قطعت تجمعات من المتظاهرين اللبنانيين، الليلة، عددًا من الطرق في العاصمة بيروت، ومدينة طرابلس (شمالي البلاد) وبمحافظة جبل لبنان، في إطار الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من 4 أشهر، كما نظم متظاهرون وقفة احتجاجية أمام مصرف لبنان المركزي بوسط العاصمة.
وكانت حركة الاحتجاجات قد شهدت تراجعا ملحوظا عقب أحداث التظاهرات التي اندلعت تزامنا مع جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة ونيلها ثقة البرلمان قبل نحو أسبوع، والتي انطوت في جانب منها على مواجهات مع قوات الأمن، قبل أن تتجدد الاحتجاجات مساء الإثنين وتستعيد قدرا من زخمها في عدد من المناطق لأسباب مختلفة.
وقطع المتظاهرون عددا من الطرق في مدينة طرابلس مستخدمين العوائق والإطارات المشتعلة، وذلك احتجاجا على التقنين القاسي في التغذية الكهربائية وانقطاع التيار معظم ساعات اليوم، واضطرارهم إلى الاستعانة بمولدات الكهرباء المملوكة لأشخاص معظم الأوقات على نحو يكبدهم مبالغ مالية كبيرة.
كما قطع متظاهرون آخرون في طرابلس، الطرق أيضًا؛ احتجاجا على وفاة شاب متأثرا بجراحه التي كانت قد أصيب بها خلال المواجهات التي اندلعت خلال الأيام الأولى لانتفاضة 17 أكتوبر الماضي، وهو الأمر الذي قامت معه مجموعات من المتظاهرين في محافظة جبل لبنان بقطع الأوتوستراد الرئيسي الرابط بين مدينة جونيه وبيروت تضامنا مع أهالي طرابلس وغضبهم إزاء وفاة الشاب.
وأقدم عدد من المتظاهرين على قطع جسر فؤاد شهاب (جسر الرينج) بوسط العاصمة بيروت في الاتجاهين مساء الإثنين، حيث افترشوا بأجسادهم الجسر على نحو أعاق حركة مرور السيارات.
وشددوا على أنهم مستمرون في الاحتجاجات حتى يتم تحقيق المطالب التي نادت بها الانتفاضة الشعبية لاسيما في شأن تشكيل حكومة من الاختصاصيين (تكنوقراط) المستقلين عن القوى والتيارات والأحزاب السياسية لإنقاذ البلاد من الوضع المالي والاقتصادي المتدهور.
وكانت مجموعات من المتظاهرين الذين ينتمون لحركات وأحزاب يسارية، قد نظموا وقفة احتجاجية في وقت سابق من مساء الإثنين أمام مقر مصرف لبنان المركزي، مرددين هتافات تندد بالسياسات النقدية للمصرف المركزي، ومحملين إياه مسئولية التراجع الذي تشهده البلاد على المستويات المالية والنقدية والاقتصادية والمعيشية.