توصل العلماء لتحديد الجينات الرئيسية التي قد تحمي من مرض الزهايمر، ما يزيد من الأمل في التوصل إلى دواء ما يخفض خطر هذا الاضطراب القاسي.
واعتمدت الدراسة التي أجراها معهد علم الوراثة في جامعة كوليدج لندن، في الحمض النووي الذي يضم 10 آلاف شخص تزيد أعمارهم عن 60 عاما، نصفهم مصابون بألزهايمر.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين لم يكونوا مصابين باضطراب سرقة الذاكرة، لديهم 9 جينات محددة، يبدو أنها تقلل من وظيفة البروتينات التي تسمى الفوسفات التيروزيني "tyrosine phosphatases"، المعروف أنها تشارك في تطور مرض ألزهايمر من خلال تحفيز موت خلايا الدماغ.
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها العثور على الجينات في البشر، وهو ما "يمهد الطريق" لعلاج يمنع مرض ألزهايمر أو يعمل على إبطائه، وفقا لفريق البحث.
وأشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أنه يمكن الوقاية من مرض ألزهايمر عن طريق إيقاف نمو الفوسفات التيروزيني.
وقال البروفيسور ديفيد كورتيس، الذي قاد الدراسة: "هذه النتائج مشجعة للغاية .. يبدو كما لو أنه عندما تقلل المتغيرات الوراثية التي تحدث بشكل طبيعي نشاط الفوسفات التيروزيني، فإن هذا يجعل مرض ألزهايمر أقل عرضة للتطور، ما يشير إلى أن الأدوية التي لها نفس التأثير قد تكون وقائية أيضا".
ويعرف ألزهايمر بانه أحد أشكال الخرف، وهو مصطلح شامل للاضطرابات التي تؤدي إلى "فقدان وظائف المخ"، ويعتقد أنه يحدث نتيجة للتراكم غير الطبيعي للبروتينات داخل خلايا الدماغ وحولها، ما يشكل لويحات وتشابكا، ينتج عنه تقلص مناطق مختلفة من الدماغ ببطء، وتميل المنطقة التي تخزن الذكريات إلى التأثر أولا خلال هذا الاضطراب.
ولا يوجد حتى الآن علاج يشفي من مرض ألزهايمر، حيث تركز العلاجات الحالية على تخفيف الأعراض فقط.
وأشار البروفيسور كورتيس إلى أن الأدوية التي تعمل على منع الفوسفات التيروزيني، قيد التطوير، ولكنها لم تصل إلى التجارب السريرية.
ووجدت الدراسة الجديدة أيضا أدلة تشير إلى وجود جين لم يكن معروفا من قبل، يؤثر على خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، ويسمى C1R، والذي يعرف بارتباطه بمتلازمة إِهلرز-دانلوس اللثوية، وهو مرض يشمل التهاب اللثة المزمن.
وتشير بعض الأبحاث السابقة إلى أن التهابات اللثة قد تزيد من خطر الإصابة بألزهايمر، وبالتالي فإن العلماء يتوقعون أن المتغيرات الوراثية في C1R يمكن أن تؤدي إلى درجة ما من أمراض اللثة، والتي بدورها تحفز مرض ألزهايمر.
وتأتي هذه النتائج بعد أن حدد علماء جامعة كاليفورنيا في نيويورك خمس "جينات خطر" جديدة للمرض العام الماضي.
وقال البروفيسور كورتيس: "إن العثور على بدائل الحمض النووي التي تعدّل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر مفيد لأنه قد يساعدنا في تطوير عقاقير تستهدف البروتينات نفسها"، وتابع: "مع تحسن فهمنا، قد تكون هناك فرص للتدخل في العلاجات لمنع المرض من التطور".