في ليلة كانت هي الأسوأ على الإطلاق في تركيا، ضرب زلزال عنيف البلاد في سابقة لم تحدث منذ سنوات خلف على إثره حوالي 21 شخًصا لقوا مصرعهم إضافة إلى آلاف المصابين، ولا تزال تتم عمليات الإنقاذ بشأن عشرات المواطنين الذين يتواجدون تحت أنقاض المباني المنهارة في محافظة إلازيغ وجارتها محافظة ملطية، الأمر الذي سيتسبب في زيادة حالات الضحايا حسب ما أعلنه المسؤولين في البلاد.
ووزع عمال الطوارئ وقوات الأمن الخيام والأسرة والبطانيات مع انخفاض درجات الحرارة ليلا إلى دون الصفر في المناطق المتضررة. كما تم فتح المساجد والمدارس والصالات الرياضية ومساكن الطلبة للمئات ممن تركوا منازلهم بعد الزلزال، وحدث الزلزال، الجمعة، عند الساعة الثامنة و55 دقيقة مساء بتوقيت تركيا (17:55 بتوقيت غرينيتش) على عمق 6.7 كيلومترات بالقرب من سيفريجي، حسبما قالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ.
وحددت العديد من مراكز رصد الزلازل قوة الزلزال بين 6.5 درجات و6.8 درجات. وقالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ إن الزلزال أعقبته 228 هزة ارتدادية، أقواها بلغت 5.4 و5.1 درجات، وكان مركز رصد الزلازل الأورومتوسطي أعلن سابقاً أن الزلزال الذي بلغت شدته 6.8 درجة وقع في إقليم ألازيغ على بعد قرابة 550 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة أنقرة. ووقعت عشرات الهزات الارتدادية بعده.
وقال وزير البيئة والتخطيط العمراني مراد كوروم، إن خمسة أبنية على الأقل في سيفريجي و25 في ملطية دمرت، مضيفا أن مئات المباني الأخرى تعرضت لأضرار، وأصبحت غير آمنة.
وأوضحت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ، في بيان، أن 17 شخصا قتلوا في إلازيغ وأربعة في ملطية، وأصيب حوالي 1030 شخصا.
وقالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ إن 28 فريق إنقاذ يعملون على مدار الساعة. وتم إرسال أكثر من 1300 فرد من 39 محافظة، من أصل 81 محافظة تركية، إلى موقع الكارثة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية عمال إنقاذ وهم يسحبون شخصين من تحت أنقاض مبنى منهار في بلدة جيزين، وتم إنقاذ شخص آخر في مدينة إلازيغ، عاصمة المحافظة، وكذلك اثنين آخرين من منزل في دوغانيول بمحافظة ملطية.
وقال رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب: "أملنا الأكبر هو ألا يرتفع عدد القتلى".
وأفادت وسائل إعلام رسمية في كل من سوريا وإيران أن السكان شعروا بالزلزال في البلدين. وأوردت وسائل إعلام محلية لبنانية أن السكان في مدينتي بيروت وطرابلس شعروا أيضاً به.
يشار إلى أن لتركيا تاريخاً من الزلازل القوية. ففي أغسطس 1999، لقي أكثر من 17 ألف شخص حتفهم عندما وقع زلزال شدته 7.6 درجة في مدينة إزميت غرب البلاد على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي إسطنبول. كما شرد حوالي 500 ألف شخص.
وفي عام 2011، وقع زلزال بمدينة فان وبلدة إرجيس شرق البلاد على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال، مما أسفر عن مقتل 523 شخصاً.