الاتجاه نحو الرقمنة والتحول الرقمي، شعار تبنته الدولة، الفترة الماضية وأعلنت عن البدء في تطبيقه تمهيدا لتعميمه خلال العامين القادمين، وتعتبر الجامعات إحدى مؤسسات الدولة، التي بدأت تطبيق هذا النظام، بعد تأكيد الرئيس السيسي على أهمية التطوير التكنولوجي والتحول الرقمي بمؤسسات الدولة.
تحويل الجامعات إلى ذكية
ووفقًا لتصريحات الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، جار إعداد تصور شامل لتحويل الجامعات المصرية إلى جامعات ذكية خلال عامين، سواء على المستوى الإداري أو التعليمي، وذلك من خلال الاستفادة من التجربة الصينية، والشركات المتخصصة فى هذا الشأن، وفقا للنظام الجديد يتم تعميم نظام الميكنة على جميع الخدماتـ، بالامتحانات، وتصحيحها وميكنة الخدمات والتعاملات النقدية داخل الجامعات، وفيما يلي نوضح مزايا تطبيق نظام الرقمنة داخل الجامعات وما العقبات التي تواجه التطبيق، وماذا تحتاج الجامعات التعميم التجربة .
مصادر التمويل
الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، قالت إن تطبيق نظام الرقمنة في الجامعات، يتناول أجزاء كثيرة جدًا فيمكن استخدامه في امتحانات، نظم الإدارة الخاصة لشئون الطلاب والدرسات العليا وغيرها، ووضع جميع المناهج إلكترونيًا كما أن الطالب سيحصل عليها إلكترونيًا، مشيرا إلى أن عملية الدفع الإلكتروني في حاجة إلى الميكنة الإلكترونية، وأن غالبية هذه المواضيع تم تنفيذها داخل الجامعات.
وأضافت النائبة في تصريح خاص، أن من أهم العقبات التي تواجه الرقمنة بالجامعات هي البنية التحتية التكنولوجية فلا تزال غير مكتملة في بعض الجامعات كما أنها تختلف من جامعة إلى أخرى، كما أن هناك عقبة التدريب فليس كل القائمين بالعمل علي وعي بالأنظمة الالكترونية الجديدة .
وأشارت أن تطبيق نظام الرقمنة يعتبر نقلة نوعية في الكيف من حيث الجودة وهذا الأمر يتماشى مع استراتيجية الدولة 2030 وينعكس علي التعليم والابتكار ومن خلالها يتم الحصول علي أعلى مستويات الجودة، بأقل تكاليف ويمكن استخدامه في مصادر تعليم جديدة تعود علي الجامعة بمصادر تمويل جديدة وتقليل الاعتماد علي موازنة الدوله مثل تحويل جميع المناهج الكترونية وعمل برامج نظام التعليم عن بعد وهو ما من شأنه توفير الوقت إلى أن يعطي ناتج جيد ة لمواكبة التطوارات العالمية التكنولوجية .
ولفتت عضو لجنة التعليم ، أن هناك جامعات بها نسبة كبيرة من التجهيزات ولكن ما زالت البنية التحتية لا تسمح، منوها إلى أن تمويل نظام الرقمنة يتم من خلال مصدرين الأول عن طريق موازنة الدولة والمبالع المخصصة لتحقيق التنمية المستدامة 2030ـ والمصدر الأخر هو الموارد الداخلية للجامعات ، فلابد للجامعات أن تنمي مواردها الداخلية حتي تستكمل ما لم تقم به موازنة الدولة.
وحول مدى جاهزية أساتذة الجامعة للتعامل مع النظام، تؤكد أن دكاترة الجامعات ينقسموا الى فئتين الأساتذة الجدد يتم تدريبهم جيدا من خلال برامج معدة لمعاوني هيئة التدريس لابد أن يجتازها عند الترقي للماجستير والدكتوراه إلى أن يصل إلى رتبة الأستاذ مؤكدة أن الجيل الجديد لديه الخبرة الكافية في مواكبة كل التطورات لآداء عمله، أما فيما يتعلق بالجيل الأقدم فللبد أن يطور من نفسه من خلال برامج تدريب حتى يتمكن من مواكبة التطورات كما أن هناك عبارة عن مجموعات تتكون من ذوي الخبرة والجيل الجديد والقديم باعتبارها عمليه تكاملية.
