هل تنازلت عن 3 آلاف جنيه؟.. ننشر تفاصيل الفيلم الممنوع لـ"نادية لطفي"

الثلاثاء 04 فبراير 2020 | 08:07 مساءً
كتب : أحمد عفيفي

رحلت عن عالمنا صباح اليوم الفنانة نادية لطفي عن عمر يناهز 84 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.

ودائماً ما يكون لكل فنان عدد من الأعمال التي تمنع من العرض لأسباب مختلفة ومن ضمن هؤلاء الفنانين نادية لطفي، ونرصد لكم خلال السطور المقبلة الفيلم الذي أثير ضجة بحياة نادية لطفي الفنية.

الفيلم الممنوع من العرض لـ"نادية لطفي"

منع فيلم "وراء الشمس" الذي كانت تقدم بطولته الفنانة نادية لطفي من العرض، ولا سيما بسبب تناوله عدد من الأخطاء السياسية والجنائية، ونتيجة لذلك ظل الفيلم حبيس أدراج الرقابة.

وكان فيلم "وراء الشمس" من بطولة نادية لطفي ورشدي أباظة، ومحمود المليجي، وشكري سرحان، وأحمد زكي، ومحمد صبحي، ومن إخراج محمد راضي.

قيل إنه تم اقتباس اسمه من جملة شهيرة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في إشارة منه لمصير المعتقلين والمعارضين له، إذ تدور أحداث الفيلم بعد نكسة 1967، عندما طالب أحد قادة الجيش الكبار بفتح تحقيق يكشف أسباب الهزيمة، فيتعرض للقتل في منزله، في انتقاد واضح وصريح للعهد الناصري.

جميع الأبطال كانوا مؤمنين بأهمية الفيلم، حتى أن نادية لطفي تنازلت عن 3 آلاف جنيه من أجرها لرشدي أباظة، لأنه كان قد طلب أجرا كبيرا، ولمّا لم يكن باستطاعة المنتج دفع هذا المبلغ، تنازلت هي عن جزء من أجرها له، حرصا منها على إتمام الفيلم على أكمل وجه، لأنها كانت ترى أن أباظة هو أجدر من يقوم بدور "الجعفري" قائد السجن الحربي.

وافقت الرقابة على السيناريو المكتوب، إلا إنها رفضت عرضه بعد مشاهدة نسخة الفيلم، وبررت موقفها وقتها بكثرة مشاهد التعذيب، وأن شخصيات الفيلم يستطيع المشاهد إسقاطها بشكل واضح وصريح على أشخاص حقيقيين في مناصب هامة بالدولة.

تمسكت الرقابة برفض عرض "وراء الشمس"، فلجأ صناعه لمجلس الشعب، نجحت ضغوط نواب اللجنة الثقافية، وتم عرض الفيلم، إلا أنه لم يستمر طويلا، إذ قيل إن أجهزة حكومية تدخلت للتضييق عليه للحد من عرضه.

ومن طرائف تصوير الفيلم، أن أجهزة الأمن رفضت دخول كاميرات التصوير للحرم الجامعي بجامعة القاهرة، لتصوير مشاهد مظاهرات الطلاب ضمن أحدث الفيلم، وخلال هذه المعضلة، توفي الفنان عبد الحليم حافظ، فاقترح الفنان محيي إسماعيل، أن يتم استغلال الجنازة الشعبية الكبيرة للعندليب، والتي شارك فيها أكثر من مليوني مواطن، أغلبهم من شباب الجامعات، فاندهش الجميع من الفكرة ونفذوها بالفعل، إذ تم حشد عدد كبير من كاميرات تصوير في أماكن مختلفة فوق الأسطح ومحيط الجنازة، وثلاث كاميرات على عربات نصف نقل، وتم وضع الجنازة كاملة في الفيلم، ليخرج المشهد أفضل مما كانوا يتوقعون، حتى قيل إنه كُتب في الإعلانات وقتها "شاهدوا فيلم وراء الشمس قصة المليون متظاهر"، وبعضهم أسماه "فيلم المليون كومبارس".