معالج بالقرآن.. عبارة ترددت كثيرًا في الأوساط وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، استغلها الكثير كستارًا يتخفون ورائه لتنفيذ جرائمهم البشعة من النصب والاحتيال خلال أعمال الشعوذة، حيث تسودها في أغلب الأحيان، أغراض جنسية لا تخلو من المساومات، الأمر الذي شهد مئات المرضى بالسحر والشعوذة، يولون وجههم شطر هؤلاء الدجالين، دون النظر والتمعن في أصل ما يقومون به.
على مدار سنوات، بل عصور، ظلت جرائم الدجل والشعوذة تراود العديد، وأصبحت تتطور مع تطورات العصر، إذ باتت مواقع التواصل الاجتماعي، ملاذ أمنًا لاستعراض هذه الجرائم على صفحاتها، والترويج لها ليقع ضحيتها العديد من النساء والرجال.
في محافظة الجيزة، وقع متهمان في تشكيل الدجالين والمشعوذين، حيث ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم، وخلال الاعترافات، أدلى المتهمان بسر مهنتهما: "كنا عايشين عيشة ملوك.. شغلانة سهلة ومش محتاجة غير تشغيل مخ"، وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي.
لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي هي السبب الرئيسي في انتشار وترويج هذه الأفكار، ولكن كانت السينما تلعب دورًا هامًا للغاية، حيث إن فيلم "البيضة والحجر" الذي لعب دوره الفنان أحمد زكي، كان مثلهما الأعلى،إذ قاما بإنشاء صفحات على "فيس بوك" حول أساليب العلاج الروحاني حتى تعرفا على سيدة تدعى "الهانم" دفعت لهما ما يقرب من مليون ونصف المليون جنيه لحل مشاكلها مع الجان حسب اعترافاتهما.
الأموال التي أنفقتها السيدة على المتهمان، جعلتهما يضعان الخطة الدقيقة من أجل تحقيق المراد، حيث اشتريا شقة سكنية في منطقة القطامية، وتم تجهيزها حتى صارت القصر، إذ عرف القصر بين الزوار والزبائن بـ"هاروت وماروت"، وبالفعل نجحا المتهمان في حل مشاكل الكثير من الرواد الذين كانوا من صفوة المجتمع، ولكن لم يستمر الأمر طويل حيث جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتم إلقاء القبض عليهما، لاتهامهما بالنصب والاحتيال على المواطنين.
البداية كانت عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا، من سيدة تدعى "الهانم" انتقلت على إثره مباحث الأموال العامة، للقبض على شخصين لأحدهما معلومات جنائية مقيمين بالجيزة، وذلك أثناء ممسارتهم نشاطًا إجراميًا في النصب والاحتيال والاستيلاء على أموال المواطنين عن طريق إنشاء وإدارة العديد من الصفحات الإلكترونية الاحتيالية على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية.
التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، اكدت مشاركة المتهمين لمقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، من خلال صفحات تحمل أسماء وهمية، يستعرضون فيها مهاراتهم في العلاج الروحاني، إذ نجحوا في هذا النشاط في جمع العديد من أموال المواطنين "ومن بينهم الشاكية" من خلال تحويلات مالية، أو إرسال أكواد لكروت شحن الهواتف محمولة.
وكشفت التحريات عن قيام المتهمين بغسل المبالغ المالية المستولى عليها من الشاكية والتى بلغت (مليون وثلاثمائة ألف جنيه) عن طريق (شراء شقة سكنية بمنطقة القطامية، وتجهيزها بأثاث فاخر، وكذا شراء بعض المصوغات الذهبية، وأمكن ضبطهما بمنطقة القاهرة الجديدة، وعثر بحوزتهما على (2) هاتف محمول، بفحصهما تبين احتواءهما على العديد من الملفات والمحادثات مع ضحاياهما تؤكد نشاطهما الإجرامي، وبمواجهتهما أقرا بنشاطهما الإجرامي.