب في انتشار الفيروس، فأجاب أستاذ العلوم السياسية :"بالفعل منظمة الصحة العالمية مسؤولة عن ضعف التنبو بخطورة انتشار الفيروس عالميا، ولكن الحديث حول إمكانية ضغط أمريكا بورقة اسهاماتها الكبيرة فى ميزانية المنظمة على رئيس المتظمة ودفعة للاستقالة امر سابق لأوانه ولايمكن الحديث عنه الآن لانشغال الجميع بإجراءات مواجهة الفيروس".
وأضاف الريس:"كل دول العالم تحاول كل وفق إمكاناته على اتخاذ الإجراءات المناسبة للاحتواء وتقديم الحلول المناسبة لتفادى الانفجار للوباء بين مواطنيها بما فيهم جيوش تلك الدول، والتى يصعب على أى دولة أن تعلن أعداد المصابين بين أفراد قواتها المسلحة، والمثال الواضح هو ما حدث لقبطان أحد حاملات الطائرات الأمريكية حيث أعلن عن ظهور بعض حالات الإصابات بين جنود حاملة الطائرات وتمت إقالته من منصبه وهنا نتحدث فى دولة (ديمقراطية ) واتخذت هذا الاجراء، مما يعنى معه صعوبة الإفصاح عن أعداد مصابة فى الجيوش النظامية للدول".
أما عن إمكانية أن تصبح الصين الأقوى اقتصاديا، فقال الريس:"الصين من أهم اقتصديات العالم والتي تساهم ١٦% فى الاقتصاد العالمى وثلث التجارة الدولية وثانى أكبر اقتصاد فى العالم بعد الاقتصاد الامريكى ولكن كل الدول ستتاثر اقتصاداتها بعد كورونا وسيكون العالم بحاجة إلى عامين أو ثلاثة بعد انتهاء جائحة الفيروس للتعافى من الأثار الاقتصادية التى خلفها".
الصين الأقوى اقتصاديا
وعن إمكانية استخفاف بعض الدول المتصدرة في أعداد المصابين بالعقول أن يكون هذا الأمر من أجل إنقاذ اقتصادهم، فقال الخبير الاقتصادي خالد الشافعي :"لا أعتقد أن هذه الدول يمكنها أن تضرب اقتصادها بإعلان أرقام سلبية عن وفيات أو مصابين لديها بسبب كورونا، هذه الأنباء كارثية على الاقتصاد فلا أحد يسعى إلى تدمير اقتصاده ويتسبب فى هروب الاستثمارات منه، ودول بهذا الحجم لا تريد تعاطف أحد خاصة إنها متقدمة اقتصادية".
وعن إمكانية أن يتصدر اقتصاد الصين عالميا، فقال "الشافعي":" بالطبع الصين هى الأكبر اقتصاديا حاليا وستصبح أقوى بعد انتهاء الأزمة، لعدة أسباب أهمها إنها عادت للإنتاج مرة أخرى وبكامل طاقتها تقريبا وبدأت عودة حركة التصدير لكن بأسعار أعلى، كما أتوقع ارتفاع في قيمة عملتها مقابل الدولار، فهى صاحبة الغلبة الاقتصادية بعد إنتهاء كورونا لأنها أنجح تجربة حتى الآن للتعامل مع الأزمة".
وعن التطلعات بالنسبة للاقتصاد المصري بعد كورونا، فقال الخبير الاقتصادي:"المناخ الحالي لا يشجع على الاستثمار في أى دولة في العالم فالاقتصاد العالمي يدخل في مرحلة هبوط حاد تقربنا من الركود، لذلك لا استثمارات مباشرة حالياً وكافة المشروعات تم تأجيلها خاصة في ظل استمرار الغموض الذي يشهده العالم حول مستقبل استمرار فيروس كورونا، لذلك فلا توقعات بشأن الاقتصاد، كل ما نتوقعه هو أن تؤثر الإجراءات الأخيرة التى اتخذها الرئيس لإنقاذ القطاعات المختلفة".
وأضاف الشافعي:"القطاعات الجاذبة حالياً هي الصناعات الغذائية والأجهزة الطبية والمطهرات لكن هل يمكن ضخ استثمارات فيها، حاليا بالطبع لأ لأن أي استثمار يحتاج إلى فترة زمنية طويلة من أجل أن يظهر للنور، لذلك ستكون المرحلة الحالية في مصر وكافة دول العالم هي الانتظار لحين ما تسفر عنه الأوضاع الاقتصادية العالمية".
