بعد تعميم التجربة.. التصحيح الإلكتروني يغزو الجامعات

شهد بداية العام الدراسي الجامعي الحالي 2019/ 2020، تطبيق وتفعيل منظومة التصحيح الإلكتروني بالجامعات، مع التوجه الذي أعلن عنه الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لمواكبة تطورات نظام التعليم الجديد.

تطبيق النظام

ويسعى المجلس الأعلى للجامعات لتطبيق النظام الجديد من خلال تحقيق شفافية وعدالة ودقة عملية التصحيح واختصار وقت التصحيح لأقصى درجة، والإسراع في عملية إعلان النتائج للطلاب والسرية التامة، بدءًا من طباعة أوراق الإجابة مرورا بعملية التصحيح، وصولا لإعلان النتيجة، وخفض التكلفة المادية.

ويتبنى النظام الجديد، تطوير وتحديث المناهج بجميع التخصصات الدراسية، حيث طالب «عبدالغفار» جميع لجان القطاع بموافاته بتقرير شامل حول مدى حداثة البرامج الدراسية ومواكبتها للمواصفات العالمية، مشيرًا إلى أن سوق العمل يتطلب مهارات وخبرات جديدة.

ووجه وزير التعليم العالي، بضرورة التزام كافة المعاهد بتطبيق نظام التصحيح الإلكتروني بداية من العام الدراسى الجاري، وتوفير الإمكانيات التكنولوجية لأعضاء هيئات التدريس للقيام بعملهم على أكمل وجه؛ لتحقيق الهدف الخاص بتطوير التعليم بما يتماشى مع الثورة التكنولوجية التى يشهدها العالم.

تعميم التجربة

واستعر ض الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، خلال اجتماع، تعميم برنامج لرصد النتائج إلكترونيًا بكليات الجامعة، وعمل منصة إلكترونية للمناهج والدراسة التفاعلية بالتعاون مع مؤسسة "ماجروهيل العالمية"، موضحا أن التحول إلى التعليم الالكتروني التفاعلي له مردود كبير ينعكس على جودة العملية التعليمية داخل كليات الجامعة، والربط بين كل من الطلاب والأساتذة والمحتوى الدراسي، بما يرفع من كفاءة وفاعلية العملية التعليمية بشكل عام ويحقق الأهداف المرجوة منها.

كما وجه رئيس الجامعة، كلية دار العلوم، بضرورة تغيير المناهج وتطويرها وفق المواصفات الحديثة، والتطور الأحدث في العلوم الإنسانية والاجتماعية لتغيير طرق التفكير عند الطلاب.

التطبيق بجامعة القاهرة

قال مصدر بجامعة القاهرة، إن النظام الجديد للتصحيح الالكتروني يطبق في حوالي 15 في الكلية من 20 كلية موجودة بالجامعة مشيرا إلى أن النظام الجديد يضمن سرعة في ظهور النتائج ، فمن خلاله يتم تصحيح أكثر من سؤال لأكثر من طالب فيمكنه تصحيح 500 ورقة في الساعة ، كما يضمن عنصر الدقة لايوجد عنصر بشري، الكليات بتطبيقه ، كل الكليات وكل كلية حسب احتياجاته التي يصلح فيها التصحي إلكترونيا أو لايصلح.

الامتحان الالكتروني الموحد

أكد الدكتور السيد عبدالعظيم، رئيس جامعة قناة السويس، إن هناك فرق بين نظام التصحيح الإلكتروني بالجامعات، والامتحان الإلكتروني الموحد الذي سيتم تطبيقه على مستوى كليات الطب، مشيرًا إلى أن نظام التصحيح الالكتروني مطبق منذ عام في معظم الجامعات، في كل الكليات، يشمل النظام الجديد أسئلة الاختيار من متعدد أو صح أو خطأ أو أسئلة مقالية قصيرة.

