مقتل الريمي يُشعل صراع الخلافة داخل تنظيم القاعدة

اشتعلت خلافات كبيرة داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، على خلفية تعيين "خالد باطرفي" في قيادة التنظيم خلفًا لـ"قاسم الريمي"، بعد مقتله في غارة أمريكية في اليمن، أواخر يناير الماضي.

وأشار بيان القاعدة، لتعيين "باطرفي"، إلى أن اختياره لم يكن بالإجماع، وقال "تم أخذ رأي أكبر قدر ممكن من شورى الجماعة وأعيانها "في اختيار القائد الجديد، وذلك بسبب ما وصفه بـ"اشتداد الحرب الصليبية ضد الجماعة وملاحقة طائرات العدو للمجاهدين وتداعي الأعداء من كل حدب وصوب".

وأكدت تقارير يمنية، أن ثمة خلافات تضرب التنظيم، والذي يعده مراقبون على نطاق واسع أقوى فروع تنظيم القاعدة في العالم.

وأضافت، أن سبب الخلافات اتهامات داخل قيادات التنظيم في محافظة البيضاء ومناطق أخرى لـ "عمر النهدي"، بالعمل لصالح المخابرات الأمريكية، وإنه استدرج "الريمي" من "قيفة" وأخرجه منها، ليلقى حتفه بالغارة الأمريكية.

ووصلت الاتهامات لتصل إلى "باطرفي"، الذي تتهمه قيادات في التنظيم بعقد "صفقة" مع الأمركيين للقضاء على "الريمي"، نفذها "عمر النهدي".

أكد تنظيم القاعدة، أمس، مقتل زعيمه في اليمن، قاسم الريمي، وفقًا لكا ذكرته "سكاي نيوز عربية".

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، 7 فبراير الجاري، مقتل زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، قاسم الريمي، في غارة نفذتها طائرة بدون طيار تابعة للجيش الأمريكي، فوق وادي عبيدة، بمحافظة مأرب شمال شرقي اليمن.

وقال ترامب، في بيان نشره البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة "نفذت عملية لمكافحة الإرهاب في اليمن نجحت في القضاء على قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".

وأضاف ترامب، أنه في ظل قيادة الريمي "ارتكبت القاعدة في جزيرة العرب أعمال عنف غير معقولة ضد المدنيين في اليمن وسعت إلى شن هجمات عديدة ضد الولايات المتحدة وقواتنا".

وأكد ترامب، أن مقتل الريمي "يزيد من تراجع القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم القاعدة العالمي، ويُقرّبنا من القضاء على التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات لأمننا القومي".

وفي 9 فبراير، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، مقتل زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قاسم الريمي، في عملية عسكرية داخل اليمن، جاء الإعلان على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف مقتل الريمي، بأنه "أضعف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفي شتى أنحاء العالم كما أن هذه العملية قربتنا من القضاء على خطر تلك الجماعات التي تهدد أمننا القومي".

عمل قاسم الريمي مع زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، أثناء إقامته مع عائلته في أفغانستان، وكان يبلغ 15 عامًا، تمكّن الريمي خلال تلك الفترة من تسلق سلم المواقع القيادية حتى وصل إلى درجة "مدرب" في معسكر تابع لتنظيم القاعدة.

تمتع الريمي بعلاقات مع عناصر تنظيم القاعدة يعود تاريخها إلي ما قبل 11 سبتمبر 2001، وعاد إلي اليمن قبيل الاجتياح الأمريكي لأفغانستان عام 2001، وعمل خلالها تحت قيادة الوحيشي.

وفي عام 2005 قامن السلطات اليمنية في صنعاء بإعتقال قاسم الريمي ، بجانب عدد من الإرهابيين العائدين، وأدانته بتهمة التخطيط لاغتيال السفير الأمريكي في اليمن، وتمكن من الفرار من السجن عام 2006 برفقة 23 عنصر من تنظيم القاعدة، وارتبط اسمه عام 2007 بالهجوم الذي استهدف مجموعة من السياح الإسبان، وأسفر عن مقتل 8 منهم، في مأرب وسط اليمن.

نفوذه في اليمن

غيرت عملية هروب الريمي من السجن نشاط الجماعات الإرهابية في اليمن، واستطاع إلى جانب الوحيشي من تشكيل بؤرة للقاعدة في اليمن، جندوا خلالها عناصر جدد إلى جانب إرهابيين عرب عائدين من ساحات القتال بالعراق وأفغانستان.