قصفًا استهدف عدة مواقع عسكرية في مصراتة، بواسطة سلاح الجو الليبي، كان شرارة لهب أضاءت سماء المدينة الليبية، مساء أمس، تلك المواقع التي استخدمت لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التركية من قبل الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
لم تكن مصراتة المدينة الوحيدة التي استهدفها رجال المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، بل أن قوات "حفتر" أغارت على مواقع كتائب الوفاق في عين زارة بمحيط العاصمة طرابلس، كما أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة للجيش الليبي عن تنفيذ أكثر من 10 ضربات جوية متتالية على مواقع لميليشيات مصراتة.
تأتي هذه التطورات مع عودة الدورالأمريكي إلى واجهة المشهد ودعم واشنطن لسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وهو رد فعل متوقع على دخول روسيا ساحة المعركة أيضاً إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر، وجاء تصريح الرئيس التركي أردوغان الأخير باستعداد بلاده في إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا في حال طلبت حكومة الوفاق ذلك، في الوقت الذي صرح فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بأن الحل السياسي هو الكفيل لتحقيق الأمن للشعب الليبي وآلا قدرة لأي طرفاً على تحقيق النصر بقوة السلاح.
المسار السياسي والطريق لـ "برلين"
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هناك تأييد دولي لما يحدث داخل ليبيا وخاصة معركة تحرير طرابلس التي انطلقت منذ أيام قليلة، وخاصةً الدعم الروسي وهو ما سيكون بالطبع محل اختبار قبل مواقف الدول الآخرى، في الوقت الذي لن يغفل فيه الجميع عن الموقف الفرنسي والايطالي أيضاً كمحل اختبار قبل ما يعرف بمسار برلين، وهو المسار السياسي الحاكم للمشهد.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي، أكد على انتهاء الأزمة خلال مدة لن تتجاوز ثلاثة أشهر بحل سياسي بصورة أو بأخرى، موضحاً أنه كلما تعجل مسألة حسم المعركة الراهنة ومحاولة إيقاع أكبر الخسائر بالجانب الأخر المتمثل في حكومة السراج، كلما تعجل بنجاح المسار السياسي ومخطط برلين وهو ما يعد المعيار العام المباشر لنجاح الخطة.
وأكد فهمي على أن هناك تباين في المواقف الدولية خاصةً وأن حكومة السراج لازالت تحظى باعتراف دولي.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن العملية العسكرية ستؤدي إلى نتائج إيجابية بحيث تغير من الوقائع على الأرض، معللًا السبب أنه إذا نجحت العملية العسكرية الشاملة وإذا نجحت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير "حفتر"، هنا ستسقط شرعية حكومة الوفاق الدولية، لعدم وجودها على أرض ليبية محددة بصرف النظر عن التقسيمات.
وأضاف أنه سيكون هناك مسار سياسي برؤية جديدة من شأنها تغيير ما كان متفق عليه بما يعرف اتفاق صخيرات الذي تم توقيعه في المغرب والذي جاء كمدخلاً جديداً لعودة أممية ودولية إلى المشهد الليبي لتشترط الأمم المتحدة على المجلس الرئاسي المنبثق تواجده لدعمه والاعتراف به دوليا، ويبنى المسار على استحقاق سياسي جديد على أسس وقواعد جديدة.