أعلنت تركيا اليوم الأربعاء بدء عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، أطلقت عليها اسم "نبع السلام"، فيما اعتبرتها مصر تدخلًا صارخًا وانتهاكًا لسيادة دولة عربية.
وتعادي "أنقرة" الأكراد سواء في سوريا أو العراق، وتشهد الصراعات بينهما مواجهات دموية تاريخية.
في السطور التالية، يستعرض "بلدنا اليوم" تفاصيل ما يحدث في منطقة أكراد سوريا، وسبب عدوان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على شمال شرق سوريا.
اقرأ أيضًا: "لا تذهب إلى هناك".. نصيحة "عبد الناصر" لم يأخذ بها جيفارا فاغتالته أمريكا
في البداية، تُعرف المنطقة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إذ أعلنت استقلالها بالأمر الواقع عام 2012 مستغلة الأوضاع الأمنية المنهارة في سوريا، وتشمل مناطق عفرين، الفرات، الرقة، منبج، دير الزور، والجزيرة، لكن هذه الإدارة لم تخظ باعتراف أي حكومة أو دولة أو منظمة دولية.
وتقيم في المنطقة أغلية عربية، كما تسكنها أقليات من الأكراد والأرمن والشيشان، وتعتبر "وحدات حماية الشعب"، القوة العسكرية الممثلة لها، ويبلغ تعداد هذه القوات من 40 إلى 50 ألف جندي.
وشارك الأكراد في الحرب على تنظيم "داعش"، خلال السنوات الأخيرة، وأخذت تضم كل الأراضي التي ينسحب منها، بدعم أمريكي عسكري.
وسبق أن هاجمت تركيا المنطقة في الفترة من 24 أغسطس 2016 إلى 29 مارس 2017، شمال سوريا، واحتلت جزءًا من المنطقة، بحجة قتال قوات "سوريا الديمقراطية" الكردية وتنظيم "داعش"، وعُرفت العملية باسم "درع الفرات".
وفي 20 يناير 2018 دخلت قوات "أردوغان" منطقة عفرين السوريا، فيما سمّته بعملية "غضن الزيتون"، مدعومة بقوات "الجيش السوري الحر"، ضد قوات "سوريا الديمقراطية" الكردية.
ويسعى "أردوغان" لأن يحل محل الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة مع رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد إهدار الأموال على تواجد قوات بريه له في شمال شرق سوريا.
اقرأ أيضًا: سرطان الثدي.. أشهر 9 خرافات تتداولها النساء عن هذا المرض
وبحسب محللين، فإن تركيا تهدف من العملية العسكرية الدخول إلى عمق 15 كيلو متر أو أكثر على طول 120 كيلو متر في الأراضي السورية، و"تطهيرها" من الأكراد، نظرًا للخلاف التاريخي بينه وبينهم.
وهناك مخاوف من ارتكاب قوات "أردوغان" مذابح إنسانية، خصوصا في مدن العين وتل الأبيض، نظرًا لكثافة السكان بهما.
في الوقت ذاته، تشير تحليلات إلى أن القوات التركية ستعاني أمام المقاتلين الآكراد، لكن الرهان لحسم الأمور يقع في يد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، القوتين العظميين عسكريًا، فيما تبرز مخاوف من استغلال تنظيم "داعش" للأوضاع وعودته للمشهد من جديد.
وبدأ اليوم نزوح عدد كبير من سكان منطقة "تل الأبيض" التابعة لمنطقة الجزيرة، بعد رصد الاستعدادت العسكرية التركية بغزو المنطقة.
كما سحبت الولايات المتحدة الأمريكية عناصرها من مناطق على الحدود مع تركيا، فيما يعد ضوءًا أخضر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان ببدء العملية العسكرية، الأمر الذي يناقض التحالف الأمريكي الكردي في الآونة الأخيرة.
وزعمت "أنقرة" أنها ستبلغ الدول المعنية بالمنطقة، ومنها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فيما أعلنت الأخيرة أن عدوان تركيا يعد انتهاكا للقانون الدولي.
اقرأ أيضًا: بعد حذف اسم الهارب محمد على.. هذه رحلة "مضبطة البرلمان" من الجلسات للأرشيف
وأدانت مصر بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية، وقالت وزارة الخارجية إن الخطوة تمثل اعتداءً صارخًا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالًا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
وأكد بيان وزارة الخارجية المصرية "مسؤولية المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أي مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء هندسة ديمغرافية لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا".
ودعت مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تلك التطورات وسُبل العمل للحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.