افتتحت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، وطارق عامر، محافظ البنك المركزى، اليوم الإثنين 2 ديسمبر 2019م، المؤتمر الاقتصادي الأفريقي، الذي ينظمه سنويا البنك الافريقى للتنمية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة، وينعقد هذا العام بمدينة شرم الشيخ، وذلك بحضور الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والدكتور تشارلز لوفومبا، نائب رئيس وفد بنك التنمية الأفريقي ورئيس الوحدة الاقتصادية بالبنك.
وأكد البنك الأفريقى للتنمية، أنه جرى اختيار مصر كدولة مضيفة لهذا الحدث الاقتصادي العالمي والذي يعقد تحت عنوان "الوظائف وريادة الأعمال وبناء القدرات للشباب الأفريقى"، هذا العام بعد أن استطاعت أن تقدم نموذجا أفريقيا ناجحا وقويا، فضلا عن رئاستها للاتحاد الأفريقي في دورته الحالية.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يأتى متوافقًا مع أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي التي تتطلع إلى القضاء على بطالة الشباب، وضمان حصول الشباب الأفريقي على فرصته كاملة من التعليم والتدريب والمهارات والتكنولوجيا والخدمات الصحية والوظائف والفرص الاقتصادية، وتركز أجندة المؤتمر على أربع ركائز أساسية وهي، دعم المهارات وريادة الأعمال وتعزيز فرص الشباب الأفريقي في سوق العمل، وتعزيز دور المؤسسات التعليمية في بناء المهارات اللازمة لسوق العمل، وتحفيز القطاع الخاص لتوفير فرص التدريب والتشغيل المناسبة للشباب في الدول الأفريقية، وتفعيل الشراكات لسد الفجوة بين العرض والطلب وتوفير احتياجات سوق العمل من المهارات في المستقبل.
من جانبه، قال طارق عامر محافظ البنك المركزي، إن التفاف الشعب وثقته في القيادة السياسية يعد العامل الرئيسي في نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي بهذه القوة ومواجهة التحديات، موضحا أن مصر تمكنت من تطوير البنية الأساسية لكي نصبح جاهزين للانطلاق ووضع الأساس للتنمية من إصلاح منظومة التعليم والصحة والصناعة، وحقق الاقتصاد المصري إنجازات مختلفة مثل ارتفاع الاحتياطي النقدي لمصر ليتجاوز 45 مليار دولار، وتراجع معدلات البطالة لأقل مستوياتها وزيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية.
من جانبها، أشارت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، في كلمتها، إلى أنه وفقًا لتقرير الأمم المتحدة حول التوقعات السكانية في العالم لعام 2019، يمثل الشباب في قارة أفريقيا نحو 62٪ من السكان، وهم يشكلون ثروة هائلة لأفريقيا، ستعزز نموها الاقتصادي.
وأكدت الرئيس عبد الفتاح السيسي يضع على قمة أولوياته الاستثمار في رأس المال البشرى وتمكين الشباب، وأدى التطبيق الجيد لبرنامج الإصلاح الاقتصادي لخفض معدل البطالة إلى 7.5% خلال الربع الثاني من العام الجاري، وهو أقل معدل في السنوات العشرة الأخيرة، بعد توسع الدولة في الاستثمار في المشروعات القومية الكبرى ومشروعات البنية الأساسية، كثيفة العمالة، موضحة أنه تم تهيئة بيئة الاستثمار لتمكين القطاع الخاص من أداء دوره في قيادة الاقتصاد وخلق الوظائف للشباب والمرأة، وقامت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بإطلاق مبادرة لتمكين رواد الأعمال من تحويل أفكارهم لمشروعات سريعة النمو.
وذكرت الوزيرة، أن مصر تركز على جذب الاستثمارات ذات القيمة المضافة، التي توفر وظائف لائقة بالشباب، ومنح حوافز للشركات التي تقوم بالتدريب وإنشاء المدارس الفنية لتأهيل الشباب للعمل، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات المرتبطة ببناء الإنسان، في مجالي الصحة والتعليم، ما يؤدي في النهاية لتحسين حياة المواطنين المصريين، خاصة الشباب.
وأكدت الوزيرة، أن الطريق الذي نتبعه في بناء القدرات وتشجيع المستثمرين وتوفير فرص العمل وتحسين فرص الحصول على التمويل هي عملية مستمرة لتحقيق نمو شامل يمكن للشباب من خلاله جني فوائد الإصلاح الاقتصادي، داعية إلى العمل على ازالة أي تحديات تواجه خلق وظائف للشباب في أفريقيا.
وقال الدكتور تشارلز لوفومبا، نائب رئيس وفد بنك التنمية الأفريقي ورئيس الوحدة الاقتصادية، إن دعم الشباب الأفريقي جزء من اهتمامات المؤسسات المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الأفريقي 2019، في دورته الـ14.
وأشار إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على امكانية توفير 25 مليون وظيفة بشكل مباشر والتأثير إيجابًا على 50 مليون شاب بحلول عام 2025، من خلال زيادة دعم ريادة الأعمال والتي تركز على الشباب وتمكينهم، مؤكدا أن المؤتمر يركز على توفير الفرص للشباب الباحثين من الافارقة وبعض الأفكار والتمكين الجاد والريادة وتنمية القدرات لهؤلاء الشباب والوصول للحلول العملية وإيجاد مهارات افضل وسياسات تنموية افضل.
وقال آدم الحيرايكة، مدير قسم الاقتصاد الكلي والحوكمة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، أنه يوجد في أفريقيا أصغر عدد من الشباب في العالم، وهذا يمثل فرصة هائلة إذا تم تسخيرها بشكل جيد من خلال زيادة الاستثمارات والوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والمهارات، مشيرا إلى أن أفريقيا بها كل المقومات اللازمة لتحقيق النهوض الاقتصادي.
وأشار في كلمته نيابة عن الدكتورة فيرا سونجوي، السكرتيرية التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، إلى أن اللجنة الاقتصادية لأفريقيا تتطلع إلى استكشاف شراكات مع رواد الأعمال في مجال الاقتصاد الرقمى.