تضع الدولة المصرية المصريين في الخارج في مقدمة اهتماماتها، لإيمانها بدورهم في خدمة مصر، والاستغلال الأمثل لكافة الطاقات البشرية المتاحة لخدمة المشروعات القومية في مصر.
وأعرب عدد من علماء مصر في الخارج، عن استعدادهم للتعاون مع علماء مصر في الداخل، بما يتيح توفير الامكانيات الموجودة في الجامعات الأوروبية وتوظيفها لخدمة الطلبة المصريين في الجامعات المصرية، ونقل التكنولوجيا والمعلومات و تقديم الاستشارات العلمية أو المشاركة في العمليات البحثية مع شباب الباحثين.
المؤتمرات فرصة للتواصل
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عصام خليفة نائب رئيس الجامعة الصينية في القاهرة، إن وجود مؤتمرات تجمع علماء مصر الداخل بالخارج، فرصة كبيرة لتحقيق الارتباط العلمي والتعاون بين الجامعات.
وأضاف خليفة، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، أن التعاون بين الجانبين يتيح توفير الامكانيات الموجودة في الجامعات الأوروبية وتوظيفها لخدمة الطلبة المصريين في الجامعات المصرية، موضحًا: "يتم الاستفادة من ناحية البعثات والحصول على الدرجات العليا كالماجستير والدكتوارة".
وثمّن نائب رئيس الجامعة الصينية في القاهرة، اهتمام الدولة بعلماء مصر في الخارج، وتوفير الدعم الكامل لهم من قبل مؤسسات الدولة المصرية، قائلاً: "ثبت احصائيًا أن هجرة المصريين مؤقتة، ومهما تغرب المصري عن وطنه الأم سيعود لها لأنه مرتبط بها روحيًا".
ولفت إلى أنه يتم بشكل دائم دراسة احتياجات مصر من علمائها بالخارج، وتكوين قاعدة بيانات لهم لتسهيل التواصل معهم لتعظيم الاستفادة من علماء مصر بالخارج وممن تراكمت لديهم الكثير من الخبرات التي يمكن أن تساهم في التطوير.
نقل التكنولوجيا لمصر
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد الصاوي أستاذ تكنولوجيا التصنيع والهندسة في جامعة تينيسي التقنية بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الارتباط بالوطن كعلماء مصريين في الخارج نشأ من الأساتذة المصريين الأوائل، قائلاً: "أساتذتنا علمونا أن نرتبط بوطننا الأم مصر".
ولفت الصاوي، لـ"بلدنا اليوم"، أن التعاون بين علماء مصر في الداخل يتم من خلال نقل التكنولوجيا والمعلومات و تقديم الاستشارات العلمية أو المشاركة في العمليات البحثية مع شباب الباحثين، موضحًا: "فمن خلال عملنا في المجال العلمي العالمي نكون ملمين بكل جديد في المجالات العلمية، ونساعد على نقلها لمصر من أجل المساهمة في تقدمها، كما أننا نعمل على استجلاب طلبة مصريين إلى الجامعات الأوروبية لاستكمال أبحاثهم".
وأشار أستاذ تكنولوجيا التصنيع والهندسة في جامعة تينيسي التقنية بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن مصر تعرف كيف تستفيد من علمائها المتميزين في الخارج من خلال الاستعانة بهم ودعوتهم للمشاركة في العديد من اللقاءات العلمية للاستفادة من خبرتهم، في دعم الاقتصاد ولتحقيق أهداف التنمية.
واستطرد: "أمر رائع من الدولة أن تكون حلقة الوصول بيننا وبين علماء مصر في الداخل، ونحتاج دعم أكثر لنعمل سويًا من أجل مصر، فنحن نعلم جيدًا أن هناك العديد من التكنولوجيا غير متوافرة في مصر، وبالتعاون سنقوم بنقلها".
وأعرب الصاوي، عن أمنياته للتغلب على البيروقراطية والروتين الذي يعد أحد المعوقات الرئيسية في تعطيل التعاون بين الجانبين، قائلاً: "الأمر غير مشجع، ونتمنى أن تحمل المرحلة المقبلة المزيد من التكاتف والتعاون على صعيد البحث العلمي".
البحث العلمي بمصر لم يعد مجرد أوراق
وأوضحت الدكتورة هدي المراغي، عميد كلية الهندسة الميكانيكية والسيارات والمواد بجامعة ويندسور بكندا، أن وجود تمويل كبير للبحث العلمي في مصر أمر رائع، لافتة إلى أن البحث العلمي لم يعد مجرد أوراق بحثية حبيسة الأدراج بل يجري الاستفادة منها وتحويلها لمشروعات وصناعات تعمل على حل المشاكل في مصر.
وتابعت المراغي، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، إلى أنه تم الاتجاه في مصر للتوعية بأهمية البحث العلمي والأستفادة منه وتطبيقه على أرض الواقع.
وأضافت: "هناك تحول إيجابي في اتجاه الاهتمام بالبحث العلمي، الى جانب وجود تمويل من الدولة ومؤسساتها خاصة وزارة البحث العلمي".
وأعربت عميد كلية الهندسة الميكانيكية والسيارات والمواد بجامعة ويندسور بكندا، عن سعادتها باهتمام الدولة بالصناعة، واصفة جدية الدولة المصرية في تطوير ودعم الصناعة بالايجابية، متابعة: "أنا متفاءلة بالتغييرات التي تحدث وتكون لمصلحة مصر ان شاء الله".