أيام قليلة تفصلنا عن انتهاء عام التعليم الذي أعلن عنه الرئيس في مطلع العام الجاري في ختام المؤتمر الوطني للشباب في دورته السادسة، على اعتبار أن التعليم هو الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة 2030، ليدرك الجميع أن تطوير التعليم في التوقيت الحالي أصبح ضرورة حتمية لابد أن تنتهي منها وزارة التربية والتعليم في الوقت القريب، ليس فقط ذلك وإنما شهدت مصر الجديدة تولى أهمية لبناء الإنسان المصري صحيًا ونفسيًا وعلميًا، وذلك ومن هذا المنطلق تم إعلان 2019 عام التعليم.
حيث حرص الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على مدار العام الجاري، إلى اختراق العديد من الملفات المهمة، وتذليل العقبات التي تعيق تطوير العملية التعليمية، فضلًا عن العمل على تطبيق منظومة التعليم الجديدة، وحل المشكلات التي تعاني منها القطاع بشكل عام.
الاهتمام بالمعلم
"وظيفة المعلم ليست مجرد وظيفة روتينية ولذلك فهو أساس العملية التعليمية".. كلمات رددها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في الآونة الأخيرة خلال اجتماعه مع الأكاديمية المهنية للمعلمين لمناقشة آليات إصدار شهادة صلاحية مزاولة المهنة، ويأتي ذلك إدراكًا من الدولة بأهمية المعلم في تطوير المنظومة التعليمية في مصر، ولذلك حاولت في اللأونة الأخيرة بشتى الطرق تحسين الظروف الاجتماعية والصحية لأعضاء هيئة التدريس في المدارس، حيث أعلنت الوزارة عن توقيع برتوكول مع إحدى الشركات العالمية، بهدف تحفيز ومكافأة المعلمين وتزويد المعلم بحزمة من المميزات، من بينها بطاقة مرتب مميزة تسهم فى تشكيل الصورة الذهنية الجديدة للمعلم، وتحسين مستواه المادى من خلال الشكل والمضمون.
كما وضعت الوزارة قاعدة بيانات كبيرة للمعلمين على مستوى الجمهورية، وسعت إلى إستغلال منظومة قاعدة بيانات برنامج "المعلمون أولا" فيما يتعلق بالنقاط التي يحصل عليها المعلمون المشاركون في البرنامج، والتي تحتسب وفق أداء المعلم أثناء مشاركته فى البرنامج.
واتخذت الوزارة أيضا خطوات نحو تعزيز وصقل مهارات المعلم المصري، حيث قامت بتنظيم بعض الدورات التدريبية لتنمية المهارات الشخصية حتى تتواكب مع التطور التكنولوجي الحالي، واستطاعت أيضًا حل مشكلة سد عجز المدرسين بالمدارس والعقود المؤقتة للمعلمين وذلك من خلال تدشين أكبر بوابة إلكترونيًا في الشرق الأوسط لتوظيف المعلمين ويأتي ذلك ضمن مسابقة 2020.
تطوير النظام التعليمي
أما من جانب الاهتمام بالطالب وفقًا لتطوير النظام التعليمي، حيث نجحت الوزارة بالفعل خلال العام الجاري في تطوير المناهج وأسلوب التدريس بكافة المراحل التعليمية بداية من مرحلة رياض الأطفال للمرحلة الثانوية، حيث قامت بتطبيق نظام جديدًا يعتمد في مناهج رياض الأطفال على الفهم وليس الحفظ والتلقين حيث تساهم بشكل كبير في تكون شخصية مبتكرة مفكرة طموحة، تستطيع حل المشكلات، والتفكير خارج الصندوق، وأن يكون الطفل أكثر انتماء لوطنه ويحترم الآخر ولديه روح التعاون مع الجميع.
ويتمحور كل ذلك حول "بناء الشخصية المصرية"، كما تم إلغاء الامتحانات في الصفين الأول والثاني الابتدائي، واستبدالها بتطبيقات تقيس قدرات الطلاب، بالإضافة إلى توفير مناهج رقمية للصفوف من الثاني الابتدائي وحتى الثالث الإعدادي .
أما الصفوف من الرابع حتى السادس الابتدائي، فلن تؤثر الامتحانات في نجاح أو رسوب الطالب وإنما تهدف لقياس مستوى التحصيل الدراسي لكل طالب من دون درجات بل بتقديرات " (ممتاز – جيد جدا – جيد – مقبول – ضعيف).
وبالنسبة لطبيعة المواد التي يدرسها الطلاب في المرحلة الابتدائية وفق النظام الجديد، فهي تنقسم إلى شقين، الأول مواد متصلة ببعضها، فمثلا سوف تكون هناك مادة تجمع اللغة العربية بالمفاهيم العلمية والمفاهيم الرياضية والمفاهيم الحياتية والفنية والمهارية، و تكون دروسها وفق القدرات العقلية لطلاب كل مرحلة، أما الشق الثاني، فهي مواد منفصلة، مثل اللغة الإنجليزية والتربية الدينية والأنشطة بشتى أنواعها.
امتحانات الثانوية العامة
كما نجحت الوزارة بشكل كبير في القضاء على بعض أزمات ومشاكل طلاب الثانوية العامة في كافة المراحل التعليمية، بداية من تغيير المناهج إلى نظام الامتحانات حيث اعتمد على الفكر والتحليل والإبداع لقياس المهارات الفكرية والمعرفية للطالب، كما طبقت الوزارة فكرة "الكتاب المفتوح" في امتحانات الأول الثانوي، لإرساء مبدأ "التعلم" دون الاهتمام السائد بالتركيز على الدرجات فقط.
