علق عبد الهادي ربيع، المتخصص في الشأن الليبي على احتمالية دور كل من الجزائر وتونس في حل القضية الليبية، قائلاً: "من غير المتوقع أن يتمكن كلٌ من الجزائر أو تونس من حل الأزمة الليبية، الأمر الذي يرتبط بطبيعة تلك الأزمة، كونها تنبع من غياب الدولة في ليبيا في المقام الأول، الأمر الذي يتجلى في حالة التسليح التي تضرب بكافة أنحاء البلاد، حيث يصعب أن نجد منطقة في الداخل الليبي بدون سلاح خارج إرادة الدولة التي هي غير موجودة بالأساس".
وتابع "ربيع" في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم": " من جانب آخر، فإن القضية الليبية تتشابك عندها المصالح الإقليمية والدولية ما يجعل حل تلك الأزمة في إرادة أطراف خارجية في مجملها، فتركيا على سبيل المثال ترى في ليبيا الحلقة الأخيرة والأهم في محاولات نشر مشروعها التوسعي سواء من خلال السيطرة على موارد المتوسط، أو التوسع خارج حدود تركيا بعد انتهاء معاهدة لوزان عام 2023، أو حتى تمكين الإسلام السياسي الذي بدأ في التهاوي سقوط الإخوان في مصر 2013، وسقوط المشروع نفسه في السودان مع الإطاحة بالبشير، وترنحهم في تونس وتركيا أيضا، لذا فمن غير المتوقع أن يتراجع أردوغان عن موقفه".
وأضاف المتخصص في الشأن الليبي :"الروس والأمريكان أنفسهم لهم مصالح بالمنطقة، الأمر نفسه بالنسبة للدولة المصرية التي ترى في ليبيا امتدادا لأمنها القومي ما يجعل التنازل عن سقوط ليبيا في القبضة التركية أمرا مستحيلا، كذلك فتونس والجزائر تعانيان من مشكلة انتشار التنظيمات المتطرفة على الحدود مع ليبيا، فضلا عن المعارضة السياسية والشعبية داخل كلا الدولتين ما يجعل هذا الأمر في غير مصلحتهم".
واختتم الباحث في الشأن الليبي تصريحاته، قائلا:" لكن الملاحظ على النهج الجزائري تجاه الأزمة الليبية أنه غير متزن، فرغم إعلان الرئيس الجزائري في خطابه الأول بعد أن أقسم اليمين الدستوري أنه يرفض التدخل العسكري، إلا أننا نجد موقفا جزائريا غير منضبطا يتجلى في وصف عمليات الجيش التركي بالعدوان والتعامل مع السراج كفاعل شرعي رغم انتفاء ذلك بحكم الأمر الواقع، ما يجعل الجزائر نفسها خطر متفاقم التواطؤ مع الموقف التركي من الأزمة الليبيبة".