وتابع الخبير الإقتصادي:"هنا في مصر تجري محاولات لإنقاذ المشروعات الصغيرة و القائمة، خاصة فى ظل تضرر حركة البيع والشراء بالنسبة لقطاع كبير من مصنعى الحرف اليدوية والصناعات متناهية الصغر وهو ما يضعهم فى مأزق كبير فى عدم وجود طلب على منتجاتهم بالفترة الحالية، لذلك ظهرت مبادرة تمويلة من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة".
أما عن التصريحات الأخيرة لترامب بخصوص تلاعب منظمة الصحة من أجل مصلحة الصين، فقال الخبير الاقتصادي :"تصريحات غير مسئولة ولا تأثير لها على عمل المنظمة".
وتابع الخبير الاقتصاددي :"هنا نسأل ما المصلحة التى يمكن أن تجنيها المنظمة من التلاعب بالأرقام وما هدفها من خداع امريكا، هذا الكلام غير واقعي".
إقالة رئيس الصحة العالمية
وفي سياق متصل، قال الدكتور عاطف عبد الجواد محلل الشؤون السياسية والدولية:" كلا الطرفين الأمريكي والصيني اقترفا أخطاء فادحة، فمنظمة الصحة العالمية عارضت في ٣ فبراير الناضي قرار إغلاق الحدود مع الصين وفرض قيود على السفر ونحن نعلم الآن أن إغلاق الحدود والتباعد الاجتماعي ومنع السفر هي الإجراءات التي قلصت من تفشي الفيروس ثم تأخرت المنظمة في إنذار العالم بتفشي الفيروس بل ولم تقدم خدمات كافيه للدول الفقيرة".
وأضاف محلل الشؤون السياسية والدولية:"أما الرئيس ترمب فقد قلل في البداية من أخطار الفيروس وأضاع وقتا ثمينا قبل أن يستعد لمواجهته، وهو الآن يتسرع في رغبته فتح المحتمع الامريكي أمام النشاط التجاري، فبالتأكيد منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى إصلاحات كبيرة شأنها شأن وكالات الأمم المتحدة الأخرى ولكن الوقت ليس مناسبا للتهديد بقطع أو تخفيض الأموال الأمريكية عن المنظمة".
أما عن الإطاحة برئيس منظمة الصحة العالمية، فقال محلل الشؤون السياسية والدولية:"نعم يجب استقالة رئيس المنظمة ومجلس إدارتها ولكن ليس هذا هو الوقت السليم لذلك، ولقد أوصى رئيس المنظمة للرئيس ترامب بأنه ليس هناك داع لإغلاق الحدود أمام الصين أو فرض قيود على السفر لكن هذا ما فعلته دول العالم جميعا رغم توصية رئيس المنظمة وأن موظفي وكالات الأمم المتحدة يتقاضون رواتب عالية ويحصلون على وظائفهم بالواسطة من حكوماتهم ولكنهم يخضعون لبيروقراطية عنكبوتية، وهم ليسوا أفضل خبراء العالم لأن الأمم المتحدة تسعى لتمثيل الدول النامية بغض النظر عن كفاءة الموظفين، وفي الوقت نفسه ينبغي على الناخب الامريكي إسقاط الرئيس ترامب في انتخابات الرئاسة للأخطاء التي اقترفها وتسببت في تفشي الوباء بفعل التلكؤ والخيال".
وعند طرح سؤال حول إمكانية أن تكون الصحة العالمية قد تلاعبت بترامب رغم التمويل الأمريكي الكبير لها، فقال "عبد الجواد":"الحكومة الأمريكية تدفع ١٥٪ من الاسهامات الطوعية التي تصل إلى المنظمة بالإضافة إلى ١٠٪ أخرى يتبرع بها الملياردير الأمريكي بيل جيت، أي أن أمريكا تسهم بربع الميزانية الطوعية إضافة إلى الإسهامات الإجبارية، والمنظمة لم تظهر الكفاءة اللازمة في التعامل مع الوباء بداية من سرعة إنذار العالم وإنتهاء بتقديم التوصيات السليمة ثم التقصير في مساعدة الدول الفقيرة، لكن من جهة أخرى نجد أن الرئيس ترامب وبسبب فشله هو الآخر يبحث عن أطراف يلقي عليها باللوم لأنه لا يريد الاعتراف بمسئوليته وفشله ومنظمة الصحة العالمية لم تتلاعب بأمريكا عن عمد لأنها لو فعلت لخاطرت بحرمان نفسها من التمويل ولكن المنظمة أخفقت أمام أمريكا والعالم بسبب انعدام الكفاءة اللازمة".