ليس فقط ذلك وإنما تم توزيع التابلت على طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي لخوض الطلاب الامتحانات الإلكترونية، فضلًا عن تفعيل بنك المعرفة ووضع كافة الفيديوهات والمواد الدراسية.
المدارس التكنولوجية
واحتل التعليم الفنى والتدريب المهنى في الإستراتيجية المستقبلية "رؤية مصر 2030"، مساحة كبيرة ضمن محور الأهداف الاجتماعية، منها تحديد الأهداف الإستراتيجية الخاصة بالتعليم الفنى والتدريب، وتستهدف هذه الإستراتيجية طالب التعليم الفنى وأصحاب الأعمال، حيث تم تأسس 11 مدرسة للتعليم الفني والمدارس التكنولوجية وهما " العربى بقويسنا، متولي الشعراوي بالقاهرة الجديدة، الميكاترونيات بمدينة بدر، أحمد تعلب الفندقية بمدينة نصر، الصالحية الزراعية بمحافظة الشرقية، إلكترو مصر بمدينة والحلى والمجوهرات بالعبور بالقليوبية، (IBM) لتكنولوجيا المعلومات- بمقر مدرسة الشروق الفنية المتقدمة بالقاهرة، حلوان للإنتاج الحربي، السلام للإنتاج الحربي بمدينة السلام، السويدي بديرب نجم بمحافظة الشرقية".
كما سمحت الوزارة وشجعت دخول المستثمرين، بالاعتماد على قانون الاستثمار، الذي يعطي مزايا لأي مستثمر يستثمر أمواله مع التعليم، فمثلاً "توشيبا العربي" أنفق حوالي 50 مليون جنيه، على المدرسة، مقابل تخفيض قيمة الضرائب التي يجب أن يسددها للدولة، وغيرهم من المستثمرين الذين استفادوا من خلال الشراكة مع وزارة التربية والتعليم.
ونجحت الوزارة في تحسين التعليم المزدوج، ومنها مدرسة مبارك كول، فهناك مجلس تنفيذي لإدارة منظومة التعليم المزدوج مكونة من وزارة التعليم والمستثمرين وجهة الألمانية دولية هامة "giz" الألماني، وهى هيئة التمنية الألمانية، لتحسين التعليم الفني المزدوج، وعمل تأمين صحي شامل على الطالب.
بروتوكولات تعاون
بالإضافة إلى هذا النشاط المكثف، قام الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بتوقيع عدد من البروتوكولات التعاون بين الوزارة والجهات الأخرى بكافة الدول خلال عام 2019، والتي وصل عددها لـ13 بوتوكول تعاون، جاءت كالتالي:
1- بروتوكول تعاون مع شركة "فوري" للخدمات الإلكترونية لتحصيل جميع المصروفات الخاصة بالمدارس الحكومية بداية من العام الدراسي الجديد 2019/2020.
2- بروتوكول تعاون مع كلية هندسة الطاقة بجـامــعــة أســــــوان فى مجال تكنولوجيا الطاقة الشمسية.
3- كما وقعت الوزارة بروتوكول مع وزارة الزراعة لتوفير باحثين متخصصين ومؤهلين من ذوى الخبرة؛ لتدريب كوادر هيئة التدريس، وتأهيل طلبـة التعليم الفنى الزراعى فى مجال (الثروة الحيوانية والداجنة وكل ماله علاقة بهذا المجال).
4- بروتوكول بين برنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني و شركة مصر إيطاليا للأعمال الزراعية لدعم الطلاب وخريجي المدارس الزراعية وتأهيل المزراعين لفتح أسواق إضافية تساهم في خلق فرص عمل وتكون إضافة للسوق المحلي للتغلب علي مشاكل تذبذب الأسعار في السوق.
5- وفي إبريل الماضي تم التوقيع مع الشركة العربية الحديثة للطبع والنشروالتوزيع سلاح التلميذ، من أجل دعم برامج دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المنظومة التعليمية.
6- بروتوكول تعاون مع مؤسسة "مصر الخير" لتنفيذ عدد من المشروعات التعليمية التى تمثل أولوية قصوى لدى الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.
7- بروتوكول تعاون مع مؤسسة "علمني" بهدف المساهمة في النهوض بالتعليم عن طريق تعزيز التعاون المستمر والعمل المشترك بهدف تمكين قطاع المجتمع المدني من المشاركة في دعم العملية التعليمية.
8- بروتوكول تعاون مع قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري بوزارة الدفاع بهدف استغلال السنة الأولى بمدارس التعليم الفني كفترة تأسيس عسكري للطلاب لتحسين حالة انضباط الطلاب وانتمائهم للوطن.
9- بروتوكول تعاون مشترك مع الغرفة التجارية الفرنسية بالقاهرة لإطلاق مدرسة إليكترو مصر للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة العبور بمحافظة القليوبية، وذلك في إطار سعي الوزارة لتطوير التعليم الفني ورفع جودته.
10- توقيع بروتوكول مع مصطفى نصار رئيس مجلس إدارة مجموعة إيجيبت جولد للمشغولات الذهبية والمجوهرات، بروتوكول تعاون مشترك لافتتاح مدرسة إيجيبت جولد للتكنولوجيا التطبيقية.
11- ووقع الدكتور محمد مجاهد، بروتوكول تعاون مشترك مع السيد محمد حلمي السعيد رئيس مجلس إدارة شركة الصالحية للإستثمار والتنمية، لإطلاق مدرسة الصالحية للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية.
12- توقيع بروتوكول تعاون مع شركة "استادات القابضة"، إحدى الشركات الوطنية العاملة في قطاع تنمية المنشآت، لتطوير ورفع كفاءة المنشآت الرياضية التي تمتلكها الوزارة أو تشارك فيها بالمحافظات مع جهات أخرى.