"استُشهدت بزي المدرسة".. "هديل" طفلة فلسطينية أُعدمت رميًا بالرصاص من المسافة صفر

السبت 04 يناير 2020 | 04:20 مساءً
كتب : سارة أبو شادي

"في كل مرة كانت تمر من أمامهم يعلوا الكره ملامح وجهها الصغير، لم تنسى أخيها ورفيقها الذي سلب رصاصهم حياته، كانت صغيرة فى ذلك الوقت فقط 11 عامًا، لكنّها تتذكر المشهد جيدًا حينما أخبر أحدهم والديها أنّ محمود أصيب برصاصة برأسة ليمكث بعدها 9 أشهر في المستشفى حتى استشهاده، لم يمر وقت طويل فقط حوالي 3 سنوات حتى لحقت الفتاة بأخيها، ذهبت إليه هي الأخرى بنفس الرصاصة التي تمكنت منه.

فلسطين

"فتاتان يسيران برفقة بعضهما يبدوا من ملابسهما أنّهما قد انتها للتو من المدرسة وفي طريق عودتهما للمنزل، بالقرب من إحدى محطات القطارات، استوقفهما بعض من رجال شرطة الاحتلال حاولوا تفتيشهما، تعالت الأصوات أخرجت إحداهن من حقيبتها مقصًا صغيرًا، حاولت الدفاع عن نفسها لكنّها لم تعلم أنّ الموت كان أقرب إليها، بادرها أحدهم برصاص من مسدسه سقطت على الأرض، حاولت أن تنظر لرفيقتها، لتجد الرصاص قد اخترق جسدها هي الأخرى، لم تكن تلك الصورة جزءًا من مشهد سينمائي أو حتى كلمات من قصة، لكنّها كانت حكاية الشهيدة "هديل عواد" الطفلة التي أُعدمت على يد قوات الاحتلال أثناء محاولة الاعتداء عليها في شارع يافا بالقدس.

فلسطين

14 عامًا ونصف كان عمر "هديل" فتاة في الصف التاسع بالمدرسة كانت تحلم دائمًا بأن تصبح طبيبة حتى تستطع أن تداوي الجرحى الذين يصابون برصاص الاحتلال، بعدما فشل الأطباء في إنقاذ شقيقها الذي استشهد عام 2013، كانت صدمة هديل كبرى بعد رحيل شقيقها خاصة وأنّه كان الأقرب إليها كون أشقائها الآخرين متزوجين وهديل الإبنة الصغرى ومحمود كان الأخ الأكبر منها مباشرة، لذلك وفاته كانت مؤلمة للفتاة الصغيرة، حتى أقسمت أنّها في يوم ستثأر لمحمود، وللأسف اتخذ الاحتلال من تلك القصة ملاذًا آمنًا لكي يبرر عملية القتل التي فعلها جنوده، فاتُهمت هديل بأنّها كانت تُحاول القيام بعملية طعن لذلك تمّ إطلاق النيران عليها مباشرة.

 

فلسطين

بالنسبة لرفيقتها التي كانت معها فهي ابنة خالها "نورهان عواد" والتي كتب لها القدر الحياة، لكن فهي تعيش بمثابة الموتى بداخل سجون الاحتلال الصهيوني بعدما حكم عليها بأكثر من عشر سنوات، كلا من نورهان وهديل كانا يمتلكان أحلامًا فهديل كانت من الفتيات المتفوقات لم ينخفض معدلها عن الـ97%، لكن لم يشأ القدر أن تستكمل الحياة هو فقتلت غدرًا على يد محتل لوطنها لترافق شقيقها محمود في حياة أخرى.

فلسطين

فلسطين

اقرأ أيضا