أما عن حدوث هزة داخل جيوش العالم بسبب كورونا، فقال "عبد الجواد":"لن يحدث فكورونا خطير، نعم، ولكنه ليس أول وباء يضرب العالم ولن يكون الأخير، ولقد ازهق عدد أكبر من الأرواح في أوبئة أخرى سابقة، ولكن كورونا سوف يمهد الطريق أمام تعريف جديد ومفاهيم جديدة في العالم مثل تعريف الوطنية، فالجيوش لا يمكنها إطلاق النار على فيروس صغير لكن الاطباء والممرضين يمكنهم ذلك، إذن الوطنية لم تعد ترتبط بالجيش والخرب والدفاع عن الحدود، فمفاهيم جديدة سوف تتبلور وتمس حتى الأديان والهجرة والجنسية، لكن كورونا سوف يدفع العالم إلى تحالفات جديدة وتعاون أكبر ومعاهدات في المجال الصحي، أي أن هذه التحالفات الجديدة سوف تتنافس مع التحالفات العسكرية التقليدية".
وعن حقيقة الأعداد المصابة في كل الدول وعدم استخدامها لإنقاذ الاقتصاد، فقال محلل الشؤون السياسية والدولية :"أعداد الإصابات ترتبط بعدد الفحوص أو التحاليل، فالدول قليلة الإصابات هي دول لا تجري فحوصا أو تحاليل كافية على مواطنيها لتشخيص الحالة، وكلما زاد عدد الفحوص كلما زاد عدد الإصابات، وكان بعض زعماء العالم ومن بينهم ترامب يستخف بالفيروس ويدعي أنه يخضع للسيطرة في أمريكا ثم أدرك خطأه بعد ضياع وقت ثمين، لكن الخطورة الحقيقية الناشئة عن كورونا ليست فقط الخطورة الصحية وحصد الأرواح بل إنها تكمن في هؤلاء الزعماء مثل رئيس وزراء المجر الذي أخذ لنفسه سلطات وصلاحيات دكتاتورية بذريعة الحاجة إلى إجراءات حاسمة لمواجهة الفيروس، أي أن كورونا هو فيروس الدكتاتورية بالإضافة إلى كونه فيروس الموت، ونسمع اليوم تلميحات من الرئيس ترامب بضرورة تأجيل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر إلى موعد أبعد لمواصلة مكافحة الفيروس، نعم هناك زعماء يستخفون بعقولنا أملا في خدمة مصالحهم الشخصية، لكن الناس والشعوب لن تنطلي عليها هذه الحيل".
وعن إمكانية سيطرة الصين على الاقتصاد العالمي، فقال "عبد الجواد":"لا فالصين اليوم هي ثاني أكبر إقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة وهي الثالثة إذا أخذنا كتلة الاتحاد الاوروبي في الحسبان،ولكن الصين لن تحتل المركز الأول لسببين؛ الأول هو أن الصين الشيوعية اقتصادها رأسمالي يديره شيوعيون ولها استثمارات ضخمة في الأسواق الرأسمالية الامريكية، أي أن تدهور الاقتصاد الأمريكي سوف يضغط على الاقتصاد الصيني والعالمي هبوطا، وهناك مؤشرات الآن بالفعل على تقلص معدلات النمو في الصين، والسبب الثاني هو أن العالم أصبح أكثر توجسا في المنتجات الصينية بعد كورونا ناهيك عن التوجس العالمي بالصينيين أنفسهم كأفراد، ورغم ما في هذا التوجس من عنصرية فإنه يسفر الآن عن عزوف وتباعد عن المنتجات الصينية بسبب المخاوف المرتبطة بالوباء الذي نشأ مرتين وليس مرة واحدة في الصين، وفي العام ٢٠٠٢ ضرب الفيروس كورونا-٢ الصين وأيضا فيروس سارز، ثم مرة ثانية ضرب كورونا ١٩ وهو الفيروس الراهن، وسوف تبقى الصين قوة اقتصادية كبرى لكنها لن تصبح الاقتصاد الأول على المدى القريب".
الاقتصاد المصري ومواجهة كورونا
وفي سياق متصل، قال دكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادى وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع والإحصاء:"إنني أرى أن فيروس كوفيد 19 لس فيروس مخلق ولا أتفق مع الفريق الذي يرى أن ما يحدث هو مؤامرة، فهو أحد المراحل المتطورة من كورونا السابقة ولكن مشكلة هذا التطور أنه سريع الانتشار، فالفيروس وفقا للاحصائيات هو ليس الأخطر في قوته ولكن خطورته تكمن في سرعة انتشاره، ولا أستطيع أن أتخيل أن هناك دول تحارب بعضها البعض بإظهار هذه الأعداد أو حتى لتكسب التعاطف ولكن الأرقام حقيقية ومقتنع أن الفيروس فاقت سرعة انتشاره تخيل أي شخص على مستوى العالمي، وهناك العديد من الدول خلال هذه الأزمة تحاول إدارتها وفقا لما يحقق لها المكاسب وتجنبها أقل قدر من الأضرار".