وأضاف رئيس الجامعة في تصريح خاص، أن نظام التصحيح الالكتروني، يقيس قدرات التذكر و الفهم، ومهارات الطلاب المختلفة من خلالها، إذ تبدأ الأسئلة وورقة الإجابة يكون مرفق بها شيت، متخصص للتصحيح الإلكتروني بحيث يختار الطالب الإجابة الصحيحة، داخل الشيت ويتم وضع الشيت في ماكينة التصحيح الإلكتروني، بيحث تظهر الدرجات للطالب.

وأشار إلى أن النظام الجديد يسمح للدكتور بوضع إجابة واحدة بما يسهل عليه عملية التصحيح ويحقق تكافؤ الفرص ، بدلًا من أن كانت مقالية ولا تقيس سوى الحفظ، وتخرج طالب غير مستوعب المنهج بطالب استعان بكل المهارات.

ولفت إلى أن هذا النظام يصلح في كل الكليات النظرية، حيث أن 60% من المواد تصحح إلكترونيًا، و40% من المواد تصحح بواسطة مدرس المادة، فالأسئلة لم تعد مثل الأول فأصبحت بنظام البوكلت.

تحقيق الحيادية والشفافية

وأوضح الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، إن نظام التصحيح الإلكتروني، كان متواجد بصورة ليس فيها العمومية داخل الجامعات، ولكن الآن تعمل جامعة حلوان على تعميم التجربة بالجامعة، مشيرًا إلى أن تعميم تجربة التصحيح الإلكترني للامتحانات بالجامعات، تضمن تحقيق الحيادية والشفافية والسرعة في رصد النتائج.

وأضاف رئيس الجامعة في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنه خلال عامين سوف يطبق نظام الامتحان الإلكتروني الموحد على كل كليات القطاع الطبي، وأن النظام يطبق في كل الكليات، ولكنه يحتاج لتكلفة لتوفير أجهزة التصحيح التي تعتمد عى أجهزة يتوافر فيها الإنترنت بشكل منتظم

اسئلة الامتحانات

الدكتور حسام فرحات، المدير التنفيذي للمعلومات والتصحيح الإلكتروني بجامعة المنيا، يقول إن نظام التصحيح الإلكتروني للامتحانات بالجامعات، يتم من خلاله تقديم ورقة للإجابة على الأسئلة للطالب، بحيث أن الطالب يختار الإجابة الصحيحة على الأسئلة التي يضعها دكتور المادة والتي يكون تم توزيعها مسبقا على الطلاب من خلال بنك الأسئلة.

وأشار المدير التنفيذي، في تصريح خاص، أن النظام الجديد يطبق في معظم الكليات على مواد بعينها، منوها إلى أن النظام الجديد سوف يطبق على الكليات التي يوجد بها أعداد كبيرة من الطلاب، فكلية الحقوق معظم مواد التصحيح بها تتم إلكترونيا، نظرا لزيادة أعداد الطلاب مما يسهل على أستاذ المادة رصد الدرجات.

ولفت إلى أنه ستطبق خلال الفصل الدراسي الثاني امتحانات إلكترونية للقطاع الطبي، تمهيدا لتطبيق لامتحان موحد على مستوى الجمهورية على مستوى كل كلية حول الممارسة المهنية.

أجهزة التصحيح الالكتروني

وأوضح أن جامعة المنيا بها ما يقرب من 11 جهاز تصحيح إلكتروني، منوها إلى أن تكلفة الجهاز تصل لما يقرب من 60 ألف جنيه، وحول وجود تظلمات للطلاب، أكد أن الجهاز يحتفظ بصورة الاجابة لكل طالب، منوها إلى أن الخطأ في هذه الحالة يكون بنسب قليلة.

ولفت إلى أن عيوب النظام الجديد، تتمثل في أنه ينحصر على أسئلة الصواب والخطأ والاختيار من متعدد، ويتيح جزء من الورقة للأسئلة المقالية القصيرة.