"صد الطوربيد بيده".. قصة "أبو الدرداء" التي يتوارثها الأجيال بالإسكندرية

الاربعاء 19 فبراير 2020 | 10:11 مساءً
كتب : أمل ماضي

مسجد صغير باللونين الأبيض والأخضر، يتوسط قضبان الترام بشكل ملفت للنظر، بمنطقة اللبان غرب الإسكندرية، إنه مقام الشيخ الصوفي "أبو الدرداء"، صاحب الكرامات كما يلقبه البعض، ويطلق عليه السكندريون "أبو الدردار"، وهو من أعلام مشايخ الصوفية، ويأتي مريدوه لزيارة مقامه والتبرك به، وبالرغم من خلو المقام من الجثمان، إلا أن المتبركين يأتون إليه من جميع محافظات مصر.

اشترك أبو الدرداء بعد تفقيه الناس بالشام في فتح مصر، ثم أسهم في فتح الإسكندرية خلال عام 21 هـ 641 م، وأقام فيها متفرغًا للعبادة والتدريس، ويذكر أنه كان يتخذ من مكان المقام الذي بني تكريما لاسمه وذكراه، مجلسا لإلقاء دروس الفقه والحديث على تلاميذه.

ومن أشهر الكرامات التي تنسب إليه، وفقا لرواية وإجماع أهل حي اللبان القدامى، والتي يتوارث الأجيال سردها نقلا عن الآباء والأجداد، أنه أثناء الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد عام 1939 تم توجيه طوربيدا ضخما نحو منطقة اللبان من ناحية البحر، وأكد الأهالي من سكان المنازل والمحلات وقتها، بأنهم شاهدوا بأعينهم رجلا مدثرًا بثياب بيضاء، يظهر أعلى المقام ليلتقط الطوربيد على ذراعه وينزله إلى الأرض، والبعض قال أنه صده بيده ليعود ثانية اتجاه البحر من حيث أتى، لينقذ بذلك أهالي الحى.

أما عن موضع المقام الغريب الذي يتوسط قضبان ترام بحري، فله حكاية أخرى، حيث يقول أحد سكان الحي القدامى :"فى فترة الأربعينيات قرر الحى إزالة المسجد الذى يتوسط خط الترام لنقله إلى مكان آخر، وبمجرد أن أعطى المهندس الإنجليزي إشارة البدء للعمال بهدم الضريح أصيب ذراعه بالشلل والعجز التام"، وفي رواية أخرى يقال أن جميع الحفارات واللوادر المستخدمة في الهدم، كانت تتكسر بمجرد ملامسة الضريح الذي لم يصيبه أي أذى، فقررت المحافظة بعد ذلك عدم تنفيذ القرار.

وتنظم المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية، مولدًا سنويًا لـ"أبي الدرداء" يبدأ أول رمضان، حتى الليلة الختامية 6 رمضان، فيزين الضريح بالأزهار والمصابيح الكهربائية والزينات التي تمتد حتى مسجد العمرى وحتى نهاية مبنى مديرية الأمن القديم.

وتشارك في المولد الطرق الصوفية بالأعلام والدفوف وتتم بالسرادق المواجه للضريح قراءة القرآن من مشاهير القراء وتلاوة المدائح وبردة المديح للبوصيرى والذكر الشرعى الصوفى.