وأضاف الخبير الاقتصادى:"فكرة التطلع إلى مستقبل الاقتصاد على مستوى العالم بعد الأزمة فهو أمر سابق لأوانه لأننا لا نعرف متى سوف تنتهي ونحن في مرحلة أزمة وإدارة صراع، فنحن لا نعرف الوقت الزمنى الذي تنتهي فيه الأزمة أو حتى حجم الخسائر الناتجة عن هذه الأزمة لابد أن نفكر الآن في إدارة الأزمة".
وتابع عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع والإحصاء:" أما عن الاقتصاد المصري مثله مثل جميع الاقتصادات في العالم متأثر ومتضرر من أزمة كورونا، فلا يوجد دولة في العالم لن تضار بسبب هذه الأزمة ولكن أتصور أن الاقتصاد المصري له قدرة كبيرة على تلقي الصدمات وأتصوره أنه من الأقدر في المنطقة على تحمل المشكلات الناتجة عن كورونا وما يساعدها في هذا الأمر شيئين، الأول هو تنوع الاقتصاد المصري الذي لا يعتمد على قطاع واحد مثل بعض الدول في المنطقة التي تعتمد على البترول أو السياحة فقط لكن مصر لديها زراعة وصناعة واستخراجات بترولية وقطاعات عديدة".
وأضاف:" أما الشئ الثاني أن مصر قد خرجت من برنامج الإصلاح الاقتصادي ولديها قدرة مالية تسمح لها تدبر تمويل تدير به الأزمة بحيث تقلل الخسائر قدر الإمكان وتطيل أمد السيطرة على النظام الصحي والسيطرة على القدرات الاقتصادية، فحتى وإن تم إضرار مصر في قطاع السياحة والذي يدخل حوالي مليار دولار شهريا لكنها بتوفر نفقات كثيرة كانت تنفقها في السياحة الخارجية، لكن ما يضر مصر بشكل أساسي هو انخفاض حركة الاقتصاد لأن انخفاض حركة السوق وقرارحظر التجوال وتوقف الأنشطة بالتأكيد سوف يؤثر على معدلات النمو في الفترة القادمة".
واستطرد "جاب الله":"العلاقة ما بين أمريكا والصين علاقة متشابكة جدا، وفكرة الصراع بينهم هي أسلوب من أساليب إدارة الأزمة، ولا يمكن أن ننكر أن هناك شركات صينية تستثمر في أمريكا وشركات أمريكية تستثمر في الصين وهناك شركات عابرة للقارات ، فالاستثمار العالمي الآن ليس له جنسية ولكن كل قيادة سياسية في البلدين بتحاول تلقي كرة اللهب على الأخرى وتحاول إدارة الصراع بالطريقة التي تريدها وتظل عملية إدارة الصراع حتى إنتهاء تلك الأزمة".
وتابع الخبير الاقتصادي:" تمويل منظمة الصحة ليس أمريكي بالكامل ولكن للولايات المتحدة الأمريكية الحصة الأكبر، فهي مؤسسة من ضمن مؤسسات الأمم المتحدة وتهديد ترامب بأن يسحب التمويل ذكرها في السابق وعلى أكثر من مؤسسة، وكذلك الصحة العالمية أمام تحدي كبير للغاية ليس بسبب تصريحات ترامب ولكن كورونا على المحك وبيتم تنفيذ توصياتها بشكل كبير جدا في مختلف الدول وأتصور أن مصر بالتحديد وكذلك الدول تقوم بتنفيذ توصياتها، لنقف أمام شيئين إما أن توصياتها تساعد على تخطي أزمة كورونا أو أنها ستفشل الأمر الذي سيؤدي إلى فشل المنظمة بصفة عامة وسنكون في احتياج إلى منظمة صحة عالمية جديدة بأطر جديدة تلائم المستقبل".
موضوعات ذات صلة:
بالصور.. الاتحاد العام للجالية المصرية بفرنسا يهنئ الأقباط بعيد القيامة
الجزائر تعلن عن قرار هام بخصوص أئمة المساجد.. تفاصيل