نجيب الريحاني واحد من أهم الكوميديا بالسينما المصرية، اسمه الحقيقي "نجيب إلياس ريحانة"، لأب من أصل عراقي يعمل بتجارة الخيل، وولد في حي باب الشعرية بالقاهرة ، وتزوج في بداية حياته من الراقصة السورية "بديعة مصابني"، أنجب منها أبنة واحدة، ثم انفصل عنها وتزوج من امرأة سورية "لوسي دي فرناي" وأنجب منها أبنته، ثم التحق بوظيفة بسيطة وهي كاتب حسابات بشركة بنجع حمادي، لكن هذه الوظيفة لم تشبع رغبته فاستقال منها، واتجه إلى الفن والمسرح.
وفي بداية مشواره الفنى نجح في الحصول على دور "كومبارس" بدار الأوبرا المصرية، وأسس الريحانى مع صديقه بديع خيري فرقة مسرحية عملت على نقل وترجمة المسرحيات الفرنسية إلي اللغة العربية، ليتم عرضها على مختلف المسارح بمصر.
أشرف عبد الباقي: أعشق مسرح نجيب الريحاني
ومع بداية أعماله في السينما، تألق الريحاني وأثبت نفسه بشخصية تدعى "كشكش بيه"، وكان له الفضل في تطوير المسرح والفن الكوميدي في مصر، وربطه بالواقع والحياة اليوميَّة.
وترك نجيب الريحاني وصية من أغرب الوصايا، حيث أوصى قبل وفاته خمسة عشر، أقاربه وأصدقائه بأن يضعوا له في قبره صورة له بشخصية "كشكش بيه" الشهيرة، حيث أوضح أنه لم يذق تحقيق نجاح إلا بعد تقديم تلك الشخصية "كشكش بيه".
شاهد.. كيف أنُزل الوحي على نجيب الريحاني في قهوة "فينيكس"؟
ويذكر أن أهم أعمال نجيب الريحاني على المسرح "كشكش بك في باريس" و"وصية كشكش بك" و "الجنيه المصري" و"الدنيا لما تضحك" و"الستات ما يعرفوش يكدبوا" و”إلا خمسة" و"حسن ومرقص وكوهين" و"تعاليلى يا بطة" و"مجلس الأنس" و"عشان سواد عينيها" و"المحفظة يا مدام" و"ياما كان في نفسي"، وشارك في بطولة العديد من الأدوار السينمائية من أبرزها "سلامة في خير" و"أبو حلموس" و"لعبة الست" و"سي عمر" و"أحمر شفايف" و"غزل البنات".
وآخر فيلم شارك في بطولته نجيب الريحاني قبل وفاته هو "غزل البنات" الذي لم يشاهده فقد رحل قبل عرضه، حيث أصيب بمرض "التيفود" الذى أثر على صحة رئتيه وقلبه، توفي بعد صراع مع المرض يوم 7 من شهر يونيو عام 1949 بالمستشفى بحى العباسية.
اعترف فؤاد المهندس بتأثير أسلوب نجيب الريحاني عليه وعلى منهجه التمثيلي
في لقاء تليفزيوني نادر لفؤاد، مع الإعلامية سهام صبري، في برنامج "شموع"، روى موقفًا محرجًا جمعه بنجيب، حيث قال إن الأخير كثيرًا ما ينسى المواقف والأشخاص، واصفًا إياه بـ"نساي".
وقال إنه في المرة الثانية التي التقاه فيها، كان في أحد المسارح، كان الريحاني يجري بروفات مع أفراد مسرحيته، بينما فؤاد، كان يقف بعيدًا، وسط مجموعة من الأفراد، في انتظاره، حيث تبادلا الابتسامات، ويتجه كل منهما نحو الآخر، للمصافحة بالأيدي، ليتفاجئ "المهندس"، بأن "نجيب" كان يُصافح شخصًا آخر، مما دفعه لمغادرة المكان.
وأوضح "المهندس" "أن "الريحاني" كان يناديه بـ"التلميذ" لفترة طويلة، بينما المرة الأولى التي ناداه فيه باسمه، بعد مرور نحو عام من علاقتهما: "كان يناديني باسم فؤاد على طول"، لافتًا إلى أنه لم يعمل معه في المسرحيات إطلاقًا: "كنت أتعلم منه وأشوف شغله إزاي على خشبة المسرح".