تشوية التراث.. كيف أزعج سرطان المهرجانات "أم كلثوم والعندليب"؟

الاربعاء 16 أكتوبر 2019 | 12:04 صباحاً
كتب : أحمد عفيفي

أغاني التراث هي تاريخ مصر الفني، فيستمع لها العرب والأجانب من كل دول العالم، ويأتى لها القاصي والدانى لكي ينعشوا أذونهم من خلالها في دار الأوبرا المصرية، سواء كانت أغاني كوكب الشرق أو العندليب، وفى خلال الفترة الماضية استغل مطربي المهرجانات، الشهرة الواسعة التي حققتها تلك الأغاني في الوطن العربي، وقاموا بسرقة الألحان التى تحتوي عليها تلك الأغاني، ليكتسبوا منها الشهره، وخاصة أنها لها قاعدة جماهيرية كبرى، ولكن هذه المهرجانات تسببت فى غضب الجمهور.

وفى هذا التقرير نرصد أراء من النقاد المزيكا ليحللو سبب اتجاه المطربين لأغاني التراث.

تشوية التراث الفني

أكد الناقد محمود فوزي، أن تحويل التراث الفني المصري إلى أغاني مهرجانات شئ سخيف و"قذر" مؤكدا أن هؤلاء يفعلون ذلك لأنهم أصبحوا متواجدين على الساحة الغنائية، وأثبتوا تواجدهم بسبب العدد الذي يتابع تلك الأغاني والمهرجانات.

تابع الناقد الفني أن مطربي المهرجانات عليهم أن يصنعوا أغاني ولا يفسدوا التراث، ويجب علينا أن نحافظ على الفن المحترم، كما شدد على ضرورة وجود رقيب على التراث الفني للحفاظ عليه وعدم سرقته من هؤلاء اللصوص.

مطربي المهرجانات لصوص

وأضاف محمود فوزي في تصريحات خاصة لـ" بلدنا اليوم"، : "هؤلاء اللصوص ليس عليهم أي مسائلة قانونية، لأنهم غير معترف بيهم نقابيا، من أين نحصل عليهم فهم ليس عليهم رقابة لأنهم مجهولين الهوية، فهم يقوموا بصناعة أغاني المهرجانات داخل منازلهم، ويطرحوها عبر الانترنت، فأين هويتهم وكيف تضع نقابة الموسيقيين يديها عليهم، فيوجد في الرقابة تصريح فني يدعى "تصريح كلام"، فنحن نقوم بتقديم كلمات الأغنية لكي نحصل على الموافقة لتسجيل الأغنية وطرحها للجمهور، فهم لا يحدث معهم ذلك الأمر على الإطلاق، وأن حدث معهم ذلك سترفض كل أغانيهم أو معظمها، ويوجد "جمعية المؤلفين والملحنين"، وتلك الجمعية هي المسؤلة عن حماية التراث الفني القديم، ولكن ماذا تفعل هذه الجمعيات مع هذا السرطان الذي تفشى في أذن المصريين، فيوجد مطرب مهرجانات يدعى "حمو بيكا" يطرح أغانيه عبر اليوتيوب، فكيف ستصل له الجمعية كي تعاقبة".

واختتم فوزي تصريحاته قائلاً: "من حق من يملك حقوق الأغاني التي تحولت إلى مهرجانات سواء كانت لكوكب الشرق أو للعندليب أن يقاضي هؤلاء اللصوص، سواء كانت شركة إنتاج هي التي تمتلك الحقوق أو الورثة الشرعيين، فمعظم أغاني عبد الحليم يملكها المنتج محسن جابر، فنحن لا نستطيع أن نقضي على تلك النوعية من المهرجانات، فيجب علينا أن نقنن هذا النوع من الأغاني لكي نستطيع محاسبتهم".

سرقة التراث الفني

أكد الناقد الفنى مصطفى حمدي، أن سرقة التراث الفني القديم، يرجع لجهل هؤلاء المؤدين للمهرجانات بالقانون، لان ذلك التراث لدية حقوق يجب أن يحصلوا عليها أولاً، فما يفعلوة هو ما إلا مجرد "سرقة".

المستوى الفني

وأضاف "حمدى" في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" بعض المطربين يستغلون تلك الأغاني بسبب الصدى الجماهيري التي حققتة، ولكن على المستوى الفني ما يفعلوة مطربي المهرجانات ما هو إلا تشوية للتراث الفني القديم ويجب وضعهم تحت طائلة القانون، لافتا إلى أن كايروكي عندما أستخدموا مقطع لكوكب الشرق "أم كلثوم"، في أغنية "كانك معايا"، وحصلوا على مقطع من أغنية الست، فحصلوا على حقوق الأستغلال أولا بمقابل مادي، وهما كانوا يصنعوا فقرة أقرب للصورة "الكولاج"، وهي تحتوي على تقطيعات من أكثر من أغنية، وهذا عمل شرعي ويعتبر تطوير لموسيقى قديمة، ودمجها بالموسيقى الحديثة، ولكن مطربي المهرجانات يستبيحوا التراث الفني، ويستخدموة بدون وجة حق، ولا يعملوا على تطويرة بل يشوهوا التراث الفني المصري وهذا شيء يعاقب علية القانون.

وأختتم مصطفى تصريحاتة قائلاً: فما يفعلوة مطربي المهرجانات سوف يضعهم في السجن في حالة تدشين أي قضية ضدهم بسبب التراث الفني القديم، فمحسن جابر يمتلك معظم أغاني التراث لشركة صوت الحب، ومن يحمي هذا التراث نقابة الموسيقيين، وجمعية المؤلفين والمولحنين، والرقابة على المصنفات، فهذه هي الجهات التي تحمي التراث، فنحن نعجز عن تقنين وضع مطربي المهرجانات لهذا لا نحاسبهم.