"على الطريق السريع".. حكاية 120 ثانية أنهت حياة شخص بمحور 26 يوليو

الثلاثاء 04 فبراير 2020 | 08:34 مساءً
كتب : محمود صلاح

شهد محور 26 يوليو، اليوم الثلاثاء، حادثًا مأساويًا حيث كان يسير شابان بسيارتهما السوداء، وقررا أن يوثقا تلك اللحظات السعيدة من خلال مقطع فيديو يتم تصويره من خلال بث مباشر عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وبالفعل كانت المدة التي استغرقها الشابان لم تتخطى الـ120 ثانية، إذ جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث انتهى هذا البث سريعًا بحادث مروع أسفر عن موت أحدهما وإصابة الأخر.

في الساعات الأولى من اليوم، تداول العديد من الرواد مقطع فيديو يظهر تعرض إحدى السيارات إلى حادث شديد أعلى المحور سالف الذكر، وأن بها شخصان أحدهما فارق الحياة، والأخر ما زالت روحه عالقة، على أمل أن ينجيه الله.

البث المباشر الذي ظهر فيه الشابان، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك " من داخل السيارة التي يقودها أحدهما، لم يستمر اكثر من 120 دقيقة، ليتفاجأ الجميع بانقطاع البث، وبعد دقائق قليلة يظهر شخصًا أخر في فيديو أخر ويقول فيه: "العربية دي عدت من جنبي ولبست في الونش.. وفيه واحد مات".

طلب عدد من الرواد حذف الفيديو الذي يظهر جثة أحد الضحايا، فمن بين التعليقات التي طالبت بهذا الأمر كان حساب لأحد الأشخاص قال: "نطلب من كل من شاهد الفيديو وقام بتحميله حذفه واحترام حرمة الموت والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.. وهم السابقون وإنا إن شاء الله بهم لاحقون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وانا إليه راجعون.. أسرة المغفور له باذن الله تعالى محمد سامي إبراهيم".

من هنا بدأت الأجهزة الأمنية تحرياتها وتحقيقاتها تحت إشراف اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث، والتي أظهرت أن شابين سجلا بث مباشر على صفحة "فيس بوك" خاص بأحدهما أثناء قيادة سيارة سوداء، أعلى المحور القادم من اكتوبر، متجة إلى ميدان لبنان، وأثناء ذلك اصطدمت السيارة بالسور، ما أسفر عن تحطيم أجزاء منها ومصرع الشاب الذي كان يقودها، وتوصلت التحريات، إلى أن انشغال قائد السيارة بالبث تسبب في عدم تركيزه ووقوع الحادث.

وبمجرد تلقي البلاغ، بوقوع حادث تصادم على المحور، انتقلت قوة أمنية من المباحث ورجال المرور إلى مكان الواقعة، وبدأت في رفع آثار الحادث.

وجرى نقل المتوفى وصديقه المصاب إلى مستشفى الشيخ زايد، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق، وناظرت الجثة، وصرحت بالدفن، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.