واصل الناخبون البريطانيون الإدلاء بأصواتهم لاختيار أعضاء البرلمان في انتخابات مبكرة دعا إليها رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون من أجل تحقيق أغلبية "وإتمام عملية بريكست" أي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكان عشرات الآلاف من مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها أمام الناخبين صباح اليوم الخميس.
وتحدى الناخبون في وسط لندن، حيث صوتت الغالبية هناك على البقاء داخل الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016، المطر والطقس الكئيب وتوجهوا إلى صناديق الاقتراع بالمدينة.
وقالت شارل الكسندر، وهي موظفة بالرعاية الصحية، إنها كانت تؤيد عادة المرشح المحافظ المحلي، "لكن أمر سيئ للغاية أن يتم التصويت لصالح حملة وطنية يتم فيها إقصاء جميع المعتدلين الذين ربما يفكرون مثلي".
وصوتت الكسندر للديمقراطيين الليبراليين المناهضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واصفة خيار البلاد بين الحزبين الرئيسيين، وهما حزب المحافظين بزعامة جونسون، وحزب العمال المعارض بزعامة كوربين، بأنه "خيار بين اليمين المتطرف واليسار المتطرف".
وقالت سيدة أخرى إنني "مؤيدة للبقاء، لكنني استسلمت للبريكست"، وقالت إنها أدلت بصوتها لصالح المحافظين.
وقالت إن الأمر "لن يتسبب سوى في ارتباك آخر وشلل إذا ما سرنا بالطريقة التى نمضي بها، لذا أنا لا أريد برلمانا معلقا".
ومن المتوقع أن يشارك في الانتخابات نحو ثلثي من يحق لهم الإدلاء بأصواتهم أو أكثر من 30 مليون ناخب.
ويرى معظم المحليين أن تحقيق أغلبية مريحة في البرلمان للمحافظين هو النتيجة الأكثر ترجيحا استنادا للنظام الانتخابي في بريطانيا.
وفي حال أفرزت الانتخابات، على أية حال، برلمانا معلقا، يمكن للعمال أن يفوزوا بمقاعد كافية لتشكيل حكومة أقلية بدعم من الحزب القومي الاسكتلندي الأصغر وربما من الديمقراطيين الليبراليين.
وصوت جونسون وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين وزعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستورجين في لجانهم المحلية صباح اليوم الخميس، داعين الآخرين إلى الإدلاء بأصواتهم.
وقال جونسون على تويتر مصحوبة بصورة فوتوغرافية له خارج لجنة الاقتراع مع كلبه ديلين "اليوم هو اليوم المنشود، صوتوا للمحافظين لإتمام بريكست".
وغرد كوربين قائلا "تستطيعون التصويت من أجل حماية (خدمتنا القومية للرعاية الصحية). تستطيعون التصويت لإنهاء التقشف. تستطيعون التصويت لإنقاذ كوكبنا. تستطيعون التصويت من أجل الأمل".
وقالت ستورجين إنها "صوتت بكل فخر من أجل ديفيد ليندين الاستثنائي" مرشح الحزب القومي الاستكلندي في دائرة جلاسجو إيست الانتخابية.
وقالت شرطة اسكتلندا إنها ألقت القبض على رجل بعد العثور على جهاز مريب في تجمع سكني يضم لجنة انتخابية في بلدة مزرويل.
وقالت الشرطة إن خبراء "نفذوا عملية تفجير عن بعد كإجراء احترازي" بعدما تم الإبلاغ عن الجهاز عند حوالي الساعة الواحدة صباحا "0100 بتوقيت جرينتش).
وقال المفتش مارك ليونارد في بيان لاحق إن "الشرطة في مزرويل ألقت القبض على رجل 48 عاما، على صلة بالجهاز المشبوه الذي عثر عليه في الدور الأرضي من برج جلين تاور في مزرويل".
وأضاف ليونارد أن "التحقيقات جارية".
واتخذت السلطات المحلية إجراءات لاستخدام الناخبين لجنة اقتراع أخرى في مدرسة قريبة.
وكان جونسون قد وصف في وقت سابق التصويت بأنه "أكثر الانتخابات أهمية في العصر الحديث".
وركز في حملته الانتخابية على وعود بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون ثان/ يناير وخفض الضرائب، بينما تعهد بتمويل عمليات إصلاحية وتحسين في مجالات الصحة والتعليم والشرطة والسكك الحديدية.
وقال جونسون في تجمع انتخابي يوم الأربعاء إن الاتفاق الذي تفاوض عليه مع بروكسل "جاهز تماما .. لإتمام بريكست" إذا تمكنت الأغلبية المحافظة من تمريره في البرلمان الجديد".
كما يتعهد جونسون 55 عاما، بالحد من الهجرة والتفاوض فيما بعد بريكست على اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة دول أخرى غير عضو بالاتحاد الأوروبي.
وقدم المخضرم اليساري جيريمي كوربين "بيان من الأمل" يتسم بالتقدمية، واعدا بترشيد صناعات رئيسية وضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية وتوفير خدمات النطاق العريض في مجال الاتصالات بشكل مجاني.
وتعهد كوربين / 70 عاما/ بالتفاوض على اتفاق محسن للبريكست في مقابل البقاء داخل الاتحاد في استفتاء ثان للبريكست، وبعدها "سينفذ" ما تقرره الأغلبية.
وأشار استطلاع رأي رئيسي جرى في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إلى أن المحافظين سيفوزون بأغلبية في العديد من الدوائر.
غير أن محللين سياسيين بارزين، حذروا من أن وجود برلمان معلق لا يزال أمرا ممكنا.
وعبر رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار عن أمله في ألا تفرز الانتخابات برلمانا معلقا.
وقال للصحفيين في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل إنني "أعتقد أن أفضل شيء بالنسبة لأيرلندا والمملكة المتحدة وأوروبا هو إنهاء حالة عدم اليقين"، مضيفا: "لذا، سواء فاز رئيس الوزراء جونسون بأغلبية كبيرة أو فازت الأحزاب المتبقية بأغلبية، فسنعمل معها".