يقول العلماء إن أفضل صديق للإنسان قد يكون مفتاح علاج شكل نادر من سرطان الدماغ لدى البشر.
ويعتقد العلماء من مختبرات جاكسون في بار هاربور بولاية مين، أن العلاج المناعي الذي يستخدم غالبا لعلاج الكلاب المصابة بالورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال، قد يؤدي إلى علاجات أكثر فاعلية لسرطان الدماغ المميت ذاته في البشر.
ويعرف الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال، بأنه ورم عدواني في الدماغ يصل فيه معدل البقاء على قيد الحياة إلى مدة 5 سنوات إلى 5% فقط، ويرجح ذلك إلى أنه عادة ما يتعذر إجراء عملية جراحية للمريض.
وتتشكل الأورام من خلايا على شكل نجمة في الدماغ تُعرف باسم الخلايا النجمية وتقوم بإمداد الدم بها، ما يسمح لها بالنمو بسرعة.
وتشمل أعراض هذا المرض القاتل، كلا من الصداع المؤلم المستمر والقيء والرؤية المزدوجة وصعوبة الكلام وفقدان الذاكرة وغيرها.
وعادة ما يتم علاج السرطان بالعلاج الكيميائي، ولكنه في الغالب لا يقدم سوى فترة زمنية محدودة للمرضى قبل العودة إلى الظهور والتسبب في الموت في نهاية المطاف.
وبعد أن اكتشف العلماء أوجه تشابه ملحوظة بين عينات الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال المأخوذ من الكلاب ومن مرضى البشر البالغين والأطفال، فإن الطفرات الجينية المشتركة وغيرها من السمات توحي للعلماء بأن العلاج الذي ساعد الكلاب في التغلب على السرطان يمكن أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة للبشر.
وفحص الفريق، خلال الدراسة الحديثة التي نشرت في مجلة Cancer Cell، عينات الورم في 83 كلبا ميتا، وقارنوا نتائجهم بفحص أورام الدماغ لدى المرضى البالغين والأطفال من البشر، والذين توفوا أيضا.
ولاحظ الفريق أوجه التشابه بين العينات، بما في ذلك طفرات الجينات والتقلبات في عدد الكروموسومات في عينات الكلاب والعينات البشرية.
كما توصل العلماء إلى أن خلايا الورم في الكلاب كانت أكثر تشابها لتلك التي تظهر لدى الأطفال منها في البالغين، ما يوفر أدلة على أن الكلاب تصاب بالمرض في نفس عمر الأطفال.
وأظهرت النتائج أيضا أن استجابات الكلاب المناعية للأورام الدماغية، كانت مماثلة للاستجابات المناعية التي تحدث في الأجسام البشرية.
ويعتقد العلماء أن هذا يعني أن استخدام العلاج المناعي الذي اعتمد في علاج الكلاب، قد يوفر طرقا لجعله أكثر فعالية عند المرضى من البشر.