قالت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، إن الطائفة السُنّية فى لبنان، تشعر بأنها أُقصيت من المعادلة السياسية الحكومية، وأن هناك فئة غاضبة من أبناء الطائفة يشعرون بأنهم مستهدفون فى موقع رئاسة الحكومة والذى هو مثل منصبى رئيسى الجمهورية ومجلس النواب، وأشارت وزيرة الداخلية اللبنانية، فى حديث لصحيفة "النهار" فى عددها الصادر، اليوم السبت، إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريرى، ممتعض من تحرك المتظاهرين فى مناطق تمركز أبناء الطائفة السُنّية، ولا يريد تحريك أو استعمال الشارع فى التعبير عن حالة الغضب.
وأضافت، "الذين ينزلون إلى الشارع من أبناء الطائفة السُنّية، لا يتلقون أوامر من تيار المستقبل، هناك مناصرون وهناك جزء من الغاضبين يوالون الحريرى، إضافة إلى آخرين يشعرون أنهم مستهدفون فى موقع رئاسة الحكومة".
ورأت وزيرة الداخلية، أن رئيس الوزراء المكلف الدكتور حسن دياب، تكمن مشكلته فى عدم حصوله على غطاء الطائفة السُنّية لتولى الموقع المخصص لأبناء هذه الطائفة، وأنه قد نزل عليهم بـ"الباراشوت" على حد تعبيرها، الأمر الذى أخل بالتوازن فى لبنان، وجعل الطائفة السُنّية تشعر بأنها "الطائفة المقهورة".
وأعربت، عن رفضها لمقولة أن إرهابا يمارس على شخصيات من الطائفة السُنّية، مرشحة للتوزير فى حكومة حسان دياب، مضيفة "هؤلاء يخافون معاداة طائفتهم وليس جراء تلقيهم اتصالات فى هذا الخصوص، فالسُنّى الذى سيدخل هذه الحكومة سيكون فدائيا، إذ ليس من المنطق معاداة هؤلاء لطائفتهم".
وأشارت، إلى أن حسان دياب يواجه عقبات عدة فى تشكيل الحكومة، وأن سعيه إلى حكومة من الاختصاصيين (تكنوقراط) يعد أمرا صحيحا، معتبرة أن فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطنى الحر يُسهل مهمة دياب "غير أنه على الطرف الآخر، يظهر بوضوح أن حسان دياب ليس مطلق الحرية فى عملية التأليف الحكومى".
وأكدت ريا الحسن، أن وزارة الداخلية لجأت إلى "التعامل اللين" مع الاحتجاجات الشعبية مع اندلاعها فى البداية، خشية الاصطدام مع المتظاهرين وتأجيج الشارع وحصول مواجهات، مشيرة إلى أنها أعطت تعليمات لجهاز قوى الأمن الداخلى (الشرطة ومكافحة الشغب)، مفادها أنه إذا عمد المتظاهرون إلى قطع الطرق يتم البدء بإجراء مفاوضات معهم، وإذا لم ينجح هذا الأسلوب يتم العمل على إزاحتهم من الشارع، وإذا رفضوا هذا الإجراء يتم اللجوء إلى "القوة الناعمة" وصولا إلى التدرج فى استعمال القوة.
ولفتت إلى أنها تلقت من الأمم المتحدة، وسفارات الدول الأجنبية، إشادات بطريقة تعامل الأجهزة الأمنية اللبنانية مع المتظاهرين، ووصفوها بـ "المثالية".