كما سردنا بالأمس بعض القصص والشهادات الحية من داخل الشمال الشرقي السوري الجديد، رصدت جريدة "بلدنا اليوم" بعض الشهادات الأخرى من قبل المواطنين الأكراد الذين يكشفون الابادة التي يتعرضون لها على يد الطاغية، رجب طيب أردوغان، وكانت الشهادات كما يلي:
نورهين الحسين: أين الأمم المتحدة والأخلاق؟
فيما قالت نورهين الحسين وهي مواطنة كُردية وإحدى قاطنات مدينة قامشلي السورية :" رأس العين تحت القصف وكل الأهالى قد نزحوا، فالجميع تقريبا بمدينه تل تمر قريب على رأس العين وجالسين بالشوارع، وفي منهم ذهبوا للقرية أو حسكه، أما الجرحى فهم حاليا بمستشفيات مدينه قامشلي".
وعند سؤالها عن كيفية المعيشة في وسط تلك الأجواء، فأجابت "الحسين" قائلة:" كيف يعيشون أهالي الحرب، أكيد بكل قلق وخوف، فكيف نعيش حياتنا اليومية ونحن تحت القصف عشوائي ومن قبل الجيش الفاشي التركي لا حياة جيده وسط هذه الأجواء".
وعن الموت والضحايا، فأوضحت "نورهين" أنها لم ترى جثث للضحايا إلا عبر وسائل الإعلام، نظرًا لعدم خروجها من المنزل لكونها رسامة بالإضافة إلى أوضاع مدينتها السيئة، مؤكدة أنه في حال ساءت الأوضاع أكثر من ذلك فسوف تترك المدينة "قامشلي" مع أهلها كما فعل الأهالي في رأس العين وتل أبيض.
وعن مقارنة الرئيس التركي بالصهاينه، فأجابت "الحسين" قائلة :"كلا أني أرى اليهود أحسن من أردوغان وطاغيته، وذلك لأنه لم يفعل الصهاينة بشعب فلسطيني الشقيق مثلنا، وذلك لأن أردوغان هو الداعم الأكبر للدواعش وإخواته وهو الذي مدد داعش بكافة أنواع الدعم وتثبت الوثائق والصور هذا الأمر".
أما عن مطالبها من الدول في ظل العدوان التركي، فاختتمت المواطنة الكُردية قولها :"ليس للدول أخلاق أين دول الديمقراطية أين الامم المتحدة أين الأخلاق والانسانية والضمائر الحية لإيقاف جرائم أردوغان الطاغي الذي يريد إبادة شعب كردي مظلوم الذي دحر إرهاب داعش وإخواته وضحى بأغلى ماعنده من خيرة شباب وفتيات لأجل العالم بأكمله ولكن ياحسرة وياويلاه نحن الآن ندافع عن أنفسنا ضد أحد أكبر دول العالم جيشًا في حلف الناتو والعالم مكتوف الأيدي ولا يقفون ضد إرهابه".
أحمد صالح: الطيران التركي يضرب عشوائي على المدنيين
وعلى جانب آخر، وبعد أن قصف العدوان التركي مدينة رأس العين واستطاع من استطاع الهروب منها، عاد المواطن الكُردي أحمد صالح ليروي ما يحدث هناك قائلا:"الوضع داخل المدينة مأساة مدنيين محاصريين وأكثر من نصف البلد محاصر، قصف صواريخ وطيران والمشكلة أن الطيران بيقصف عشوائي على المدنيين".
وتابع المواطن الكُردي :"نناشد كل العالم وحقوق الإنسان لكي يوقفوا هذا الطيران من فوق رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ المحاصرين، نرجو من العالم أن يأتوا ويروا المأساة نتيجة القصف العشوائي، فتم ضرب البنية التحتية للمدينة من المياة والاتصال والكهرباء حتى الخروج ممن المدينة أصبح صعب للغاية".
موسى خلف:جئت لرأس العين لأخذ أقاربي
فيما لخص المواطن الكُردي موسى حمدي خلف ما حدث بأنه جاء محاولا الدخول إلى رأس العين مجددًا، وذلك من أجل أن يأخذ أقاربه، موضحًا الوضع المأساوي بالمدينة.
وقال موسى حمدي خلف :"أنا مواطن جئت لأخذ أقاربي من رأس العين، ويوجد قصف أمامنا ولا يوجد كهرباء أو ماء أو طعام، وبقي أقاربي على هذا الحال لمدة يومين ثلاثة".
عائلة مكونة من 30 فرد مشردة بالعراء
وكانت القصة الأكثر حزنًا، والتي رصدتها بلدنا اليوم هو تشريد عائلة مكونة من 30 شخصًا ومعظمهم من الأطفال، والمبيت على قارعة الطريق في انتظار من ينظر إليهم.
أما عن تلك العائلة فهي من كوباني عين العرب ومن ضمن النازحين الذين تركو بلدتهم الأصلية بعد هجوم داعش ليذهبوا إلى رأس العين ومن ثم أن تم قصفهم تركوها وظلوا في غرفة على طرف الطريق تبعد 25 كم تقريبا عن رأس العين بدون ماء أوكهرباء، يلجأون إلى توقيف السيارات لطلب الماء ولم يلتفت إليهم حتى الآن أي منظمة أو جهة لتقديم المساعدة لهم.
وعند إجراء الحديث معهم، فكشفت العائلة أنها لم تتعرض لأي احتكاك مع المعارضة أو الجيش التركي وأنهم انسحبوا مع باقي العائلات مع بداية القصف.
فيما قصت المرأة المسنة في تلك العائلة مأساتهم وهي تنهمر في البكاء، قائلة :" لا يزال لدينا أبناء وعائلات داخل رأس العين ولا يمكن الخروج، لقد تشتت عائلتنا والاتصالات مقطوعة ولا نعلم أين ابنائنا وما هو مصيرهم داخل مدينة رأس العين وجميعهم مدنيين".
وتابعت المرأة باكية :" لنا يومين ننام على الأرض بدون فرش"، وبدأت تتاءل صارخة:"ماذا تريد تركيا منا؟، لم يبقى لنا منزل ومأوى والطيران يحلق ويقصف كل مكان ولا يمكن أن نخرج رؤوسنا للخارج لقد تشتتنا في القرى والأرياف".
واختتمت المرأة، قائلة :"نحن شعب فقير، لقد خلقنا الله مثل بقية الشعوب فماذا يرد منا أردوغان وأناشد الأمم المتحدة وأمريكا والدول الاسلامية بالتدخل لوقف هذا العدوان".