تحديات تواجه التطبيق
الدكتور سيد عبد العظيم، رئيس جامعة السويس، أكد أن الجامعات جاهزة لتطبيق نظام الرقمنة والجامعات الغير جاهزة، يجرى الآن تجهيزها، مشيرًا إلى أن نظام الرقمنة من شأنه توفير الخدمات في الجامعات التي تقع في المناطق النائية.
وأضاف رئيس الجامعة في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن أساتذة الجامعات يتم تدريبهم للتعامل مع النظام الجديد، فبدلا من الشرح عن طريق الكتب التي كانت تاخذ وقت كبير يتم شرح المحاضرات الكترونيا ، وبدلا من الامتحانات الورقية يتعم تعميم الامتحانات الكترونيا والتصحيح كذلك.
وأشار أن هناك تحديات تواجه تطبيق الرقمنة، من شراء الأجهزة و تدريب الكوادر، منوها إلى أن كل جامعة منفصلة عن غيرها في تطبيق النظام ، فهناك جامعات انتهت من الرقمنة وأخرى لازالت تبدأ ، وأخرى انتهت ولكن الكل يسير في نفس الطريق وهذا قرار المجلس الأعلى للجامعات.
القضاء على الفساد
قال الأستاذ دكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف ، إنه يتم حاليا عمل ميكنة لجامعة بني سويف بدء من مجلس الجامعة، فالتوقيعات اصبحت بالبصمة والباركود، مشيرا إلى دور النظام في تحقيق الشفافية والقضاء على وجود أي شبهات رشاوي أو فساد أو موظف يعطل ، فلا تدخل للعامل البشري، كله محدد بوقت ، فرئيس الهيئة من خلال مكتبه يتابع ما تم إنجازه.
وأضاف في تصريح خاص، أن النظام يحتاج إلى جانب مالي وتوعية، بأن هذا ما يتم وهو في الصالح العام نافيا أن يتم تقليص العمالة بعد تطبيق الرقمنة بقوله أن كل سيكون له وظيفته ، بأن لن يقلل العدد مشيرا إلى أن كل جامعة نجاحها في تطبيق الرقمنة ، مرتبط بالبنية التحتية ، كما أن هناك تعلميات من القيادة برفع كفاءة البنية التحتية للجامعات كما أن هناك دعم مليار وأكثر لتحقيق المعلوماتية والتحول الرقمي.
نقص العمالة
أوضح الدكتور حسام فرحات، المدير التنفيذي للمعلومات بجامعة المنيا، إن هناك توجه لدى وزارة التعليم العالي نحو التحول الرقمي داخل الجامعات ، بحيث أن تصبح جميع الأنظمة مميكنة.
وأضاف في تصريح خاص، أن جامعة المنيا 80% من الخدمات بها مميكنة، وهو ما يؤدي تدريجيا للقضاء على الفساد وتحقيق الشفافية فلم يعد هناك وساطة في تقديم الخدمات فالتلقي يكون مباشر وإلكترونيا ، وهو ما يساهم في توفير الوقت والجهد ، فالتعامل في شئون الطلاب يتم إلكترونيا، وكذلك النتائج والتقديم في المدن الجامعية، والدفع والتحصيل، وجدولة المرتبات، فمرتبات أساتذة الجامعات لم تعد تأخذ وقت .
وأشار إلى أن نظام الرقمنة عالج التقلص الشديد في إعداد العمالة، بقوله إنه لولا الرقمنة لكان هناك نقص في أعداد العاملين بعد وقف التعيينات، فآخر تعيينات تمت في الجامعات كانت عام 1967، ونسبة كبيرة تخرج معاش، ولا يوجد من يشغل أماكنهم.